نظم الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أمس المنتدى الاقليمي عن السياسات الداعمة للإدارة المستدامة للمراعي SRM، ومفهوم حيادية تدهور الأراضي LDN، في بيروت، برعاية وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحاج حسن وحضوره.
حضر المنتدى الدكتور هاني الشاعر المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة – غرب آسيا ونخبة من الخبراء والمختصين والشركاء لمشروع الأنظمة البيئية السليمة لتنمية المراعي من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وترأس الوفدان المهندس رائد بني هاني من وزارة البيئة الأردنية والدكتور خالد علام من وزارة البيئة المصرية، بالإضافة الى حضور الدكتـور سعيد دمهورية، مستشار الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لغرب آسيا والسيد فادي غانم رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في لبنان.
تحدث في اللقاء عدد من المسؤولين، فركّزوا على أهمية اللقاء، وموضوع حماية الطبيعة، وضرورة تفعيل التعاون العربي والدولي، لتحقيق الغايات المنشودة في هذا المجال، وكذلك إشراك الدولة والجمعيات الأهلية في هذا المشروع، وتحديث القوانين، وإعداد الدراسات والبرامج، لتنفيذ المشاريع، ونشر الوعي البيئي بين السكان.
غانم
تحدث رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لحماية الطبيعة فادي غانم فرحّب بالضيوف، وتحدث عن أهمية الحفاظ على البيئة، واستدامة المراعي ومكافحة التصحر ، ولفت إلى أن “مشروع الأنظمة البيئية السليمة HERD نفذ العديد من الدراسات المتعلقة بالمراعي، وتنميتها وإعادة تأهيلها، ومن أهم الدراسات التي تم إعدادها، دراسة تتعلق بمراجعة السياسات الإقليمية، المتعلقة بالإدارة المستدامة للمراعي (SRM) ، ومفهوم حيادية تدهور الأراضي (LDN)، بالإضافة الي تحديد فرص التمويل على المستويين المحلي والإقليمي، و تم اعداد الدراسة بالتعاون مع خبراء مختصين من المنظمة العربية للتنمية الزراعية المكتب الإقليمي للمشرق العربي”.
أضاف: “لقد سنحت لي الفرصة لرؤية الواقع على الأرض في مصر والأردن، وشاهدت عملاً نموذجياً ممتازاً، أكان لناحية زيادة المراعي والشتول الرعوية، أم لجهة اهتمام الدولة، وإشراك المجتمع المحلي. وهناك نهضة حقيقية وزيادة في عدد المواشي والرعاة، وكل ذلك بتنظيم لافت. ونحن نأمل الآن وبوجود معالي وزير الزراعة، أن يكون لدينا عمل مماثل، وأن يمتد هذا البرنامج ليصل إلى لبنان، وأن نتمكن من تعزيز عمليات إعادة تأهيل المراعي وإدارتها على نحو مستدام، وذلك لتوفير خدمات النظم البيئية، وحماية التنوع البيولوجي في لبنان”.
وختم:” ان اللجنة الوطنية تسعى إلى أوسع مشاركة شعبية ورسمية في حماية البيئة، وإلى دعم الدولة لجهودها في حماية الثروة الطبيعية. ولن نوفر جهداً لوضع البرنامج حيّز التنفيذ، ونأمل طبعاً أن تلقى هذه المشاريع والمقترحات، تجاوباً من المسؤولين في الاتحاد، نظراً لأهمية هذا العمل، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”.
الروابدة
ثم تحدثت المهندسة فداء الروابدة باسم المنظمة العربية للتنمية الزراعية وقالت: “إن السياسات الداعمة للإدارة المستدامة للمراعي، ومفهوم حيادية تدهور الأراضي، يعتبر أولوية قصوى ضمن الاهتمامات المباشرة للمنظمة، للنهوض بهذا القطاع، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. لقد واكبت منظمتكم العربية للتنمية الزراعية، التطورات والمستجدات الدولية، وتبنت خمسة أهداف استراتيجية لتنفيذ برامجها، وهي تختص؛ بدعم التحول والتكيف في النظم الزراعية، و المحافظة على حسن إدارة الموارد الزراعية، وتعزيز التكامل الزراعي العربي، وتنمية وازدهار الريف، وحسن إدارة ومشاركة وإتاحة المعرفة. وأولت المنظمة اهتماما بالغاً بقضايا البيئة في المنطقة العربية، بركائزها الأربعة؛ الماء، والطقس، والأرض، والموارد الوراثية النباتية والحيوانية”.
أضافت: “نؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالشراكات وتضافر الجهود العربية والاقليمية والدولية، وفي هذا الصدد فقد اطلقت المنظمة العديد من المشروعات، بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ولقد تبنت المنظمة في اطار استراتيجيتها، ابتكارات ريادية في مجال التواصل، ونقل المعرفة، وتوحيد الجهود العربية، وباشرت بإنشاء الشبكات العربية المتخصصة، فأصبح لديها حاليا قرابة العشر شبكات، تجمع الدول العربية.
