كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : شكّلت قمة جدة بمشاركة الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، الحدث السياسي الأبرز نهاية الأسبوع الماضي، وأكّدت إحياء التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والرياض، وأشّرت إلى الاهتمام الأميركي المتجدِّد بأوضاع المنطقة بعد فترة من الانكفاء، وفترة أخرى من تبدية الحوار مع إيران على الشراكة مع العالم العربي.
قالت مصادرمطلعة لـ»الجمهورية»، إنّ «في موازاة الاتفاقات التي وقعّت بين الولايات المتحدة والسعودية، فإنّ الصورة شكّلت في حدّ ذاتها الحدث، ليس فقط من زاوية طي صفحة التباينات مع الإدارة الأميركية الحالية، إنما أيضاً من خلال الدول المشاركة في القمة، والتي تُظهر مكانة السعودية ودور ولي عهدها الصاعد الأمير محمد بن سلمان، الذي رتّب البيت الخليجي والبيت العربي، ويواصل سعيه نحو وحدة صفّ خليجية وعربية حول المواقف الأساسية المتعلقة بمستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها وازدهارها».
وأضافت هذه المصادر، انّ «البيان الصادر عن القمة قدّم أقوى دليل على الاهتمام السعودي بكل ملفات المنطقة ودولها، في رسالة إلى كل المعنيين، مفادها انّ الرياض وفي أي لقاء قمة تعقده، تحرص على تناول القضايا العربية وما تشكو دولها من أزمات وحروب ومشكلات، وفي هذا الإطار بالذات تمّ تخصيص لبنان بمقطع طويل تركّز حول ضرورة خروجه من أزمته المالية الخانقة، مع التشديد على تطبيق «اتفاق الطائف» والدستور واحتكار الدولة وحدها للسلاح».
وسألت المصادر نفسها: «هل يمكن القول انّ المنطقة قبل قمة جدة هي غيرها بعد هذه القمة، ام انّ هذه القمة هي نتيجة لعمل طويل بدأه ولي العهد السعودي، وتشكّل جزءاً لا يتجزأ من التحول البطيء والثابت الذي تشهده المنطقة لمصلحة تقدُّم المحور السعودي مقابل تراجع المحور الإيراني؟ وهل ستسرّع هذه القمة في وتيرة التسويات وفي طليعتها الاتفاق النووي من جهة، والاتفاق على الدور الإيراني في المنطقة من جهة أخرى، أم انّ ما بعد قمة جدة لن يختلف عمّا قبلها؟ وهل من انعكاس لهذه القمة على الاستحقاق الرئاسي في لبنان الذي بدأ يطغى على كل الاستحقاقات الأخرى، خصوصاً مع استبعاد تأليف الحكومة؟».
وقالت المصادر، انّ وجهات النظر في هذا السياق تُختصر باثنتين: الأولى تقول أن لا تأثير للخارج على الانتخابات الرئاسية خلافاً للنظرة التاريخية السائدة من انّ هذه الانتخابات تُقرّر في دوائر القرار الدولية والإقليمية، ويُصَادق عليها في مجلس النواب اللبناني. وترى انّ الكتل والشخصيات النيابية قادرة في حال توافقت على اسم محدّد من انتخابه رئيساً للجمهورية، وانّ المعبر لانتخاب رئيس جديد هو مجلس النواب اللبناني لا عواصم القرار الخارجية.
وأما وجهة النظر الثانية، فتعتبر انّ الانتخابات الرئاسية هي مزيج بين الداخل والخارج، فلا هي «صُنع في لبنان» حصراً، ولا هي قرار محض خارجي يشكّل مجلس النواب أداتها التنفيذية، إنما تزاوج بين ميزان القوى الداخلي، وبين موازين القوى الخارجية، حيث انّ انتخاب كل رئيس هو نتاج اللحظة الداخلية والخارجية».
عن لبنان
وكان قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة الاميركية، عبّروا في البيان الختامي لـ «قمة جدة للأمن والتنمية» عن «دعمهم لسيادة لبنان، وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي». ونوّهوا بـ»انعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي».
وبالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، دعوا «جميع الأطراف اللبنانية إلى احترام الدستور والمواعيد الدستورية»، وأشادوا بـ»جهود أصدقاء لبنان وشركائه في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان».
ونوّه البيان خصوصاً بـ»مبادرات دولة الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبإعلان دولة قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني، وتأكيد الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي». كذلك رحّب القادة بـ»الدعم الذي قدّمته جمهورية العراق للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية في مجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية»، ودعوا «جميع أصدقاء لبنان «للانضمام للجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره». وشدّدوا على «أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة، فلا يكون هناك أسلحة إلّا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها».
