Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

مياه الزهراني المتدفقة شتاء تذهب سدى في غياب السدود

نهر الزهراني نهر لبناني ميزته أنه يغزر في الشتاء وينضب في منتصف نيسان من دون ان تبادر الوزارات المعنية الى إقامة السدود عليه لجمع مياهه الشتوية واستخدامها في الصيف في عمليات ري المزروعات والاستفادة منها في الجدوى الاقتصادية. تصب مياهه خلال الشتاء في البحر وفي الصيف يغزو مجراه الجفاف القاحل حتى ان المزروعات القريبة منه تذبل لعدم ريها.

جفت مياه الزهراني في آخر نيسان الماضي بعدما تدفقت تلك المياه من الامطار طوال فصل الشتاء وذهبت نحو البحر وهو يحتاج الى سدود بين عربصاليم وجرجوع وحبوش لتجميع المياه الشتوية فيها واستخدامها في الري واعادة احياء الزراعة والتنمية الريفية وتفعيل دور المطاحن والسياحة على جانبيه.

ينبع نهر الزهراني من مجرى نبع الطاسة بطول 130 كيلومترا وتجري المياه من النبع في اراضي جرجوع – عربصاليم – كفررمان وصولا الى اراضي حبوش فدير الزهراني – بفروة الى الحجة ومن ثم يصب في البحر عند جسر الزهراني قرب “التابلين” ويبلغ عرضه ما بين 7 الى 14 مترا.

اشتهر في الستينات بانتشار المطاحن على جانبيه وبوفرة البساتين على ضفتيه وأشجار الحور والجوز والدلب والكينا والعنب التي اندثرت مع جفاف النهر في الصيف وبفعل الاحتلال الاسرائيلي الذي أحرق معظم الموارد الانمائية.

 

حسن

وقال رئيس جمعية جهاد البناء الخيرية المهندس قاسم حسن عن الموضوع: “لا يجوز ان تبقى مياه نهر الزهراني تتدفق شتاء لتصب هدرا في البحر ثم تنضب صيفا ليغادر النهر مجراه 8 أشهر، من دون ان تبادر الدولة الى اقامة السدود على مجراه لتجميع مياه الشتاء فيها واستخدامها خلال الصيف في الري لإعادة نبض الحياة والاخضرار الى جانبي النهر”.

وأكد ان “هناك دراسات أعدت لهذه السدود تقدمت بها بلديات في اقليم التفاح كسد شبروح مما يؤمن حاجة المنطقة من المياه بشكل سليم”.

 

حلال

وقال مختار حبوش حسين حلال إن “السدود لها أهمية كبرى في الجدوى الاقتصادية لمحيط النهر وهي لا تكلف الدولة مبالغ طائلة. مطلبنا الاول كبلدات مجاورة للنهر إقامة السدود على مجرى الزهراني لأننا نعاني شح المياه عن بلداتنا خلال الصيف سواء للري او لغيره”.

 

شكرون

وقال الناشط البيئي ومختار كفررمان علي شكرون: “تقدمنا بدراسة سابقة لتطوير نهر الزهراني والاستفادة من مياهه وهناك امكانية لإنشاء 3 بحيرات خلف 3 سدود في وادي مجرى النهر وبإمكانها تخزين مليون متر مكعب من المياه وتكلفتها مليونا دولار ونستفيد من المياه الفائضة في فصل الشتاء بدل من ذهابها الى البحر”.

المياه المهدورة جريمة في حق الانسان والطبيعة معا، وما اكثرها في لبنان في غياب السدود على مجرى الانهار. عل المسؤولين يدركون فداحة الموضوع، فلا يعودوا يتلكأون في انشائها وفق دراسات هندسية دقيقة، فينتعش المواطن والزرع معا.