رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن صندوق النقد الدولي هو الفرصة الأخيرة. وسأل: “بالأكثرية النيابية نفرض كلمتنا فهل يقتلوننا؟”
ورأى أن “كل ما يفعله باسيل وعون هدفه رفع العقوبات عن جبران، لهذا السبب أصرا بداية على الخط 29 والآن 23، ويفعلان كل شيء يرضي الإسرائيلي والأميركي”.
وقال: “نأمل بعد الغيوم التي طرأت نتيجة التصريحات العشوائية والهمجية لجماعة حزب الله وجماعة التيار الوطني الحر على السعودية والخليج التي كادت أن تدمر علاقتنا مع الخليج وتدمر وجودنا في الخليج كلبنانيين، نأمل من عودة السفير الكويتي والسفير السعودي، أن يعود الخليج ويقوم بحركة التوازن السياسي والاقتصادي للبنان، لئلا نبقى رهينة وتحت سيطرة الإيراني والسوري”.
وشدد على “البقاء صفا واحدا مع المغتربين في الانتخابات أو غيرها، فقمنا بعمل جبار منذ سنتين أو ثلاث في ما يتعلق بدعم مؤسساتنا والتصدي والتخفيف من اجتياح فيروس كورونا، وتحصين المستشفيات بالمعدات والأدوية، إلى جانب أن العالم تقدم وأتت نعمة اللقاح الذي سمح لنا باجتياز هذا الظرف الصعب، آخذين في الاعتبار كم من صديق وحبيب وقريب لنا ذهب ضحية هذا المرض، وهذا هو القدر، لكن جهودكم وتقديماتكم ساعدتنا جميعا، وأنا جندي في هذا البحر من المساعدات”.
وقال في حديث مع الاغتراب نقلته جريدة “الأنباء” الإلكترونية: “لا بد من توسيع رقعة المساهمين، ويلزمنا جهد مشترك من جهتنا ومن جهة المغتربين في دول الخليج وغيرها، إلى جانب عمل الاغتراب الجبار ومن خلال مؤسسة You Help ومن خلال هذه النوعية الفريدة التي قامت بالمساعدة”.
أضاف: “يبدو أن الأزمة طويلة بعض الشيء، وقد تكون طويلة بحدود معروفة وقد تكون طويلة ومفتوحة على كل الاحتمالات، لكن الأمر برمته يعود إلى جدية عمل الحكومة في الموافقة على البروتوكول مع صندوق النقد الدولي، علما بأن الاتفاق الأولي غير كاف في حال لم يترجم عمليا في موافقة المجلس النيابي الحالي، من أجل أن يقوم لاحقا صندوق النقد بمد لبنان بالمساعدات التي أعلنوها، لكن يفترض بالدولة أن تقوم أولا بالإصلاحات من خلال إصلاح قطاع الكهرباء وقطاع المصارف من خلال إعادة هيكلته، والاصلاح الهيكلي لبنية الجهاز الاداري، أي اعادة النظر بجسم الدولة الواسع العريض والقبول بشروط صندوق النقد الدولي بخفض حجم الدولة وهذا الملف قابل للمناقشة”.
وشدد على أن “الشروط الأولى هي قطاع الكهرباء، والاتصالات والمصارف والا هذه الفرصة ستذهب”. قال: “اذا ما سألتموني ما هو البديل سأقول لكم، اليوم سعر الليرة، وهناك أكثر من سعر، مصطنع، والبنك المركزي عاد إلى العادات القديمة لأنه يدعم الليرة، لكن المطلوب تحرير سعر الصرف بالتوازي مع الاتفاق مع صندوق النقد، فعندما نقوم بالاتفاق معه ونحرر سعر الصرف عندئذ الليرة تتوازن بشكل طبيعي إلى حد ما، ولكن دعم الليرة كما حصل منذ أيام الشهيد رفيق الحريري كلفنا مبالغ باهظة وأوصلنا الى هذا المأزق الذي بدأ العام 2019”.
وتابع: “الكابيتال كونترول الذي كان من المطلوب أن ينفذ في تشرين العام 2019 لم ينفذ لأن المتحكمين بالبنك المركزي وببعض الطوائف والمصارف الكبرى رفضوه لكي تهرب الأموال الى الخارج، وهربت الأموال إلى الخارج، واليوم ما تبقى من احتياطي في المصرف المركزي هو 12 مليار يكفي سنة”.
