أطل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، عبر شاشة قناة “المنار”، متحدثا عن الانتخابات النيابية التي جرت في الخامس عشر من الجاري، وعن النتائج التي ترتبت عليها وبعض الأمور المتعلقة بها.
بداية وجه كلمة شكر إلى كل الذين شاركوا في الانتخابات، وإلى من منحوا صوتهم إلى “حزب الله” وحلفائه، و”بخاصة عوائل الشهداء وأمهات الشهداء والجرحى وكبار السن وللمرضى وعلماء الدين والمشايخ وكل الماكينات الانتخابية لـ (حزب الله)، والتي عمل فيها عشرات الآلاف تطوعا، وأيضا كوادر ومجاهدي المقاومة الاسلامية الذين توزعوا بين التصويت والجهوزية والحماية”.
كما وشكر “كل الجهات الرسمية، من اشراف فخامة رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء والوزارات والادارات المعنية والجيش اللبناني والقوى الأمنية والقضاة.
وكذلك توجه بالشكر الى النائبين السابقين نواف الموسوي والعميد الوليد سكرية و”قد كان لهما الحضور الكبير والتمميز وكان لهما الحضور في التشريع وانشالله سنبقى نستفيد من جهودهما”. وشكر أيضا النائب السابق أنور جمعة، مرحبا بالنواب المنتخبين الجدد: ينال صلح وملحم الحجيري ورامي ابو حمدان ورائد برو”.
وتوقف عند تمسك جمهور المقاومة بالثلاثية الذهبية والعيش المشترك، ومعالجة الازمات المعيشية، وبخاصة “التمسك بسلاح المقاومة لأنها كانت نقطة الاستفزاز وقد أبدى جمهور المقاومة الوفي تأمين شبكة الأمان للمقاومة وسلاحها”.
وتابع: “من العام 2019 كان “ثمة ضخ يومي وإنفاق أموال هائلة وكتبة بسبعمئة دولار عن المقالة الواحدة، وضغوط اقتصادية ومالية، وقد اعترف شينكر بأن الاميركيين هم من افتعل الازمة المالية”، واصفا ما حصل بأنه “اكبر عملية نهب حصلت بتاريخ لبنان قامت بها غالبية المصارف والادارة الاميركية” مشددا على أنها “مصيبة كبيرة!”.
ورأى أن “على رغم التهديد والتهويل، لم يؤد كل ذلك الى نتيجة، وهذا ما شاهدناه في الحضور الكبير في المهرجانات التي أقمناها قبل الانتخابات وفي يوم الاقتراع”.
ولفت الى أن “ما حصل هو انتصار كبير للمقاومة، وبخاصة اذا رأينا ظروف المعركة وما انفق فيها”. وخاطب جمهور المقاومة قائلا: “كفيتوا ووفيتوا”…
وأما عن تركيبة المجلس الجديد فلفت إلى “أهمية مقاربة هادئة لنتائج اعتكاف تيار المستقبل، وهو ما لم أتحدث عنه الآن”.
وقال: “نحن أمام أحجام متفاوتة وعدد من المستقلين الذين ننتظر إلى أين سيتجهون أن سيبقون مستقلين”، ورأى أن “لا يمكن لأحد الادعاء أن الأغلبية النيابية مع هذا الفريق أو ذاك”، وأعرب عن اعتقادده بأن “في عدم حصول غالبية لهذا الفريق أو ذاك ربما يكون في مصلحة لبنان”.
وأكد ألا فريق “حتى وان نال الأكثرية فإنه لا يستطيع معالجة الأزمات الراهنة”، وأضاف: “عندما لا توجد أكثرية فهذا يعني أن الجميع مسؤول”، لافتا بنوع من السخرية إلى “سهولة وجود معارضة لا عمل لها سوى التنظير”.
