كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : بحصيلة مبدئية اجمالية، سواء في النسب المئوية لاعداد المشاركين في الانتخابات او في المؤشرات والاتجاهات التي اودعت صناديق الاقتراع في سائر انحاء انتشار الدياسبورا اللبنانية، يمكن القول ان رياح التغيير عصفت في الاغتراب على امل قوي ان تنسحب العدوى باقوى منها إلى الداخل حيث الوطن الام سيكون على موعد مع “اليوم الكبير” الاحد المقبل في 15 أيار الحالي. ومع ان المشهد الانتخابي العام الاغترابي الذي توزع بين الدول العربية التسع وايران التي جرت فيها الجولة الانتخابية الاغترابية الأولى الجمعة الماضي، والدول الـ48 الأخرى في الانحاء الأخرى من العالم التي جرت فيها امس الجولة الثانية، غلب التركيز الإعلامي الكثيف فيه على الإجراءات التنظيمية والإدارية واللوجستية التي كانت معقولة في الغالب، فان الأهم والاشد تأثيرا من ذلك في تقصي وقائع الانتخاب الاغترابي في مجمله يتمثل في المعطيات عن غلبة الاتجاهات المعارضة والتغييرية التي تؤكدها ماكينات انتخابية حزبية ومستقلة في الاغتراب والداخل سواء بسواء حتى لو ان النتائج الرسمية لفرز الصناديق الاغترابية سينتظر إلى ليل الاحد المقبل. وفي ظل هذه المعطيات يمكن تفسير بعض الظواهر السلبية الفاقعة التي ترقى إلى مستوى فضائحي مثل تعمد تجاهل المشكلة التي جرى التحذير منها مرات عدة من اللبنانيين المقيمين في #دبي حيال ضيق مكان الانتخاب في القنصلية ولم تستجب وزارة الخارجية والمغتربين لطلبات تبديل المكان رغم توافر البديل. كما ان توزيع المراكز في مناطق بعيدة ونائية وذات مسافات طويلة في سيدني وبعض الولايات والمدن الأميركية ولا سيما منها لوس انجلس بدت مفاعيله مكشوفة في يوم الاقتراع من حيث سعي السلطة او جهات فيها إلى مقارعة رياح التغيير والمعارضة واعتراضها ومحاولة عرقلة تحقيقها أرقاما متقدمة في المنازلة الانتخابية.
أما نسب المشاركة في الانتخابات فتفاوتت بين القارات فبلغت في سيدني اوستراليا 54,83 في المئة وسجلت كانبيرا النسبة الادنى للاقتراع مع 40 في المئة فيما سجلت ملبورن نسبة 55 في المئة، ما يشكل مجموعاً عاماً بلغ نسبة 55 في المئة . وفي دبي في الامارات العربية المتحدة بلغت عصرا 42 في المئة، وفي ابو ظبي 56 في المئة والنسبة الاجمالية في الامارات 44,61 لتعود وترتفع مساء إلى ما يناهز ال70 في المئة في ابوظبي والـ 67 في المئة في دبي.
وفي معظم دول أوروبا حيث سجل سبعون ألف ناخب ظلت النسب ما دون الثلاثين في المئة حتى ساعات بعد الظهر إلى ان بدأت بالارتفاع الملحوظ وناهزت في معدلها العام الـ52 في المئة اذ بلغت 52 في المانيا وفي #فرنسا كما تجاوزت 42 في المئة في بريطانيا وفي قبرص الـ79 في المئة.
اما في افريقيا فلم تتجاوز النسبة الاجمالية 20 في المئة.
اما الملامح العامة في اميركا الشمالية فبدا مستبعدا تبينها قبل ساعات الفجر اليوم باعتبار ان صناديق الاقتراع فتحت بعد الخامسة عصرا بتوقيت بيروت في الولايات المتحدة وكندا حيث بدا الاقبال كثيفا وسجلت نسبة أولية بعد ساعات تجاوزت ال40 في المئة في مونتريال ، وتستمر عملية الإقتراع في بلدان اميركا الشمالية واللاتينية لغاية صباح اليوم . وعليه تكون عملية إقتراع المغتربين في دول الإنتشار قد استمرت على مدى 32 ساعة، من منتصف ليل السبت – الأحد ولغاية الثامنة من صباح الإثنين.