وحذر من “خطر عدم القيام بالإصلاحات التي وردت في شروط البنك الدولي، وعندئذ قد يلجأ البعض الى تسييل الذهب لدينا لأن هناك قسما منه في لبنان وقسما آخر في الولايات المتحدة كاحتياطي، وإذا تصرفنا بالموجود لدينا، نكون قد ضحينا بضمانة كبيرة من العملة الوطنية اللبنانية وبذلك يزيد الهدر هدرا”.
وقال: “لجنة المال لم تصل إلى مناقشة الكابيتال كونترول، وعلى هذا النسق فإن الملف سيرحل إلى ما بعد الانتخابات، لكن عندئذ ستصبح الحكومة في حكم تصريف الأعمال، وفرصة الانقاذ قد تذهب إلى المجهول، إلا اذا تشكلت حكومة جديدة، وكما نعلم، الحكومة الجديدة يلزمها اشهر لكي تتشكل وليست بهذه السهولة، لذلك الوسيلة الوحيدة للانقاذ هي من خلال صندوق النقد الدولي”.
وفي سياق آخر، قال جنبلاط: “عندما بدأنا بعملنا المشترك مع الاغتراب لم تكن هناك حرب بين روسيا وأوكرانيا، والعالم اليوم كله يصب اهتمامه على دعم أوكرانيا ماليا وسياسيا وعسكريا، اذا لبنان قد يفقد أهميته بالمطلق، ومن الجيد أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لاحظ لبنان وهو كذلك لديه انتخاباته. لست أدري إذا كان لبنان ما زال على جدول أعمال الولايات المتحدة، لكن لوحظ أن المساعدات الاميركية للجيش حتى هذه اللحظة تقتصر على الدعم المعنوي والسلاح، كذلك لم يبق من الدعم العربي سوى المؤن، وفي التجهيز هناك الدعم القطري، تأتينا طائرة محملة بالمواد الغذائية كذلك، وأتتنا من الأردن طائرة محملة بالمواد الطبية والغذائية ومن مصر وغيرها من الدول ولم يبق منها شيء. كان مطلوب من الولايات المتحدة بالتنسيق مع الامم المتحدة، ان يدعموا الجيش بمبلغ مالي “كاش” دولار تقريبا يبلغ حوالى 60 مليون دولار سنويا فقط لمساعدة هذا الجندي لكي ليصمد بعد انهيار الليرة، لكن البيروقراطية في أميركا وربما أيضا اعتراضات سياسية لم تصل الى تنفيذ هذا الوعد والأمور سيئة لأن هذا الجندي كما الجندي في قوى الامن الداخلي والدرك بحاجة الى الدعم”.
وتابع: “تبقى USAID غائبة بالمطلق عن مؤسساتنا، وكل شيء يأتينا بالصدفة من مبالغ زهيدة لا يفي بالحاجة لمناطقنا، وعندما أقول مناطقنا فهي مناطق الدروز ولكن نحن مناطق مختلطة، فنحن من الإقليم إلى الشوف إلى عاليه المتن وإلى حاصبيا وراشيا، نحن لبنان، وهذا التنوع موجود”.
ولفت إلى أن “المبادرة الفرنسية – السعودية سترى النور ونأمل منها مساعدة بعض المؤسسات، وطلب منا سعوديا وفرنسيا أن نقوم بإعطاء جردة بالمؤسسات فأعطيناهم جردة بكل المؤسسات وليس فقط مؤسسات الدروز وهذا إذا ما ترجم يسد حاجة صغيرة. ونسمع أن بعض السفارات مثلا السفارة اليابانية تقدم المساعدات، كتزويد بعض المدارس الحكومية بالطاقة الشمسية بالتعاون بين وزارة التربية والسفارة اليابانية، وكما قال لي السفير الياباني هذه الموازنة التي تأتيكم من السفارة اليابانية ربما في العام المقبل لن تكون موجودة لأن كل جهدنا اليوم في اوكرانيا. كلكم يعلم أن حرب أوكرانيا طويلة وأصبحت شبه كونية وعندما يهتم الكبار بشأن الكبار، فالصغار بتروح عليهم”.
وشدد على “ضرورة توسيع هامش الحركة لنطال كمية أكبر من المغتربين، والرفيق هادي أبو الحسن يعمل جاهدا في ما يتعلق بالمغتربين في الخليج، ولن نقف عند الحملة التي تحاول التشويه لأنها على مشارف الانتخابات وهي لتخريب عملنا، فكل ما نفعله شفاف وواضح”.
وفي موضوع الانتخابات، قال: “المحور السوري – الإيراني والتيار الوطني الحر ضد ما تبقى من قرار وطني مستقل في المختارة وفي غيرها، واللقاء الديموقراطي مستهدف بكامله، وهذه ليست معركة تيمور جنبلاط بل معركة القرار الوطني العربي السيادي المستقل”.
