رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، أن “منطقة جبيل وكسروان كانت وما زالت تحظى بتنوع طائفي ومذهبي، وخلال كل العقود الماضية كانت هناك محافظة وبنسبة كبيرة على هذا النسيج الوطني والاجتماعي والإنساني، ورغم ظروف الحرب الأهلية استطاعت هذه المنطقة أن تحيد نفسها عن هذه الحرب وتداعياتها وانعكاساتها، بفعل وعي أهلها وانفتاحهم على بعضهم وتمسكهم بالعيش المشترك”.
وقال خلال لقاء رمضاني في مدينة جبيل في حضور المسؤول عن منطقة جبل لبنان والشمال في الحزب الشيخ محمد عمرو، مفتي جبيل وكسروان الشيخ عبدالأمير شمس الدين، مرشح “الثنائي الوطني” في جبيل كسروان رائد برو والمسؤول عن حركة “أمل” في جبيل كسروان العقيد علي خيرالدين: “الحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي وتنوعه وبقائه وعلى العيش المشترك هو واجب وطني ومسؤولية كل الطوائف والقوى والرموز والشخصيات في هذه المنطقة. هذا النسيج الوطني موجود ومتجذر منذ عشرات بل مئات السنين ولا يمكن لأحد مسحه أو إلغاؤه أو منع اي طرف من ممارسة حقه الديموقراطي في الترشح للانتخابات والتعبير عن حضوره ووجوده كجزء من هذه المنطقة، وحزب الله كان موجودا ولا زال وسيبقى واحدا من القوى السياسية الموجودة في المنطقة، ومن حقه ان يرشح من يريد وان ينافس على المقعد الشيعي بمن يريد في الاطار الديموقراطي، وهو بذلك لا يتحدى احدا ولا يستفز احدا ولا يصادر قرار احد ولا يهدد وجود احد، لذلك كل الكلام الذي نسمعه هذه الايام من البعض عن ان حزب الله يريد التمدد إلى مناطق طائفة معينة، وان إصراره على مقعد جبيل الشيعي ستكون له ارتدادات اجتماعية وسياسية وأمنية وعقارية على القرار في جبل لبنان، هو جزء من حملة التحريض والتهويل والافتراءات والأكاذيب التي يقوم بها الطرف الآخر ضد حزب الله لتشويه الصورة وتخويف اللبنانيين وإبعادهم عن المقاومة”.
أضاف: “الناس في هذه المنطقة بانتماءاتهم المختلفة بمن فيهم حزب الله تربطهم علاقات طيبة وممتازة في ما بينهم ومع المحيط، وقد عاشوا على امتداد السنين هموما مشتركة وحياة واحدة، ولم يتمدد احد على حساب احد او يتهدد احد وجود احد في منطقته. نحن ننظر إلى هذه المنطقة وأهلها جميعا بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو السياسية، ننظر إليهم كأهل وإخوة وأناس معنيين بمصير واحد وحياة واحدة وإنماء واحد وأمن واحد وكرامة واحدة، لذلك لا يجوز في الانتخابات ولا في غيرها أن يلجأ أحد إلى شد عصب طائفي أو مذهبي أو تقسيم الناس طائفيا أو تحريضها على بعضها البعض من أجل مكسب سياسي أو مقعد نيابي أو تنفيذا لرغبة خارجية. هذا يطعن قلب المنطقة والوطن وصميم الحياة الواحدة والعيش المشترك”.
واشار الى ان “الخطاب الذي يقدمه الطرف المقابل هو خطاب تحريضي هابط تستخدم فيه لغة طائفية ومذهبية ومناطقية مقيتة، ويتم التعرض فيه الى معتقدات ومفاهيم وقيم دينية اصيلة، وانحدار الخطاب الانتخابي نحو التحريض الطائفي والمذهبي دليل ضعف وافلاس وفشل صاحبه. ومن يلجأ الى الكذب والاتهام والتضليل والتحريض ضد حزب الله من اجل الحصول على مقعد نيابي هنا او هناك لا يريد العيش المشترك بل يريد ضرب السلم الاهلي وجر اللبنانيين الى الفتنة”. واعتبر ان “من يريد الحفاظ على العيش المشترك لا يحرض ضد طائفة هي من اكبر واعرق الطوائف في لبنان وهي الطائفة الشيعية، وضد اكبر حزب سياسي في لبنان هو حزب الله، الذي قدم الكثير من التضحيات والدماء والشهداء لتحرير الارض وحماية لبنان والدفاع عن استقلاله وسيادته”.
وقال: “من يريد الحفاظ على العيش المشترك ينظر الى ابناء هذه المنطقة بعين واحدة ويحترم ارادة الجميع ولا يحرض ابناء المنطقة على بعضهم ويبقي المعركة الانتخابية في اطارها الديموقراطي، وينافس بالبرنامج الانتخابي وما يمكن ان يقدمه للبلد وللناس، وليس بالتحريض”.
وشدد على ان “هناك أزمات كثيرة في البلد وقد نكون مقبلين على مشكلات وأزمات أكبر، لكن لا يبدو ان احدا في الطرف الاخر يهمه البلد ومعالجة ازماته بقدر ما تهمه مواجهة حزب الله وإسقاط المقاومة، فهو يستخدم كل الوسائل من أجل إسقاط خيارات المقاومة وحلفائها في الانتخابات”.
وقال: “نحن أمام تحد كبير ومعركة سياسية حقيقية، سخر له الخصوم كل الامكانات لخوضها، وهم يراهنون من خلال حملات التحريض وبث الأكاذيب وتوزيع المال الانتخابي على اختراق بيئة المقاومة وإبعاد الناس عن خياراتها، ولا بد في المقابل من أن نحشد كل إمكاناتنا ونعد كل العدة لها وأن نقنع الناس بخياراتنا وتحالفاتنا وأن نحث الناس على المشاركة والتصويت بقوة فيها”.
أضاف: “نقول لجميع المؤيدين والمحبين والحريصين على مستقبل هذا البلد، لا تركنوا لاستطلاعات الرأي ولا لمراكز الدراسات وتوقعات نتائج حاسمة ومضمونة. يجب أن تدخلوا في العملية الانتخابية وهذه المعركة السياسية بكامل العدة والحماسة والفعالية والجهد حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع”.
وختم: “لكل الذين شغلهم الشاغل اليوم مواجهة حزب الله، لا تتعبوا انفسكم فأهلنا لن يتخلوا عن المقاومة ولن يخذلوها كما لم يخذلوها في الاستحقاقات السابقة، وأيا كانت نتائج الانتخابات النيابية فلن تنفعكم في إضعاف حزب الله، وبدل ان ترفعوا شعارات لا تستطيعون تحقيق شيء منها ولن تصلوا فيها الى اي نتيجة، فكروا بمصير البلد ولتكن أولويتنا جميعا إنقاذه ومنع الانهيار الكامل وتقديم حلول لمشكلة الكهرباء والنفايات وأموال المودعين، وغيرها من الأزمات التي يعانيها الموطنون ويجب أن نتعاون جميعا لمعالجتها إذ لا حل إلا بالتعاون والشراكة”.