وستشهد الأيام المقبلة اجتماعات اقليمية مشتركة لإطلاق منصة، واعلانها رسميا، برئاسة فخرية لسمو الأميرة بسمة بنت علي بن نايف، رئيس مجلس امناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية”.
وختمت الروابدة كلمتها بشكر وزير الزراعة لرعايته اللقاء، ولجهودة المثمرة في التنمية الزراعية والعمل العربي المشترك، وكذلك المدير الاقليمي للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة هاني الشاعر، والدكتور ليث الرحاحلة، وكافة المشاركين في المنتدى.
الشاعر
وكانت كلمة المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لمكتب غرب اسيا الدكتور هاني الشاعر فقال: “من دواعي سروري، أن نجتمع اليوم من أجل المنتدى الإقليمي حول السياسات الداعمة للإدارة المستدامة، ومفهوم حيادية تدهور الأراضي في الجمهورية اللبنانية”.
وشكر الشاعر لوزير الزراعة رعايته ودعمه للمنتدى، وشكر لبنان على حسن الاستضافة.
أضاف:” نجتمع اليوم لمناقشة أهم نتائج ومخرجات الدراسة التي قامت بها المنظمة العربية للتنمية الزراعية- مكتب الشرق الأدنى، التي تتعلق بمراجعة السياسات والاستراتيجيات، المتعلقة بمفهوم الإدارة المستدامة للمراعي، ومفهوم تدهور حيادية الأراضي، بمشاركة شركائنا في مشروع “هيرد” ووزارة الزراعة اللبنانية، والخبراء على المستوى الوطني والإقليمي، لتحديد الفجوات التشريعية، واقتراح توصيات بنّاءة، بحيث يتم إيصالها لصناع القرار في المنطقة العربية لتبنيها، وأخذها في الاعتبار، عند إعداد أي وثيقة أو أي استراتيجية أو سياسة في المستقبل، في ما يخص إدارة المراعي”.
تابع: “نظراً للأهمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تحتلها المراعي في الوطن العربي، يتوجب بذل كل الجهود، وتسخير الوسائل والإمكانيات المتاحة، لصيانة ما تبقى من أراضي المراعي، وتطوير المناطق الرعوية المتدهورة. وتبدأ العملية من خلال تحديد الفجوات التشريعية وإيجاد تشريعات فعالة للوصول الى الإدارة المستدامة للمراعي وتحقيق أهداف حيادية تدهور الأراضي”.
وختم: “من هنا تأتي أهمية الحلقة النقاشية في المنتدى الإقليمي، متمنياً الازدهار والتنمية المنشودة لقطاع المراعي، وللجميع منتدىً ناجحاً ومثمراً”.
الحاج حسن
في بداية كلمته، رحب الوزير الحاج حسن، باسم اللبنانيين، ترحيباً أخوياً بالوفود العربية في عاصمة العروبة بيروت، معتبراً أن “العرب بدأوا يعودون إلى بيروت العروبة عن قناعة”، ووجه التحية إلى وزيري الزراعة في مصر والأردن، وشكر لهما تعاونهما والمساعدات التي قُدمت للبنان، وأكد ” العلاقة المتينة مع الدول العربية، بخاصة في إطار المنظمة العربية للزراعة، مشدداً على “أهمية الشراكة العربية والتعاون، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم، وهذا يعطي أهمية خاصة لهذا اللقاء، ومشروع دعم الزراعة، وتنمية واستدامة المراعي”.
وأكد الحاج حسن أن “الوزارة وضعت استراتيجية زراعية، هدفها الأول تأمين تنمية مستدامة وسليمة لهذا القطاع، الذي يستفيد منه مئات آلاف الأشخاص، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كي نصل في المحصلة إلى تحقيق الأمن الغذائي”.
أضاف: “إن تنمية الأرياف مهمة للغاية في كل بلداننا العربية، فهي انبتت رجالاً شجعاناً هم خزان الجيش والزراعة والاقتصاد، ولفت الوزير إلى الدور الهام الذي تلعبه تنمية الأرياف، في مكافحة الإرهاب، الذي يجد في البيئة الفقيرة مرتعاً له، فعندما يكون هناك تنمية في الأرياف، فنحن نستثمر في السلام المحلي والأقليمي والعالمي”.
وأكد” التكامل الايجابي بين وزارتي الزراعة والبيئة”، وعدد المشاكل التي تعانيها الزراعة في لبنان، “من سوء الإدارة، وعدم تقديم الدعم اللازم للرعاة، وأشاد بالتجربة المصرية والأردنية”.
وختم: “سيستضيف لبنان في الشهر المقبل، قمة زراعية عربية، تضم وزراء الزراعة في مصر والأردن وسوريا ولبنان، من أجل تعزيز الشراكة العربية، ضمن إطار جامعة الدول العربية”.