أضاف: “نلتقي بشكل عريض مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، لكن تركيبة هذا القانون تمنع القيام بتحالفات عريضة، لذلك نلتقي مع جعجع، وأصرينا عليه لأننا لسنا فقط حزبا درزيا اذ يجب أن يكون معنا مرشحون مسيحيوين، لذلك أصرينا وفرضنا المرشح راجي السعد من عاليه وأصرينا على أن يكون لنا مرشح من إقليم الخروب من برجا بالتحديد، التي في الانتخابات السابقة نتيجة التعارضات لم نستطع أن نرشح من هذه البلدة الكبيرة المناضلة احدا، فكان الاستاذ سعدالدين الخطيب من برجا، وحبوبة عون من الدامور المشرف، وعفراء عيد من طرابلس”.
وسأل: “للرفاق في لبنان والخارج، ألم تلاحظوا أن استهداف مروان حماده وأكرم شهيب كبير، وحجم المؤامرة يكبر، ولقد علقتم عليي بموضوع ترشيح مروان حماده وأكرم شهيب، لكنني قمت بالتغيير المطلوب، إلا أن مروان ذهب الى الموت وعاد، هل فعل ذلك لأجلي؟ لقد فعل ذلك لأجل قضية السيادة والاستقلال ومن أجل المعركة التي خضناها آنذاك في العام 2004 في رفض التمديد لإميل لحود ومن وراءه أي السوري والإيراني، كان أول من دفع الثمن، القدر هو الذي نجاه، مروان صديق، فصداقتي مع مروان عمرها 50 عاما، إتركوا لي هذا الهامش، وهذا الكلام غير موجه للحضور العريض”.
وتابع: “بالنسبة الى أكرم شهيب، في عز الحصار كان هو وغازي العريضي وهشام ناصرالدين وعصام الصايغ وغيرهم من القلائل الذين وقفوا بجوارنا في وقت الحصار وفي فترة الإجتياح الإسرائيلي، فأذكر أن وقت الإجتياح الإسرائيلي خرجت من بيروت مرتين، مرة ذهبت الى الشام ثم الى الأردن وعدت وكانت عودتي الى بيروت موقتة، والمرة الأخرى بعد إنتخاب بشير الجميل، وأقولها بصراحة توسلنا حينها وقمنا ب50 واسطة مع الأميركيين وفيليب حبيب ومع السفير الأميركي واخرجت، وكان لا بد من مواكبة للتمكن من المرور على الحواجز الإسرائيلية، لكن في المرة الأولى وصلت الى مكتب الحزب التقدمي الإشتراكي بعاليه وكانوا أقل من 15 شخصا محاصرين من بينهم أكرم شهيب، والمعاونة بعدها لاحقا عندما إنتقلت وفتحت مكتبا في الشام كان أكرم مرافقي ومساعدي حينها، ثم فتحت الآفاق بعد معركة بحمدون”.
وتابع جنبلاط: ” آنذاك من الشوف الى عاليه لم يكن الجمهور العريض مع مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، كي لا أقول أكثر فلا أريد أن أفتح الجراح، لم يكن معنا وعندما دعيت لعدم التطبيع مع إسرائيل في المختارة، أصغوا إلي في ثالث يوم أو رابع يوم من الإجتياح لكن عمليا على الأرض لم يكن هناك أي شيء، لكن بنينا مع المناضلين في الحزب الإشتراكي والحزب الشيوعي والحزب القومي والمقاومة الوطنية وحركة أمل لاحقا، بنينا مدماكا وراء مدماك وشهيدا تلو الشهيد الى أن وصلنا الى مرحلة الصمود ثم الى مرحلة التقدم ثم مرحلة خوض المعارك الأساسية المفصلية من بينها معركة بحمدون وغيرها، وهذه قصة طويلة ولكن أخذت معنا من العام 1982 عندما كنا محاصرين في الجبل وبيروت الى الـ1983 الى الـ1984، لذلك “مرقولي ياها” لأن من لا يتذكر هذا الماضي، والذي يريد أن يضحي بماضيه، لا مستقبل له. انا مستقبلي انتهى فيما تيمور بدأ وشق طريقه ولاحقا بعد الإنتخابات سيكون كل شيء بتصرفه، وأنا مستعد لمساعدته إذا أراد من الخلف، فهل رأيتموني في الإنتخابات، عدا هذه المرة، أقدم تصريحا؟ أبدا، وهناك تصريح اخر سيكون في العرفان في ايار، هم يقومون بالحملة وكل شيء أصبح معهم، لكن ليسامحني بعض الحزبيين لعدم حصول هذا التغيير المطلوب ولقد أجبت على طريقتي وإسمحوا لي وإلا عندها الكل سيقول “بفرد مرة” إن إعتراضنا عليك يا وليد جنبلاط، مرقولي هالشهر”.
