هو الجنوب
هناك في زاويةٍ من زوايا التاريخ
تختبئ حكايةٌ من شهادة
تفوح منها رائحةُ الحنظل
مرة كعلقمه
وحلوة كالسكر المذابِ في حقوله
صباياها نقشاتُ حنةٍ في طيونه
وشبابُها جذور ممتدة
في أعماق أعماقه
به تشرق الشمسُ بهية
ترسل خيوطَها
فتغزل وشاحا فوق أرضه
يستعير نبضَه من قلب الشهيد
ويمضي مزهوا
بينه وبين السماء أسرار ودموع
تهمس لي سنابلُه
حكايات عن مناجل الحصادين
عن ميابرِ التبغ
في أيدي النساء
ترابُه راقص الليل
على نغمات من بارود
وعلى صفحات من عنفوان
نقش حريتَه
بحبر من قداسةٍ ودماء