دور الأهل في الأسرة ( الأم)
الأسرة هي البيئة الآمنة التي تحرص على تربية الأبناء والبنات تربية سليمة وللأب والأم أدوار مختلفة ومشتركة معا .
لنبدأ بالأم كونها أول من يحمل هذا الطفل ويلمسه ويحضنه عند ولادته وهي من تسهر على صحته وراحته لذلك عليها عدم التخلي عن أمومتها بممارسة دورها الطبيعي كالرضاعة والعناية وعدم ترك طفلها مع الحاضنة أو عاملة المنزل فهي من إختارت الزواج والإنجاب وبناء أسرة.
لهذا يجب أن يكون لديها كامل المسؤولية للإهتمام بأولادها لأنها الوحيدة من يستطيع أن يكشف سلوك أبنائها وإتجاهاتهم.
من هنا تبدأ رسالتها من خلال الرابط والاتصال العاطفي وعدم الانشغال عن الأبناء تحت أي سبب ولو كان في هذا تحقيق لذاتها، فهي التي تعزز ثقة أولادها بنفسهم وقدرتهم في مواجهة المواقف الصعبة والمشاكل والتمسك بالأخلاق والصفات الحميدة وغرس القيم الدينية والتقرب إلى الله تعالى من خلال المشاركة والإستماع لمشاكلهم فيشعرون بدفئها ورحمتها وهذا ما يعطيهمم الدافع والقوة والإستمرار على التقدم .
كماعلى الأم أن تنتبه أن تربية الفتاة تختلف عن تربية الولد ولكل منهما شخصية مختلفة فالإثنان إلى حد سواء بحاجة إلى المودة والكثير من الحب ولكن تبقى البنت أكثر رقة من الولد وتحتاج لدعم نفسي كبير كي تكون واثقة من نفسها .
مع العلم أن البنت تقلد الأم بكل ما تقوم به داخل المنزل فمثلا إذا رأت أمها تعامل أباها بكل إحترام ومودة فهي ستقلدها عندما تتزوج ، أما إذا رأت أمها تتطاول على زوجها فالفتاة ستتشرب هذه العادات السيئة وستنفذها في بيتها بالمستقبل، فإذا استقامت الأم وكانت صادقة ووفية يستقيم الأبناء.
فقرب الأم من أولادها والتخلي عن العصبية والإنفعالات يجعلها الصديقة لهم وتستطيع أن ترشدهم بما يجب القيام به وأن تنهاهم عما يجب الإبتعاد عنه.
الأم هي المدرسة الأولى لأبنائها وهي كما وصفها الشاعر : ” الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق” وقيل فيها أيضا ” الأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها” ( نابليون) فالأم هي منبع العاطفة والصدر الحنون والمعطاء فهي التي تعطي من قلبها لأسرتها ولا تنتظر مقابلا لعطائها ترعى وتتعب وتربي ولها دور في توازن شخصية الأولاد من خلال إنفاقها العاطفي لهم. العيون تنام وعيناها لا تغفوان.
لكن تربية الأولاد مسؤولية مشتركة بين الأهل
وللأب دور مهم أيضا في الأسرة فما هو ؟ ……يتبع
حسناء شحادة