أحيا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى اليوم الثالث من عاشوراء لهذا العام، في مقر المجلس، برعاية نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب في حضور شخصيات سياسية ونيابية واجتماعية وعلماء دين ومواطنين. تلا خلاله المقرئ أنور مهدي ايات من الذكر الحكيم، وقدم الحفل د. غازي قانصو.
وألقى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلّاس كلمة بعنوان “عاشوراء: مَقامُ الفجيعة..! “قال فيها: أيُّها الصافنون بعاشوراء الروحِ و الألم، و المُسْتَلْهِمون معاني القِيَم، أيُها المؤمنون الصابرون…! إِنَّا جِئناكم ، نتدامعُ معاً، و نتعازى معاً و نعيشُ الرَجَاءَ معاً..! جِئْناكم نبكي الفجيعة و ذِلَّةَ الخديعة ؛ نَستَشهِدُ فَجعاتِ الزمن على غَدراتِ المِحَن ؛ نَستذكِرُ عاشوراءَ بِجُرحيَّتِها الأليمة و نستحضرُ طعناتِ الظَهر اللئيمة ونقولُ بِجَرحَةِ قلبٍ و دَمِ العين : سلاماً للأطهارِ سلاماً للحُسيْن..! بصَفنَةِ وَجْدٍ ، نُهلِّلُ للقِيَمِ الحُسينيةِ عِزّاً ؛
و بدمعةِ سَجْدٍ ، نُكَربِلُ للروحِ السَمْحاءِ دُعاءً ؛ نستلهِمُ من الإمام الأميرِ عليٍّ كَرَّمَ الله وَجهَهُ و أهلِ بيتِه ، و نغرفُ من القِيَمِ ؛ما يُعزِّينا على فَقْدَةِ السَلام ، و منَ الشمائلِ ؛ما يُقوينا على وَجعةِ الآلام ، و من الفضائلِ ؛ ما يُنجينا من دمْسَةِ الأيام.!”.
اضاف: “• في مقام الفجيعة نتناسى كل ضغينة ، نرتفعُ بالفضيلة، نُبلسِمُ الجراحَ بإيمانِ الصبرِ
و نؤسِسُ لطقوسياتِ الأخلاقِ و الأخوَّةِ و المحبَّة ؛ و نرفعُ بيرَقَ الكرامة الإنسانية و رايةَ القيَمِ الحُسيْنِيَّةِ السلاميّة ، الحاملةِ القراَنَ آياتٍ مُعَاشَةً بسلوكياتها الإيمانية السمحاءِ الطاهرة والرحماءِ الغافِرة..! فليسَ أجملَ و لا ابلغَ ولا أَخْشَعَ مِنْ أَنْ يُدَلَّ على شيعيٍّ بأنه حُسيني الايمان و سَوِيُّ الطبعِ و نَجَفِيُّ الخُلق..!”.
وقال: “أنا كلبنانيٍ ، اعتزٌ شرفاً بأن أجالسكم واشارككم هذه العشية العزائية الدعائية..!
و كمسيحي ، اقول: إن التكامل بين روحانيات الاديان هي الجسور الموصلة الى معارِج السماء..! و من هذا المحفلِ الإيماني ، أرفعُ للرّبِ رَجْوَةً أَنْ يمُنَّ على لبنان بالسلام..!”.
وتابع: “إنها {{ عَاشُوراءُ الكرامَة و إحتِفَاليَّةُ الإبَاء}}…!في زَمَنِ { عاشوراء } الأليمِ ، وما تَحْمِلُهُ هَذِهِ الذكرى القُدْسِيَّةُ من قِيَمٍ روحيَّةٍ ، و مَعَانٍ إنسانيَّةٍ ، و أَخلاقٍ إيمانِيَّةٍ ، و ما تَختَزنه من وِجْدَانيَّاتٍ دامِعَةٍ عابرَةٍ للأَزْمَانِ و الأدْيَانِ والمَذاهِبِ والمُعتَقَداتِ …يَكثُرُ الصَفْنُ ، يغزُرُ الدمعُ ، يَفيضُ الرَجْوُ ، يَحْلو الخَشْعَ ، يَطيبُ السَجْدُ ، يَنْضَحُ الوَجْدُ …! و يُجَوِّدُ القَلبُ بِوَرْعَةٍ صَوتٍ خَافِتٍ مُعِزٍّ : يا ربّ عَظِّمْ أَجْرَ المُؤمنينَ ويَسِّرْ سَعْيَ الجادّينَ و فَرَِّجْ كَرْبَ المَحزونينَ و حَقِّقْ سُؤْلَ الطالبينَ و حَرِّرْ أَسْرَ المَأسورينَ و إِقْتَبِلْ صَلاةَ الساجِدينَ و أَصْغِ لِدُعَاءِ المُصَلِّينَ َو أَنْصْتْ لإبتِهالِ الدَامِعين. يا رَبَّنا قَوِّنا على إِحتِمالِ البَلاء إِفتَحَ لنا بابَ السَماء أُنضُحْنا بنورِ البَهاء أَعْطِنا نِعمَةَ الرَجَاء إِجْعَلْنا من أَهلِ السلامَة و أَرْسِلْ لنا مِن لَدُنِكَ عَلامَة .،! يا رب..! لا تَسْمَحْ للقَلبِ أنْ ينْفَطِر و لا لِلخَاطِرِ أنْ يَنْكَسِر و لا للصَدر أنْ يَنْشَطِر..!