مواقف
إلى ذلك، حفلت عطلة نهاية الاسبوع بجملة من المواقف إزاء التطورات الجارية محلياً واقليمياً ودولياً.
وفي هذا الإطار، طالب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس الأحد من الديمان، القوى السياسية «في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، أن تبتعد عن أجواء التحدّي التي تعقّد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز لبنان أخطر تحدٍ وجودي في تاريخه الحديث». وقال: «التحدّيات تعثّر انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب. ومن موقعنا المترفّع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى على الأطراف المختلفة التموضع وطنياً وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس. وحين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكّل تحدّياً لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد. لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيساً منحازاً للمحاور وعاجزاً بالتالي عن تطبيق الحياد. والرئيس الذي لا يشكّل تحدّياً ليس بالطبع رئيساً لا يمثل أحداً ولا رئيساً يخضع لموازين القوى، فيستقوي على الضعيف ويضعف أمام القوي. لا يحكم لبنان استناداً إلى موازين القوى، بل استناداً إلى الدستور والقوانين والشراكة، لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية».
عوده
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خلال قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس «إننا في هذا البلد الحبيب نفتقد الحق والمحبة معاً. فلو كانت هناك محبة لما وصلنا إلى أسفل الهاوية بسبب الأنانيات، والمطامع الشخصية، وتقاذف المسؤوليات، والمغامرة بالبلد دون وجل. لو وجدت المحبة لما تغاضى أحد من المسؤولين عن آلام الشعب، ولما مرّت سنتان تقريباً من دون إحقاق الحق وإظهار الحقيقة في تفجير هو من الأضخم عالمياً. لو كانت المحبة مقياساً للتعامل في بلدنا، لما أصبح الشعب يتوسل الرغيف، ولما ذُلّ في كل مبتغى له هو من بديهيات الحياة».
«حزب الله»
ونظّم «حزب الله» ضمن فعاليات «الأربعون ربيعاً» تخليداً لذكرى اقتحام موقع الدبشة الاسرائيلي عام 1994، مراسم رفع «الراية الكبرى لحزب الله» في الموقع، باحتفال حضره رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي قال في المناسبة: «نحن الشعب اللبناني أسياد هذا البلد ونحن الذين نرسم سياساته وفق مصالح أبنائنا وأجيالنا المقبلة وليس وفق البرامج التي تعدّها الغرف السوداء. سيكتشف هؤلاء أنّ الرهان على العدو الإسرائيلي بإخضاع منطقتنا هو رهان عابِث لا طائل منه، وأنّ العدو الإسرائيلي لا مكان له في منطقتنا، وهذا ما سيكون نتيجة فِعل شعوب هذه المنطقة بدءاً من الشعب الفلسطيني المقاوم في الداخل وصولاً إلى كل الشعوب المقاومة في منطقتنا».
«التيار الحر»
ورحّب «التيار الوطني الحر» في بيان «بما تضمنه بيان قمة جدة من دعم للبنان وبما وعدت به دول عربية من مساعدات». وقال: «إنّ استفادة لبنان من أي دعم لا تتحقق ما لم يتمّ تنفيذ الإصلاحات اللازمة، وانّ الخروج الفعلي من الانهيار الحاصل يكمن في وجود إرادة سياسية لتنفيذ برنامج اصلاحي كامل في المال والاقتصاد». ونوّه «بما ورد في البيان من دعم لسيادة لبنان وأمنه واستقراره». وأكّد «الحرص على قيام أفضل العلاقات مع الدول العربية بروح الانفتاح والتعاون والاحترام المتبادل وتحييد لبنان عن النزاعات التي لا شأن له بها وعدم تحميله وزرها، آملين ان تكون هذه القمة فاتحة خير لحوار شامل في المنطقة، يؤدي إلى انجاز الاتفاق النووي وإلى تقارب فعلي بين إيران ودول الخليج، وإلى إعادة سوريا إلى الجامعة والحاضنة العربية».
جنبلاط
وغرّد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، عبر «تويتر»، كاتباً: «ماذا فعل بايدن في فلسطين سوى انّه مضى رسمياً على وثيقة الوفاة للدولة الفلسطينية، لم يستطع لفظ اسم شيرين ابو عاقلة صحيحاً. وقال عن الدولة انّها للبحث لاحقاً. وقدّم مئة مليون دولار لمستشفى في القدس لتحسين ظروف الاستشفاء رفعاً للعتب، بعد ان استمع إلى الخطاب التقليدي الرسمي من السلطة».
