في رواية أخرى، علمت “الجمهورية” انّ الحريري لم يكن موافقاً ابداً على تأجيل هذه الاستشارات، لا بل اختلفَ مع رئيس الجمهورية على تأجيلها. وانه غير صحيح ما تمّ إعلانه من ان ّبعض الكتل النيابية طلبت التأجيل، لأن لا احد من هذه الكتل طلبَ ذلك، حتى “حزب الله” الذي حاول “التيار الوطني الحر” توريطه في أنه ضمناً كان يريد هذا التأجيل، فالحزب لم يطلبه ولم يتدخل وكان قد أكد مشاركته في هذه الاستشارات، وكأقصى حد كان يمكن ان لا يسمّي أحداً كالعادة، علماً أنّ الـ pointage الأوّلي، الذي وضعه الحريري قبل موعد الاستشارات، أظهَر انه يحصل على 55 صوتاً.
وقالت مصادر متابعة للاتصالات خلال الـ 48 ساعة الماضية التي سبقت موعد الاستشارات قبل تأجيلها، انّ الحريري كان لديه حسابات تختلف عن الحسابات السابقة، حيث رأى انّ التكليف لم يكن المحطة الكبرى إنما التأليف. وعليه، فإنّ رفضه السابق بعدم قبول التكليف اذا كان هناك من قوى سياسية او طائفة تقاطع الاستشارات، فاختلف هذا الامر هذه المرة في اعتبار ان البلد في مأزق وانّ التكليف لا يحتاج لا لميثاقية ولا لغيرها من الحسابات التي كان يتوقّف عندها في السابق”.
وكشفت هذه المصادر “انّ الحريري مستاء جداً مما حصل، لا بل “زعلان”، لكنه لم يتخذ موقفاً في ما اذا كان سينسحب من هذا الترشيح ام لا”. وهنا رجّحت المصادر “ان يمضي الحريري في ترشيحه”. لكنها حذّرت من مدة الاسبوع التي اعتبرتها “عامل وقت سيئ”، كون هذه المدة الطويلة يمكن ان تدخلها عوامل ومتغيرات، إذ إنه لو تأجّلت الاستشارات لمدة يومين او ثلاثة لكان الموضوع اقل صعوبة.