جال وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي على الثانويات والمدارس الرسمية في منطقة الشحار الغربي في قضاء عاليه، يرافقه المدير العام للتربية عماد الأشقر، مدير التعليم الأساسي جورج داود، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، رئيس المنطقة التربوية في جبل لبنان جيلبير السخن، مستشار الوزير لشؤون التعليم العالي نادر حديفة والمستشار الإعلامي ألبير شمعون.
بدأت الجولة في النادي الحسيني في بلدة كيفون، وانتقل بعدها إلى مبنى مدرسة كيفون المتوسطة الرسمية المختلطة حيث كان في استقباله المدير علي ابراهيم يوسف. وجال في الصفوف وتحدث إلى الأساتذة واطلع على أحوال المبنى وحاجاته وحاجات المدرسة واساتذتها ومتعاقديها. ثم انتقل إلى مدرسة عيتات الرسمية المتوسطة حيث كانت في استقباله المديرة سهاد تلحوق ورئيس البلدية أمين التيماني، واطلع على أحوال المدرسة والأساتذة والتلامذة. وأطلعهم على متابعته تأمين العطاءات للمعلمين وترميم المدارس.
وانتقل إلى ثانوية حسين مسعود الرسمية في بشامون حيث كانت في استقباله المديرة نيللي يحيى، وأطلع على مطلب المدرسة ترميم الملعب المسقوف ومطالب الأساتذة، مشيرا إلى أن الثانوية مدرجة على لائحة الترميم والتزويد بالطاقة الشمسية.
وتوجه الوزير والوفد بعد ذلك إلى متوسطة إسماعيل حيدر الرسمية في الشويفات للصبيان، وكان في استقباله المدير طلعت البتلوني، وجال على الصفوف واطلع على الأوضاع والحاجات المتكررة في كل مدرسة ومطالب الأساتذة والمتعاقدين وسبل تلبيتها. وجال بعد ذلك على ثانوية الشهيد رفيق الحريري في دوحة الشويفات عرمون وكانت في استقباله المديرة رولى موريس كرم، وكان بحث في إمكان توسيع المبنى لشدة الطلب على المدرسة والثانوية واطلع أيضا على وضع المدرسة وحاجاتها ومطالب الأساتذة. واشار إلى التحضيرات للمدرسة الصيفية.
وفي ثانوية عرمون الرسمية كانت في استقباله المديرة عفاف الحلبي، وكان بحث في حاجة الثانوية وفي إضافة مبنى أو طابق وإعادة الصيانة إلى المبنى وتوفير الطاقة البديلة إضافة إلى مطالب الأساتذة. وكانت خلال الجولة محطة أساسية في منزل شيخ العقل السابق للطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن الذي تمنى للوزير الحلبي التوفيق في مهامه الكبيرة، وللوطن العيش الواحد والسلام والهدوء والاستقرار والمحبة، مشددا على ترسيخ الشراكة والإنسانية.
وتحدث الحلبي عن معرفته الطويلة بصاحب السماحة، وشدد على مسيرته القائمة على “الجمع بين كل اللبنانيين ومواقفه التي تذكر بالقمم الروحية لدى كل الأديان، وامتلاكه رصيدا معنويا كبيرا قائما على المحبة في لبنان”.
وتابع الجولة، فزار مدرسة البنيه الرسمية المختلطة وكانت في استقباله المديرة سوسن رشيد الأعور، واطلع على أحوال المبنى وإمكانات البناء الجديد. وانتقل إلى كفرمتى حيث زار المدرسة المختلطة المتوسطة الرسمية وكانت في استقباله المديرة ندى الغريب وفؤاد الغريب عن جمعية التنمية، واطلع على أوضاع المدرسة وقدم عددا من أجهزة الكمبيوتر إلى الإدارة واستمع إلى التلاميذ والأساتذة وتابع قضاياهم.
وفي عبيه زار كلية السيد الأمير التنوخي وكان في استقباله مدير الكلية الشيخ هادي العريضي على رأس هيئة من المشايخ وتسلم منه كتابا يختصر التعاليم الروحية لطائفة الموحدين الدروز وهو من إنتاج الكلية التي تخرج طلابها في مرحلة الإجازة. وزار بعد ذلك مؤسسة بيت اليتيم الدرزي حيث كانت في استقباله رئيسة المؤسسة حياة النكدي والهيئة المشرفة على بيت اليتيم حيث مباني الإقامة والمدرسة المتوسطة والمهنية. وشدد الوزير على دور هذه المؤسسة العظيمة التي أسسها عارف النكدي وتضم 450 تلميذا من الأيتام والحالات الصعبة.
وزار ثانوية بيصور حيث كانت في استقباله مديرتها نجوى العريضي والهيئة الإدارية والتعليمية، واطلع على الدرجات التي حققها خريجو الثانوية في جامعات لبنان والخارج على أرفع المستويات، وهنأ الإدارة والأساتذة، ودرس إمكانات توسعة المبنى ليضم تلامذة إضافيين بسبب الإقبال الشديد على الثانوية. وانتقل إلى متوسطة بيصور الرسمية المختلطة وكان في استقباله المدير مازن ملاعب، وجال في المعرض الفني والوسائل التربوية التي أعدها التلامذة ونفذوا أشغالا فنية وعلمية إبداعية.