وعن موضوع الدعم العربي للبنان قال: “نأمل بعد تلك الغيوم التي طرأت نتيجة التصريحات العشوائية والهمجية لجماعة حزب الله ولجماعة التيار الوطني الحر على السعودية والخليج التي كادت أن تدمر علاقتنا مع الخليج، وتدمر وجودنا في الخليج كلبنانيين، نأمل من هذه العودة، عودة السفير الكويتي والسفير السعودي بأن يعود الخليج ويقوم بحركة التوازن السياسي والإقتصادي للبنان لئلا نبقى رهينة وتحت سيطرة الإيراني والسوري، وسنرى ماذا سيحدث في الأشهر المقبلة”.
وعن مقاطعة السفارات، قال: “لم نطلب من السفارات دعم وليد جنبلاط، لا من السفارة الأميركية ولا الفرنسية ولا الهولندية ولا اليابانية. لم تدعمني دعمت المدارس بشكل عام، طلبت منهم أن يدعموا الجبل صحيح، دعم فئة أساسية في الجبل وهي الدروز، إدعموها لكن لم يحدث أي شيء، وهذا الكلام خاصة بعد إنفجار الرابع من آب منذ عامين، فلم يأتنا شيء، أتانا بالشكل العريض بعض الأدوية وكميات من المعدات الطبية، أتتنا حصة وجرى توزيعها لكن سمعنا أن أموالا هائلة أتت لم نر منها شيئا وقدمت مثلا الـ”USAID” وغيرها”.
ودعا إلى “ضرورة أن نخرج من القوقعة الداخلية ونقوم بالإصلاح بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، حتى ولو إضطر الأمر، لأننا وصلنا الى الحضيض تقريبا، أن نضع بعض المراكز أو بعض القطاعات المنتجة في لبنان تحت إدارة صندوق النقد، ومعلوماتي في الإقتصاد ليست كبيرة جدا لكن نقول تريدون تحميل المصارف كلفة الهدر، هذه المصارف اليوم وبرساميلها الحالية تقريبا وصلت الى الإفلاس، لكن هل نستطيع أن نعيد الأموال التي بعض من المتمولين هربها الى الخارج؟ ليس هناك من قانون يجبرهم ولو تم وضع الكابيتال كونترول آنذاك لما كانت لهذه المصارف الحرية بتهريبها، لكن لم يضعوا الكابيتال كونترول لأسباب واضحة وهي السماح لتلك المصارف ولهؤلاء الأشخاص بأن يهربوا الأموال”.
وقال: “الدولة ليست مفلسة، الدولة غنية، فهذه الدولة بممتلكاتها ومقدراتها غنية، من المرفأ الى الكهرباء الى الهاتف الى ممتلكاتها، ولست أدعو إلى بيعها أبدا لكن لنستثمرها، فقطاع الكهرباء مثلا بعد إصلاحه وبعد إخراجه من أيادي جبران باسيل مثلا يمكن تلزيمه لمدة عشر سنوات ويمكن إنشاء صندوق سيادي، واليوم الاتجاه لتحميل ما تبقى من مصارف كلفة الهدر، أما هذا المودع فماذا تبقى له بين “الفزلكات” المالية والهندسات المالية التي قام بها رياض سلامة من الـ2900 الى الـ4000 الى الـ9000 الى الـ20000 فماذا تبقى لهذا المودع، لم يتبق له شيء، لذلك لا بد من أن نكون واضحين، هل الدولة والحكومة الحالية جاهزة قبل الإنتخابات لأن توقع على بروتوكول مع المجلس النيابي ومع البنك الدولي أم لا؟ لأن المزايدة الانتخابية اليوم ليس لها أي معنى وغدا إن لم نوقع على البروتوكول مع البنك الدولي ستأتي الكارثة الأكبر”.
وردا على سؤال عن تركه مقعدا شاغرا في عاليه قال: “هذه ليست المرة الأولى، ربما حدثت مرة أيام السوريين ولم نترك مقعدا شاغرا حينها لطلال إرسلان، ولكن لا أريد أن أخلق مشاكل ونزاعات داخل المجتمع الدرزي وأن أترك إرثا من المشاكل والأحقاد، يمكن أن تكون مقاربتي تقليدية، لكن هذه مقاربتي لذلك تركت مقعدا شاغرا له سواء أراده أو لا”.
