أكد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن “التحرير إحتضان والإنتصار عناق، وبناء الوطن يبدأ من الحفاظ على المقاومة التي هي أبهى وأسمى مقومات قوته، ولقد أثبت التاريخ لمن يقرأه ويتعظ، أن شرط الحق ألا يلين له جانب، وهذا نقوله في الدين وفي القضاء ونقوله في الوطنية وفي العروبة والإنسانية”.
واضاف الوزير المرتضى خلال كلمة القاها في ضيافة المقاومة في بلدة مارون الراس المطلة على فلسطين: “هذا هو اليوم الذي أنتم صنعتموه، مجدا للبنان والعرب وأحرار العالم. هذا هو النصر الذي أنتم كتبتموه برصاص بنادقكم وصلابة إيمانكم واستعدادكم الدائم للشهادة من أجل الحق. من عن هضاب مارون الراس وأخواتها من قرى الجنوب والبقاع رفعتم رأس لبنان فطاول السماء، يا أشرف الناس وأصدق الناس وأشجع الناس. في وادي الحجير اجترحتم مجزرة دبابات الميركافا، فتجندل حديدها تحت أقدامكم. ومن قبل اجترحتم مجزرة الأسطورة الصهيونية عن جيشها الذي لا يقهر فدحرتموه إلى فلسطين المحتلة”.
وتابع: “وها أنتم اليوم تسهرون على الحدود، عين إلى الجليل وعين إلى لبنان، فلا تنامون ولا تتركون العدو ينام: ملء عيونكم الفخر واليقظة، وملء عيونه الخوف والذعر. هذا هو معنى الوطنية، أن يخشاكم عدوكم فلا يتجرأ على اعتداء، وكل معنى آخر لا معنى له”.
ولمناسبة عيد المقاومة والتحرير، اعتبر المرتضى ان “التحرير لم يكن خروج عدو بل عودة أرض، (قرى من زمرد عالقات في جوار الغمام زرق الضياء) كما كتب سعيد عقل، عادت إلى حيث منبتها الأول، ومسكنها الذي نسيها سحابة عقود. لذلك أهدى سيدنا فرح التحرير إلى الوطن كله، وهذا الإهداء كان فعل إيمان منه بانتماء، أو إذا شئتم بلغة القانون، طلب إعادة قيد على سجل الدولة. ونعم لقد عادت الدولة إلى الجنوب وعاد إليها جنوبها، وهي الآن فيه بملء سلطانها لا يشاركها فيه أحد. لكن العدو ظل يبيت شرا في البر والبحر والجو: إن سنحت له فرصة صغيرة قصف أو خطف، أو اعتدى على ثروة في أسفل الموج؛ وإن سنحت له فرصة كبيرة أشعل حربا في تموز، لذلك ليس إلا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من يقف له بالمرصاد، وليس إلا الجباه العالية والزنود العامرة من ظل على عهد المقاومة والدفاع وبث الرعب في نفوس الأعداء، حتى يوقنوا أنهم إلى زوال أمام حقنا الأبدي في أرضنا المقدسة. هكذا بالدم المسكوب والعزائم الصلبة تحققت السيادة واستقام معناها حين تكلمت بلسان من النصر جنوبي مبين”.
وقال: “من تحرير في العام 2000 على قمة القرن العشرين، إلى انتصار بعد ست سنين،
إلى تحرير فانتصار آخرين على التكفيري، على ذلك الظلام الدامس الهاجم من جهة الشرق،
إلى صمود أذهل العالم، كان العيد عندنا يزحم العيد والفرح ينجب الفرح، لولا الأشد مضاضة من ظلم ذوي القربى أخوتنا في هذا الوطن. واليهم أقول: رب دم سال على الحدود أو فوق الجرود، كان يكفيه تشبث الجميع بالوحدة الوطنية ليزهر ياسمينا وشقائق نعمان. رب صاروخ متربص بالعدوان، كان يكفيه لو يربت اللبنانيون جميعهم على فولاذه ليصير أقوى. رب مقاوم ارتقى شهيدا من أجل الله والوطن، كان يكفيه ألا يقول له بعضنا أف، ليظل في موته مفزعة للأعداء. والى هؤلاء، الى أخوتنا في هذا الوطن، أقول: يا بني بلدي، لماذا ترفعون الحناجر ضد عقولكم؟ لماذا تخاصم ميامنكم مياسركم؟ ومن أجل من؟ هل يهدم أحد بيته بيده ويسكن العراء”.
وأردف المرتضى: “التحرير إحتضان والإنتصار عناق. وبناء الوطن يبدأ من الحفاظ على المقاومة التي هي أبهى وأسمى مقومات قوته. لقد أثبت التاريخ لمن يقرأه ويتعظ، أن شرط الحق ألا يلين له جانب. هذا نقوله في الدين وفي القضاء ونقوله في الوطنية وفي العروبة والإنسانية، أما هذا الحصار الذي يحيق بنا فليس سوى عدوان يستهدف وحدتنا وصمودنا، لتنتشر بيننا نار الفتنة فيستأنف الاحتلال انتهاكاته وحروبه ضدنا، في غفلة منا. لكن هذا لن يكون.
والى أعدائنا المعولين على إنكسارنا أو انحسارنا نقول: سوف نبقى ثابتين مزدهرين في كل الميادين، نعم سوف يبقى دمنا يزهر وسوف تبقى صواريخنا تقوى، أما ظل الشهيد منا فما برح وسوف يستمر يقض مضاجعكم يا أعداء الإنسانية”.
وشدد على أن “كل ما يطلبه لبنان منكم أن تظلوا على جهادكم ورباطكم لحفظ وجودنا واستعادة كامل حقوقنا. لا تلتفتوا إلى كلام أحد، فإن الله تعالى وعدكم بالنصر في كتابه العزيز حين قال: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وأنتم المفلحون بإذن الله، لأنكم صابرون ومصابرون، ولأنكم مرابطون على ثغور التضحية والإيمان، ولأنكم ما بدلتم تبديلا، أما ثمرة فلاحكم فستؤول تحريرا للأرض وللارادة وستنعكس خيرا على الناس كل الناس”.
وختم المرتضى: “أعاد الله هذا العيد المبارك علينا جميعا بالفتح الأكيد والنصر المجيد. أقول هذا، وكلي يقين بأننا بعزائم أخواننا المقاومين وبعزائم إخوانهم في غزة والضفة وكل فلسطين، وبهمة الشرفاء من العرب وبهمة الأصدقاء الذين جعلوا القدس قبلة جهادهم السياسي والعسكري، سنعيد قريبا في المسجد الأقصى وقبة الصخرة والحرم الإبراهيمي، وفي كنيسة القيامة وكنيسة المهد، وفي كل المساجد والكنائس التي بناها أجدادنا أهل هذه الأرض المباركة. حمى الله المقاومة وعاشت أبية مقتدرة حرة شريفة”.