كما وأكد نصر الله أن “التخلي عن المسؤولية خيانة للوعود التي أطلقت قبل الانتخابات”، ودعا إلى “تهدئة السجالات الاعلامية، والنتائج صدرت، وعلى الجميع أخذ البلد إلى التهدئة”، ملمحا إلى “وجود أطراف لا تريد التهدئة لأنها تقبض ثمن صراخها وسجالاتها”. وألمح إلى “ضبابية تجاه الازمات عالميا”، مشددا على “إعطاء الأولوية لمعالجة أزمات الناس، وهذا لا يحصل إلا من خلال التعاون بين الجميع، والعمل على قاعدة الشراكة والتعاون لأن هذا هو تركيبة البلد حتى وإن كنا نختلف على قضايا جوهرية”.
ومن ثم توقف عند ما سماه “انكشاف الأكاذيب والافتراء على الناس”، مشيرا الى “أمثلة منها الاتهام بتعطيل الانتخابات وكانت التهمة موجهة إلينا وإلى (التيار الوطني الحر)”، كاشفا: “لو أن فريقنا ما كان يرغب في إجراء الانتخابات لما حصلت”. وتابع: “وأما الكذبة الاخرى التي أطلقت، فهي أن لا يمكن إجراء انتخابات في ظل السلاح، مع أن هذه الكذبة سقطت في العام 2005 ونلتم أغلبية في ظل السلاح، وبعدها في الدورات السابقة”، متسائلا عن “الفرح الذي أصاب الفريق الآخر وبأنه المنتصر مع أنه في ظل السلاح”.
كما ولفت ساخرا من “تهمة الاحتلال الايراني، في حين أن السفير السعودي كان أنشط ماكينة انتخابية، وكان يدفع الاموال ويصرح ويحكي، في حين أن السفير الايراني لم يشاهده أحد!”. وتابع: أين هو الاحتلال الايراني في حين أنكم فزتم وما شاء الله”.
وتوقف عند مسألة الخلط بين عدد النواب لدى هذا الفريق وذاك، وبين جمهور هذا الفريق أو ذاك… وانتقد القانون الحالي للانتخاب مطالبا بـ “ضرورة تعديلات عليه، وبخاصة لجهة التقسيمات الادارية في النظام الانتخابي”.
وأعرب عن طموحه في أن “يكون لبنان دائرة واحدة والتمثيل نسبي والانتخاب خارج القيد الطائفي وتخفيض سن الاقتراع”. وانتقد من دون أن يسميه “المسؤول الذي يتحمل اعلى نسبة من أزمة لبنان المالية ودعم لوائح في اكثر المناطق، ولكنه لم يحصل على اكثر من ثلاث نواب، وبوقاحة يخرج ليتهجم على المقاومة وأن الارادة الشعبية لم تنتخبها، مع العلم أن أكثر من نصف مليون أنتخبوا نواب المقاومة!”.
وخاطب الحلفاء الذين لم يحالفهم الحظ مؤكدا أن “نضالهم داخل البرلمان وخارجه”، مستذكرا “توجيه الشكر إلى وسائل الاعلام وبخاصة المنصف منها. وأكد “العمل بكل ما وعدنا به”، واعدا بالحضور بجدية أكبر من السابق، وبالتعاون مع الكتل الأخرى.
وتمنى على المحتفلين في الضاحية “عدم الاحتفال لعدم إزعاج الناس”، نافيا أن “يكون وراء الموتوسيكلات (حركة أمل) و(حزب الله)، وإنما هم شباب متحمسون”، مشددا على “ضرورة الهدوء والتهدئة”.
وكشف عن أن إذا ثبت أن “عنصرا من (حزب الله) أطلق الرصاص، فسيتم فصله من الحزب، لافتا الى “وجود مقنعين في المسيرات التي حصلت”، مطالبا بالـ “كشف عن هؤلاء”، وشدد على أن “إطلاق النار حرام ومؤذ”!.
وأعرب السيد نصر الله عن استيائه من هتافات “شيعة شيعة” التي يطلقها البعض، “مع فخرنا أننا شيعة ولكن أي شعار استفزازي يجب ان ننهى عنه ونتجنبه”. وختم كلمته بتوجيه الشكر مجددا إلى “أهل الوفاء والاخلاص والجود”.