وردا على سؤال عن ترشيح شباب، أجال: “اللوائح الانتخابية محصورة. البعض يتحدث كأننا لائحة من 40 عضوا، اللائحة كلها حوالى 9 أعضاء، هادي أبو الحسن من الخريجين المناضلين في الحزب والجيش الشعبي، ووائل أبو فاعور كذلك الأمر، وفيصل الصايغ من الذين تحدوا وصاية السوري أيام معركة تحدي الوصاية ومعركة إميل لحود، أما بلال عبدالله فنحن نركز فقط على الدروز لماذا لا نرى بلال عبدالله الذي هو من أبناء الحزب ومن المناضلين المعروفين بصفوف الحزب، لماذا نركز فقط على الدروز؟”
وتعليقا على موضوع سلاح “حزب الله”، قال: “لم نتخل عن طرح نزع سلاح حزب الله، لكن خلافا لغيرنا، قلنا سابقا من غير الممكن الاستدامة بهذا السلاح وهو خارج إطار الدولة وكنا أول من طرح عندما كان هناك حوار عن السلاح في بعبدا أيام الرئيس ميشال سليمان، قضية استيعاب السلاح في الدولة، كنا أول من طرح هذا الأمر، لكن لن أسير في نظرية بعض الفرقاء السياسيين مثل فارس سعيد بأنه لا بد من نزع هذا السلاح بالقوة، لأن هذا مستحيل ويورطنا في حرب أهلية نحن بغنى عنها، بالحوار وفي الوقت ذاته يجب أن نعرف أن هذا السلاح الموجود هو سلاح إيراني، وعندما نسمع مثلا بأن هناك تيارا في الإدارة الأميركية الحالية يريد نزع صفة الإرهاب عن الحرس الثوري فماذا تركوا لنا وكأنه مشرع؟ ومجددا إغتيال رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز مرة ثانية وثالثة، ويبدو أن هذا التيار تراجع اليوم، ولكن قد يعاد طرحه لأن بعض مصالح الدول الكبرى لا تبالي بالشعوب الصغرى، فهل يكترثون اليوم الى الشعوب الصغرى؟ نسوها للأسف”.
وردا على سؤال عن تأثير اعتكاف “تيار المستقبل” والرئيس سعد الحريري على نتائج الانتخابات أجاب جنبلاط: “مع الأسف سيؤثر سلبا، لأن غيابه يشكل فراغا كبيرا في قيادة الساحة الوطنية السنية المعتدلة المناهضة للوجود السوري ولسلاح حزب الله، ومع الأسف غيابه ترك فراغا كبيرا، وأعتقد أن تبرير غيابه أنه سيعود وأتمنى ذلك بعد أربع سنوات، ولكن بعد أربع سنوات يكون “يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب”، لكن يبدو أن هناك ظروفا قاهرة عليه ولا نريد أن ندخل في تحليلات الظروف التي أملت عليه بأن يقوم بهذا القرار. اليوم الساحة السنية العربية السيادية مشتتة وسنقوم بجهدنا بالتعاون مع فؤاد السنيورة والوطنيين من السنة، وأرى أن هذه الفئة الكبرى فيها عناصر جديدة وتغييرية ولا نفقد الأمل وممنوع أن نفقد الأمل، لكن غيابه أثر”.
وشدد على أن “في الانتخابات، المطلوب على الأقل أن يكون هناك حد أدنى من التوازن بين الأحزاب السيادية والذين يريدون القرار الوطني المستقل وبين السلطة الحاكمة، وأكبر اختبار الانتخابات الرئاسية بعد الانتخابات النيابية، فكيف في انتخابات الرئاسة؟ وأذكركم، قمنا بمعركة ضخمة لأن المطلوب كان أن نعود إلى الدائرة الغريبة العجيبة، دائرة الاغتراب، أي منع المغتربين من التصويت في لبنان، لأن تصويتهم جدا مهم في منع تفوق بعض الأحزاب كالتيار الوطني الحر أو الاجتياج، لأنهم يريدون الاجتياح، وصوتكم قد يؤثر ويؤخر، ونجحنا في فرض تصويت المغتربين في لبنان، فهذا انجاز لنا، وكل ما هم طليقو اليد سيستمرون في الجرائم”.