دبي: يوم الحشر
وواجه اللبنانيّون في دبي إشكالات عديدة في عملية الاقتراع عزيت إلى كثافة المشاركين وضيق المكان المخصّص للاقتراع في القنصلية اللبنانية في دبي، ضمن مركز واحد يحتوي على 37 قلم اقتراع. وفي هذا السياق، أفادت مصادر “النهار” أنّ أعداد اللبنانيين الذين توافدوا للمشاركة بالانتخابات في دبي كبيرة، لكن لا إمكانات لاستيعابها بشكل كامل نسبةً لوجود مركز اقتراع واحد و37 قلماً فقط.
وبعملية حسابية، كشفت المصادر أن 20 شخصاً كانوا يقترعون كل ساعة في كل قلم، وبالتالي 740 مقترعاً في كل الأقلام بمهلة ساعة، أي 11 ألف مقترع في 15 ساعة في مختلف الأقلام.
إلّا أن المصادر أشارت إلى أن 20 ألف مقترع تقريباً تسجّلوا في دبي، وبالتالي كان ثمة مخاوف من حرمان 9 آلاف في حال استمر الوضع على ما عليه، كما أنّ الإقبال الكثيف يوحي بأن الأعداد التي تريد الاقتراع كبيرة فطابور اللبنانيين الذين توجّهوا نحو القنصلية بلغ طوله أكثر من 2 كيلومترين، وفي درجة حرارة مرتفعة لامست الـ40 درجة حتى بعد بلوغ موعد إقفال الصناديق عند العاشرة ليلاً، علما ان حرم القنصلية اللبنانية في دبي لا يتّسع لأكثر من 150 شخصاً، فيما الأشخاص الذين ينتظرون في الخارج كانوا بالآلاف. ولكن إجراءات اتخذت لاحقا واتاحت الانتخاب لمعظم من انتظروا طويلا.
فرنسا… وجبل لبنان
اما في النموذج الأوروبي الأكبر فجرت انتخابات المغتربين في فرنسا وفق مراسل “النهار” في باريس سمير تويني بشكل منتظم وكان اقبال الناخبين عاليا على الاقلام المنتشرة على الاراضي الفرنسية رغم طوابير الانتظار التي تجاوزت الساعتين في بعض المراكز. وفاق عدد الناخبين المسجلين في فرنسا الـ 28000 ناخب وهو اكبر عدد ناخبين في دول الاغتراب توزعوا على 77 قلما منتشرا على مجمل الاراضي الفرنسية. ولوحظ ان الاقبال اشتد في بعض الاقلام المخصصة لجبل لبنان فيما شهدت الاقلام المخصصة لمدينة بيروت ومناطق اخرى اقبالا خفيفا تحسن بعد الظهر. ولم تسجل اعتراضات تذكر حول ادارة العملية الانتخابية وسيرها بيد ان بعض الناخبين من الشباب المقيم في فرنسا انتقد عدم امكان اقتراعه بشكل شفاف لعدم المامه باللغة العربية وقد اقترع وفقا لصور فوتوغرافية للمرشحين. وشهدت بعض المراكز سجالات بين الناخبين.
ولم يمنع احتفال فرنسا امس بعيد النصر في ساحة شارل ديغول واقفال بعض محطات النقل المشترك وبعض الطرق من المشاركة الكثيفة صباحا كما وان عودة العديد من العائلات بعد الظهر من عطلة الربيع تباعا جعلت المراكز تكتظ اكثر فاكثر باعداد الناخبين.