قَوِّنا على ضَعْفِنا وأعْضِدنا في بُؤسِنا وأنصُرْنا على أَنفُسِنا..!”.
ولتَكُنْ { عَاشوراءُ} ، هَذِهِ الذِكْرى المُكَرَّمَة ، تَعَلُّقاً أَصْلَبَ بِأَهْدَابِِ الإيمانِ ، و مُلْتَقَىً لأَنوارِ الخَيْرِ ، و صَفَاءً أَعْمَقَ لِلعُقولِ ، و نَقَاءً أقوى لِلْقُلُوبِ..و خلاصاً للناس من أزمنةِ الذِلِّ ، و ما تعوَّدوه و إنعتاقاً من القهْرِ ، و ما طاقوه و تحرُّراً من الأَسْرِ ، ما رجوه و رَجْماً لرأسِ الفقر ، و قد قطعوه ضَارِعِينَ بإِبتِهالِيَّةٍ مِنْ وَحْي وَجْدِيَّاتِ { إِحْتِفالِيَّةِ الدَمْعِ } ؛ {{{ إِنَّمَا المُؤمْنونَ الأَخْيارُ أَبناءُ الِلَّهِ …و إِنَّهُمُ في قَلْبِهِ لَسَاكِنُون }}}..!”.
وختم شاكرا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى “على تشريفي و تكريمي بقولِ كلمة في هذه الذكرى القدسية ، أقدِّرُ سماحه لي بتلاوَةِ ( دُعاءٍ النجف ) { يا عليّ } الذي رفعته مناجاةً وَجديةً الى أمير المؤمنين من على مرقَدِهِ في النجف الاشرف ، في ايار الماضي ؛
رجوتكم ان إسمعوا دُعائي كلبناني غيور و أنصتوا الى إبتهالي كمسيحي جهور ، يشارككم حُبَّ أهلِ البيت..!”.
ثم تلا كلاس دُعاءُ النجَف يا عَلِي..!
1- يا عليّْ…
ها إنّي جِئْتُ
( عَتبَاتِكَ) ناذِراً
و دخلتُ (مَقامَكَ) زائِراً
و فَصَدتْ (حَضرتَكَ) راجياً
جاثِياً في ( صَحْنِكَ )
حاجّاً الى ( نَجَفِكَ الأشْرَف)…!
إني سألتُكَ يا (أبا تُراب)
فإِقْتَبِلْ رَجْوَتي
يا (أميرَ البَرَرَة)
(يا سيفَ اللهِ) (الوَليّ)
أيُها (المُرْتضى) (النَقِيّ)
و (الوَصِيُّ) (التَّقيّ)
رَجَوْتُكَ أَنْ إسْمَع يا (إمامُ)
صلوَتي :
أنا النّاهِلُ من (نَهْجِكَ
الأَبلَغ)
و المُستَلْهِمُ فِكْرَِكَ
الأَثقَف
و أَنتَ بِوَجْدِيَ أدرى
و بقلبي أرأَف
و بمكنوناتي أَعْلَمُ و أَعْرَف..!
يا عَلِيّ..،
ها قَدْ زُرتُ (مَرْقَدَكَ)
ساجِداً
و عُشْتُ ذِكراكَ واجِداً
و صَلَّيْتُ للغائبينَ عّنَّا
و دَعَوتُ للراحلينَ مِنّا
و رَفعتُ للرَّبِ الرجاء
أن يقتَبِلًَ هذا الدعاء
كُرْمى لِعَينِ السماء …!
~~~
2- يا عليَّ..!
إني يا (كاشِفَ الكُرْبِ)
نَذَرْتُ ( الوَترَ ) رَكْعَاتٍ
و صَلَّيْتُ (الشَفْعَ) جَثْواتٍ
و أَهْرَقْتُ الدَمْعَ بَكْواتٍ…
فَجَفِّفْ ( يا عَلِيّ ) نَزْفَ لبنان
إِسْتَجِبْ سُؤلَنا
أُجْبُرْ خاطِرَنا
حَصِّنا بالآمان
صَبِّرْنا على المظالم
قَوِّنا بالإيمان
أَمْطِرْنا بِالنِعَمِ الرَحْمَاء
إِحْمِنا من شَرِّ المظالِم
و إِحْتَسِبْنا من أهلِ المَكارم
و العيَشةِ السَمْحَاء..!
3-يا عليّ…
يا قامةً لا تركَع
و بَكْوَةً لا تَدْمع
للظُلمِ لا تَخضع…!
يا هامَةً لا تَفزَع
و صَرْخةً لا تَجْزَع
للقَهرِ لا تَخْنَع…!
يا رَجْوَةَ المظلومين
و صفنة المفجوعين
و كسيري القلب
و شَفْعَةَ المنكوبين
رجوتك
اسمعني يا نَصيرَ الرَّب..!
4-يا عَلِيّ
حَلَّفتُكَ بدَمِ الحُسَيْن
و حرقَةِ جروحِكَ
حَلَّفتُكَ بنورِ العَيْنَيْن
و سماوَةِ روحِكَ
يا أميرَ الزمان
أَمْطِرْ عطفَكَ علينا
و أبْقِ عينكَ على لبنانَ
يا حَنَّان..!
وفي الختام تلا الشيخ حسن بزي مجلس عزاء حسين.