وقال: “إذا ما نجحنا يمكننا على الأقل فرض كلمتنا، ماذا سيفعلون؟ يقتلوننا؟ السلاح مبدئيا هو ضد العدو الإسرائيلي، لكن يمكن أن نفرض رأينا في القوانين والتعيينات، وإلا هل يقتلوننا؟ هم حزب ومجموعة ونظام لا يؤمن بالحوار، ورأينا هذا الموضوع من رفيق الحريري للقمان سليم، لكن علينا أن نتعاطى بكل برودة أعصاب وأن نواجه. تأثير الورقة البيضاء سلبي في الانتخابات، ويصب مع القوى التي غريب كيف تلتقي سويا، السوري والإيراني وجبران باسيل ولفيفهم مع بعض من قوى الثورة. غريب، ينسقون بشكل غير مباشر سويا. في مجتمعنا فئة مهمة من المشايخ والشيخات، المطلوب مشاركتهم، لأن اعتكافهم لأسباب دينية يصب في صالح غيرنا”.
أضاف: “إذا لم نصوت ولم نحصل على الأغلبية نكون قد وقفنا مكاننا، لذلك المطلوب التصويت للاستمرار في المعركة السياسية السلمية التي بدأت فيها في العام 2004 عندما اعترضنا على إميل لحود، وكان هناك جمهور هائل في 14 آذار، واعترضنا على الرغم من حركة القتل التي لم تتوقف مع 40 شهيدا و3 أو 4 نجوا بأعجوبة من الموت، بينهم مروان حماده ومي شدياق والياس المر، فهذا العمل السياسي في لبنان، بأقصى صعوبته كان ولا يزال، والمحطة ليست فقط 2019 والثورة بل المعركة بدأت من قبل، منذ العام 2004”.
وعن الانتخابات في بيروت وحاصبيا، وردا على سؤال عن دعم الرئيس بري، قال: “نأمل من الرئيس بري دعم فيصل الصايغ في بيروت، أما في حاصبيا فتقسيم الدوائر يعطينا هامشا ضئيلا جدا في التحرك، مروان خيرالدين مرشح توافقي مع بري وعرضا مع طلال أرسلان، أصواتنا موجودة هناك لكن لا يمكننا ترشيح أحد لأنه لا ينجح، ولن أتعارض مع بري الذي ساعدني في أحلك الظروف، ولا تنسوا الضغوط التي يتعرض لها بري. لا يمكننا أن ننسى أن بري ممثل أساسي وكبير لدى الشيعة، ولا يوافق دائما على سياسة حزب الله، ولكن تذكروا الضغوط التي يتعرض لها من إيران وسوريا، وتذكروا أنه لم يزر سوريا منذ بدء الحرب السورية، وحينما تكون هناك بعض القرارات، لا يتناغم دائما مع حزب الله، لكن عند مواجهة الإيراني والسوري، الأمر ليس سهلا، ننسق في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان لسنا في المعسكر نفسه، أبو فاعور قام بخياره وترشح بمواجهة الشخصية المرشحة من بري، والأمر نفسه بالنسبة لهادي أبو الحسن، نحن على الجهة المقابلة”.
وفي سياق انتخابات المغتربين، نبه جنبلاط إلى أن “وزارة الخارجية ستبقى لآخر لحظة تحاول من خلال باسيل تعطيل سهولة الانتخابات، وقيل لي أن ثمة فريق عمل من صغار الموظفين في الخارجية يخص باسيل سيتوجه إلى الاغتراب لاستلام بعض المفاصل الأساسية، بالتحديد الولايات المتحدة وكندا وأوستراليا أعتقد، وعليكم مراقبة الموضوع، قد يحسب هؤلاء موظفين لكن قد يعطلون سهولة التصويت”.
أما عن اقتراع اللبنانيين في سوريا، فلفت إلى أن “ثمة مواطنا في سوريا يتمتع بالجنسية اللبنانية يريد التصويت، منهم معنا ومنهم ضدنا، يجب أن تكون لنا القدرة الدعائية والسياسية لاقناعهم بالتصويت معنا، أما من يريد التصويت مع سوريا فلا يمكن منعه، وما حصل على الحدود حل حين توفيت والدة الشيخ حكمت الهجري، فقد قمت بواجب العزاء عبر الهاتف، وشيخ العقل سامي أبي المنى حاول إرسال وفد، لكنه لا يعلم ألاعيب النظام السوري”.