لقاء المديرين
وفي قاعة المسرح، عقد لقاء موسع مع مديري الثانويات والمدارس الرسمية في منطقة الشحار الغربي. ورحب مدير متوسطة بيصور الرسمية مازن ملاعب بالوزير والإدارة والحضور، مشددا على القيم الإنسانية الراسخة في المدارس وتضحيات أفراد الهيئة التعليمية. وشكر للوزير “الحضور والرعاية والوقوف على أوضاع المدارس ميدانيا”.
ونوه الحلبي بإنجازات المدارس وتفقد المعرض المخصص للأعمال الفنية والوسائل التربوية وتحدث عن الإقبال الشديد على الثانوية والمتوسطة في بيصور للمستوى التنظيم الذي تحققه هذ المؤسسات، مشددا على أن “المدارس الناجحة يقف خلف نجاحها مدير ومديرة ناجحة، وعلى أن الجهد المبذول لتحسين الظروف هو جهد كبير لكن الاوضاع المعروفة تؤخر الحلول، وعلى أن الرهان الذي مشينا به وهو إعادة التلميذ إلى المدرسة حضوريا بعد إنتشار الوباء، كان رهانا رابحا”.
وأشار إلى أن “حمل التربية كبير ولا يمكن أن يحمله الوزير لوحده فالتربية هي القطاع الأكبر بتلامذته وأساتذته ومؤسساته وأهالي التلاميذ”. وأشار إلى أن “وزارة التربية حققت خطوة نوعية بإعادة مفهوم المؤسسة إلى الوزارة، وبمعاونة المسؤولين في الوزارة تمكنا من تحقيق إصلاحات على الرغم من الانهيار الذي يصيب الدولة”، وأمل أن تحقق الحكومة إصلاحات ملحة لأن البلاد لن تخرج من محنتها إذا لم تتخذ الحكومة قرارات صعبة، ولو تم ذلك منذ عشرين عاما لما كانت تكاليف الخروج من الأزمة على هذا القدر من الصعوبة ولا سيما ان الظروف المالية الصعبة تزداد وتتراكم، ولم يكن أمامنا إلا خيار العودة إلى التدريس الحضوري وقد كسبنا الرهان”.
وقال: “زيارتنا الميدانية هي لمعاينة الواقع على الأرض، ولإبقاء الجو التربوي في المدرسة الرسمية نابضا ومنتجا. حققنا للمدارس والأساتذة من الجهات المانحة حوافز ، وحصلنا على الكتب والقرطاسية والتسعين دولار للأساتذة كما حققنا عطاء منفصلا قيمته 180 دولار لمرة واحدة، وحصلنا على نصف راتب من الحكومة وإذا تم إقرار الموازنة سيكون هناك راتب كامل لكل موظف وعامل في القطاع العام. وحققنا بدل نقل للمتعاقدين ومضاعفة أجر الساعة. ووعدت المتعاقدين بالدفع الشهري، وهناك معاناة مع الجهات المانحة في دفع مساعدات بعد الظهر كذلك تمت تغذية صناديق المدارس”.
وختم: “سعت الحكومة لتمرير الموازنة قبل الانتخابات لكنها لم تمر. فالوضع صعب ولكن ما تحقق هو أفضل الممكن، فشكرا على كل جهودكم واستمرار عزيمتكم لإنقاذ العام الدراسي والتحضير للإمتحانات الرسمية وللمدرسة الصيفية”.
ولفت المدير العام للتربية عماد الأشقر إلى أن “جيش التربية يضم في الرسمي والخاص نحو مائة ألف أستاذ”، وتحدث عن “الجهود اليومية لاستقرار إيصال الحوافز للجميع”. وقال: “هناك أخطاء من المديرين والمعلمين. نحن في مرحلة صعبة، وهناك تدقيق من الجهات الدولية على كل أنواع المساعدات، إذ بدأت الصناديق العالمية توجه الأموال إلى أوكرانيا”.
وتحدث الحاضرون من مديري الثانويات والمدارس الرسمية، فكرروا مشاكل الكهرباء والحاجة إلى الطاقة البديلة، ومشكلة النقل المدرسي وترميم المدارس والقيود المصرفية وسقوف السحوبات النقدية، وعبروا عن الاستعداد للمدرسة الصيفية لتعويض بعض من الفاقد التعلمي. وأثار المديرون أزمات الكهرباء والحبر والورق وتصوير المستندات وإفتتاح أقسام روضات.
وأجاب الوزير والإدارة على الأسئلة، شارحين سبل الإنفاق من الصناديق والمتابعة التي تتم في الوزارة مع مصرف لبنان والمصارف لتسهيل تشغيل المدارس ودفع الأجور والخدمات الملقاة على عاتق الصناديق، كما سهلت الإدارة للمديرين الموافقة على الإنفاق من صندوق إلى آخر وإعادة المال عند إمكان سحبه. وشرحت مشاريع الترميم والبناء الجديد والإضافات الممكنة على المباني لكي تصبح غالبية المدارس في حال افضل لجهة البناء والتجهيز.
وختم الوزير بالعمل على تأمين المحروقات واللوازم عن طريق الوزارة لتسهيل العملية، كاشفا ان “الأمل كبير بإمكان حل الأمور مركزيا، فالظروف صعبة وربما تصل إلى مرحلة أصعب ولكن الإنفراج سيصل والأمل موجود، وإننا نعول عليكم كمديرين أن تعملوا بكل قوة وتفاؤل”.