واشار الناخبون إلى ان العملية الانتخابية مهمة للغاية في فرنسا نسبة لعدد الناخبين الذي يتجاوز 28 الفا، فالشباب توافدوا إلى مراكز الاقتراع املين بان يؤدي اقتراع المغتربين إلى حصول التغيير المنشود. وبدا لافتا ان المشاركة الكثيفة كانت لعنصر الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى . وأعلن سفير لبنان في باريس رامي عدوان ان نسبة المشاركين تخطت الخمسين في المئة في ساعات المساء أي حوالي 15 الف مقترع.
“تضامن حكومي”
واكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مساء امس أن العملية الانتخابية تجري بإتقان كامل بفضل التعاون بين وزارتي الخارجية والداخلية وأشكر الجامعة اللبنانية وطلابها لأنهم تطوعوا”. وقال من وزارة الخارجية: “شكرٌ كبير للذين اقترعوا في الخارج وللصحافيّين الذين ينقلون العملية الانتخابية بأجمل صورة” . ولفت إلى ان نسب الاقتراع “جيدة وهناك عدد كبير من المقترعين وشركة DHL تُتابع عودة الصناديق إلى لبنان بكل شفافية وانتهت المرحلة الأولى ونأمل انتهاء المرحلة الثانية الأحد المقبل ورغم مشاركتي في حكومات أخرى لم أرَ تضامناً حكومياً مماثلأً لما أراه في هذه الحكومة”.
وردًا على سؤاله عن احتمال حدوث مشاكل أمنية الأحد المقبل، قال: “انشالله خير”.
النفير الجنبلاطي
اما في الداخل السياسي والانتخابي فترددت أصداء الموقف البارز الذي اعلنه السبت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط مطلقا النفير لطائفة الموحدين الدروز في مواجهة ما وصفه “الاغتيال الثاني” بعد اغتيال الزعيم كمال جنبلاط . ومن مؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية رمى الزعيم الاشتراكي قبل أسبوع تماما من موعد المواجهة الانتخابية الكبرى بثقله وراء نجله رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط وحض على رد محاولات اختراق الجبهة الجنبلاطية انتخابيا من حيث يخطط له خصوم المختارة بدفع معروف من “محور الممانعة”.
وتوجه جنبلاط إلى حشد كبير حضر الاحتفال بقوله: “بئسَ الذينَ يريدونَ مصادرةَ القرارِ الوطني اللبناني المستقل، لصالحِ محورِ الممانعة، محور التدمير ومحور التزوير، في كلِ موقعٍ من الجبلِ إلى الجنوبِ مروراً بالإقليم والبقاع وبيروت، إستشهدَ لنا وللحركةِ الوطنيّةِ مقاتلونَ في مواجهةِ إسرائيل”. وتوجّه إلى المشايخ قائلاً: ” على مشارفِ إغتيالٍ جديدٍ عبرَ الانتخابات، أتوجهُ إليكم، إلى العمائمَ البيضاءِ، عمائمَ الحكمةِ والتوحيدِ والعقلِ والإيمانِ، عمائمَ النخوةِ والعزّةِ والكرامة، بأن نردَ الهجمةَ سويّاً كما فعلتم في جبلِ العرب، وكما فعلتم في كلِ موقعةٍ من حربِ الجبل، وذلكَ عبرَ صناديقِ الإقتراع، لمنعِ الإختراق، ومنعِ التطويعِ والتبعيّة”. ولفت إلى أن “وإذا كان العمر قد شارف على شتائِه، إلا أن المسيرةَ مستمرة، مسيرةَ الأجداد، مسيرةَ كبيرنا كمال جنبلاط، فسِرّ يا تيمور، ومن حولِك أهلُ العرفان، والحزب، والوطنيين والعرب في الداخلِ والخارج، سرّ في عمليّةِ التحدّي في إعلاءِ شأنِ المختارة، وتراثِها العربي والفلسطيني، وسرّ في عمليّة حماية مصالحةِ الجبل، سرّ ونحنُ معك وداليا وأصلان، ولا خوفَ على المستقبلِ، فالرجالُ رجال، والمبادئُ مبادئ