وفضل جنبلاط بقاء “موضوع الأوقاف العامة والخاصة لدى الشيخ سامي، وبالنسبة للأوقاف الخاصة، وعندما زرت الشيخ سامي، تحدثنا عن تشكيل لجان مختلطة، أهم شيء استثمارها وعدم بيعها، وثمة الكثير من الأوقاف الصغيرة، وكان الأفضل استثمارها مركزيا، ولكن لا يمكن منع العائلات من استثمارها لصالحهم، إلا أن الأهم منع البيع”.
وفي رده على سؤال عن الانتخابات الرئاسية والمفاضلة بين النائب جبران باسيل ورئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية، قال: “لا جبران باسيل ولا سليمان فرنجية، انتهى الموضوع، في المرة السابقة سايرنا الحريري، الله يسامحه، طلعت براسنا وبراسه”.
ولفت إلى أن “وزارة الخارجية بيد جبران باسيل، إلا بعض المخلصين الوطنيين من كل الطوائف الذين يحاولون منع الهيمنة، لكن وزارة الخارجية ليست معنا، لا توازن أو إنصاف”. وقال: “هذه المرة قبل الأخيرة التي أتحدث فيها مع جمهور الاغتراب، الأخيرة ستكون في مهرجان تأسيس ال50 لمؤسسة العرفان في السابع من أيار، وأنا على مشارف الانسحاب الكامل، في 7 أيار أنسحب كاملا، والدفة اليوم لتيمور، إذ لديه أفكاره واستقلاليته”.
وردا على سؤال، ذكر بأنه “كان ثمة نظريات عن الدعم الخارجي، إما الأميركي أو طرح فكرة مجيء قوات من الجامعة العربية إلى بيروت بعدما احتل حزب الله بيروت، لكن لا أصدق أي دعم خارجي، الدعم يكون سياسيا واقتصاديا ومؤسساتيا، وفي المرة الأخيرة التي حصلت فيها تجربة ناجحة لجهة الدعم الخارجي هي في العام 1958، حينما حدث انقلاب في الموازين في المنطقة، ضد الولايات المتحدة، حينما طار العرش الملكي العراقي، فأتى عبدالكريم قاسم، والرئيس المصري جمال عبدالناصر قام بوحدة مع سوريا، فقام الأميركيون بإنزال في لبنان والإنكليز في الأردن، وتمت صفقة ناصرية دولية وشملت لبنان وكان الاستقرار، لكن لاحقا انتهى الدعم الخارجي بكوارث وتحيز، وفي العام 1982، عندما دخلت اميركا بقوات متعددة الجنسيات، قصفت نيوجيرسي الجبل، كانت كارثة عليهم وعلينا”.
ورأى أن “كل ما يفعله باسيل وعون هدفه رفع العقوبات عن جبران، ولهذا السبب أصرا بداية على الخط 29 ومن ثم نسوا والآن يصرون على الخط 23، ويفعلون كل شيء يرضي الإسرائيلي والأميركي وهذا هدف الإدارة الحالية، لذا نتوقع كل شيء”.
وشدد على أن “شعار اللقاء الديموقراطي صوت العقل وإرادة الغد هو شعار جميل، وأنا أضيف عليه إرادة التغيير، لم نفقد الأمل بجيل جديد يريد التغيير من العقليات الماضية والمحاور، الجيل الذي يريد لبنان سيدا مستقلا بعيدا من الحروب الأهلية والنظام الطائفي، لأنه يبقينا مكاننا”.
وعن تطورات فلسطين، قال: “نسي معظم العالم فلسطين، لكن الشعب الفلسطيني يتمتع بقدرات المقاومة السلمية السياسية وأحيانا العسكرية، ورسالتي، لم يعد هناك أي قيمة للإدارة الذاتية برئاسة أبو مازن، الاحتلال هو احتلال، لا احتلال رسمي وآخر غير رسمي، فلتحل الإدارة، اليهود يمسكون بكل التفاصيل، وحيث العرب نظريا سواسية، العربي الإسرائيلي يتمتع نظريا بنفس الحقوق، لكن نرى كيف يعاملونهم وكيف تعامل السلطات الإسرائيلي عرب الداخل، وأحيي المناضل النائب في الكنيست أيمن عوده الذي وجه نداءا إلى جميع الأمنيين والعسكريين العرب في إسرائيل بالاستقاله لأن وجودهم في الداخل يعني المشاركة في قتل أخوانهم، وتحية لهذه الدعوة الشجاعة”.