بخاري
وغرّد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري على حسابه عبر «تويتر» كاتبًا: «خطابُ الاعتدالِ والوسطيةِ يُؤَرِّقُ شُذَّاذَ الآفاقِ في زمنِ غُربةِ العُقلاءِ». وأرفق بخاري هذه التغريدة بهاشتغي «قمة جدة للأمن والتنمية»، و»القمة السعودية ـ الأميركية».
لا اتصالات ولا لقاءات
والى جبهة التأليف الحكومي، لم يُسجّل أي تطور ملموس بعد. كذلك لم يُسجّل اي اتصال او مجهود يتعلق بترتيب اللقاء الثالث بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي منذ ان قدّم تشكيلته الحكومية غداة الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أنهاها في 26 حزيران الماضي. فمنذ اللقاء الثاني بينهما مطلع الشهر الجاري، لم تنجح الاتصالات الجارية لترتيب اللقاء الثالث، في وقت يواصل رئيس الحكومة مساعيه لتفعيل حكومة تصريف الأعمال، رغم عجزها في إدارة عدد من الملفات.
ميقاتي والإضراب المفتوح
وبعد عودته إلى بيروت في الساعات القليلة الماضية، يرأس ميقاتي عند الرابعة بعد ظهر اليوم اجتماع «اللجنة الوزارية الخاصة بإدارة المرفق العام» لمتابعة ملف الإضراب في القطاع العام. في وقت أكّدت الهيئات الإدارية والنقابية استمرار الاضراب المفتوح في الوزارات والمؤسسات العامة .
وقالت مصادر وزارية تواكب نشاط السرايا الحكومية لـ»الجمهورية»، انّ الاجتماع خُصّص للبحث في مجموعة من الأفكار المطروحة للخروج من المأزق، وإقناع موظفي القطاع العام بالعودة إلى العمل بعد توفير الحدّ الأدنى من المطالب، نظراً إلى عجزها عن توفير المطالب العالية السقف التي رفعها الموظفون، ليس لسبب سوى العجز في توفير الكلفة العالية للمطالب المطروحة إن لرفع الرواتب والتعويضات الملازمة لها في ظلّ تراجع الحركة الإقتصادية في البلاد وانخفاض مردود الرسوم التي رُفعت في مجال الخدمات كما في الاتصالات وبعض الخدمات المتوافرة بحدّها الأدنى، وهو ما ترجمه التريث في مقاربة الارقام الخاصة بمشروع قانون الموازنة العامة.
إضراب الموظفين
وتتزامن هذه الإجراءات الحكومية مع دخول الاضراب الذي ينفّذه موظفو القطاع العام والمؤسسات العامة شهره الثاني من دون انقطاع، وبقي الشلل قائماً فيها في ظل ترتيبات يمكن من خلالها إمرار بعض المعاملات الرسمية في بعض الدوائر مقابل رشاوى بلغت الذروة في بعض المؤسسات والدوائر المالية والخدماتية.
مكتب المجلس
وفي هذه الأجواء، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أعضاء هيئة مكتب المجلس النيابي إلى اجتماع يُعقد في عين التينة للبحث في شؤون تتصل بمشاريع واقتراحات القوانين والتحضير لجلسة تشريعية سيعقدها المجلس قريباً.
بيار دوكان
على صعيد آخر، لم تجزم المراجع الرسمية المعلومات التي تحدثت عن احتمال زيارة منسق المساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان إلى بيروت في الساعات المقبلة، يرافقه وفد مساعد من التقنيين والخبراء في شؤون النقد والمال. فهو لم يطلب أي موعد مع أي من المراجع الرسمية العليا، وقد اعتاد في الفترة الاخيرة ان يقوم بجولة على المسؤولين الماليين والاقتصاديين وفي وزارة المال.
مسؤول سعودي إنمائي
وإلى هذه الزيارة غير المضمونة، تردّد انّ مسؤولاً سعودياً عن المساعدات سيصل إلى لبنان في الأيام المقبلة، من اجل تزخيم خطط التعاون التي يجري تنظيمها وتنسيقها مع إطلاق الصندوق المشترك الفرنسي – السعودي لمساعدة الشعب اللبناني على المستويات التربوية والطبية والغذائية والإنسانية وفي قطاع الطاقة، بعيداً من أي مؤسسة او هيئة حكومية، عبر الجمعيات والمنظمات الخيرية والمؤسسات غير الحكومية في قطاعات عدة .
كورونا
وعلى الصعيد الصحي، سجّلت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس، حول مستجدات فيروس كورونا 2397 إصابة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 1140794 اصابة منذ تفشي الوباء في شباط 2020. كذلك سجّل التقرير حالتي وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 10489 حالة