وشدد على ان “الأهم بقاء نواة مقاومة سلمية وطنية سيادية تستكمل النضال السياسي السلمي والتغيير الداخلي، نعلم أن حجم القوى المضادة هائل، لكن هذا لا يمنع القول لا والرفض، فحينما قتل كمال جنبلاط كان هناك قرار أميركي – سوري على لبنان، قاومنا وانتصرنا، وكانت الأمور متشعبة، كمال جنبلاط قاد النضال طويلا، واستطعنا أن نبقى كحزب صامدين وأن نرفض تبعية لبنان والدروز إلى سوريا بالمطلق، لأن أحد مشاريع سوريا تطويع دروز لبنان والحاقهم بسوريا، فقاومنا وكانت ترجمة هذا الأمر اغتيال الحريري، اليوم الظروف تغيرت وسنستمر، قمت بواجباتي، واليوم المهمة لدى تيمور ورفاقه”.
وأشار إلى أن “اليسار لم يعد موجودا في الغرب، الحزب الشيوعي الفرنسي كان يمثل 20 بالمئة، الحزب الاشتراكي عريق ووصل إلى الحكم مع فرنسوا هولاند، لا يسار في الغرب، بل يمين معتدل يمثله ماكرون، وبين مجنونة كماري لوبن التي حصلت على 25%، علما ان برنامجها المعادي للعرب والمسلمين ووحدة أوروبا يشكل خطرا كبيرا، وبقية الأحزاب الاشتراكية، كالحزب الديمقراطي الاشتراكي في السويد المحايدة، التي قد تصبح جزءا من الحلف الأطلسي، وهذا ما يطالب به هذه الحزب، كما ثمة حزب العمال في بريطانيا، لم يكن له ذلك التأثير معنا أو القضية العربية إلا فرادة”.
وردا على سؤال عن حصة الدروز في الدولة، أجاب جنبلاط: “بالأساس، الامتيازات التي تتحدثون عنها هي حصة ضئيلة، يعطوننا 6% من الوظائف، أهم وظيفتين رئاسة الأركان في الجيش وهي دون صلاحيات، وحاولنا في مرحلة الصعاب في العام 1982 أنا والامير مجيد ارسلان والشيخ محمد أبو شقرا، من خلال الورقة الدرزية لأمين الجميل، إعطاء رئاسة الأركان الصلاحيات، ولم تعط، وثمة وظائف أخرى كمديرية الصحة وهي جدا مهمة، وهناك رئاسة الشرطة القضائية، وبعد الطائف أصبحنا 8 نواب، وبالتالي في أي نظام طائفي نخسر، في النظام العلماني نربح، لدينا كفاءات في كافة المجالات”.
وذكر جنبلاط أن “كمال جنبلاط كان أول من رفع من أين لك هذا، ونصر عليه، نحن مع كشف السرية المصرفية ومحاسبة الجميع، ومع نظام الضريبة التصاعدية على الأرباح الموحدة، ومع الضريبة على الثروة، لكن هذا يحتاج لجبهة عريضة، كالحركة الوطنية من أجل الضغط على الدولة، ولكن ثمة دولة داخل دولة، الحزب حزب الله مستقل لجهة ماليته وحساباته المستقلة، لكن من سيحاسبه، لا يدفع الضريبة بل يدفعها ضريبة”.
وعن ضبط حدود لبنان، رأى أن “لا مساع ولا قدرة ولا رغبة، الأمر طرح مرات عدة خاصة بعد انفجار المرفأ، وكان ممكنا تحقيق قسم منه لو نجح القاضي طارق بيطار، لكنه أفشل لأن أحد أهدافه كان محاسبة المجرمين وتمكين الدولة من السيطرة على الحدود”.
ولفت إلى أن “عون لم يأت بقوة السلاح، بل بقوة التحالفات، الحريري سار بفرنجية، جعجع تصالح مع عون، فأتى الأخير بالتصويت، كنا أقلية، لذلك المطلوب أن يكون هناك تصويت وتكون هناك كتلة سيادية من اللقاء الديموقراطي والقوات اللبنانية وما تبقى من المستقبل ترفض أي مرشح سوري – إيراني”.
وختم جنبلاط: “أهم شيء الاستمرار في التضامن والحوار بالرغم من كل الهجمات الجانبية. جهدكم في الولايات المتحدة كان جبارا، لا بد من توسيع رقعة التضامن العملي والسياسي والمالي على بقية المغتربات، وأن يكون حضوركم السياسي موجودا، الصوت الأبيض خطر علينا وعدم تصويت قسم من المشايخ والشيخات أيضا، لست خائفا، ولمن يطرح تغيير مروان حماده، أتريدون وئام وهاب أو بشار الأسد؟ لا حل وسطا؟ فلنر لبعيد بعيدا من الحساسيات الحزبية”.