دعا رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن الناخبين إلى “التصويت بكثافة لتحقيق هدفين: أولهما أن ينجح أكبر عدد من المرشحين على لوائحنا ولوائح حلفائنا في كل المناطق اللبنانية، وفي طليعتها منطقة بعلبك الهرمل، وهذا يحتاج إلى عمل وإلى أن يكون كل واحد منا ماكينة انتخابية، والهدف الثاني لإفشال الأهداف الأميركية والإسرائيلية التي تريد إضعاف تمثيل المقاومة في بيئتها وبين جمهورها”.
واعتبر خلال لقاء سياسي في دارة السيد حيدر عثمان في بعلبك، في حضور المرشح الدكتور ينال صلح وفاعليات، أن “الأميركيين هم الذين يضغطون على لبنان ويستغلون ألم اللبنانيين، ويمعنون في غرز سكينهم في الجرح اللبناني، لأنهم يريدون للبنانيين أن يرضخوا ويعطوا لإسرائيل ما لا يعطى. وأميركا تستغل وجع اللبنانيين وألمهم لكي تحرض على المقاومة”.
وقال: “يدعي المرتهنون للإرادة الخارجية الأميركية والغربية ولبعض العرب في حملاتهم أن إيران محتلة للبنان، وحزب الله مهيمن على البلد، في الوقت الذي ينفذ المصرف المركزي الإملاءات الأميركية، ووزارة الخارجية تصدر قرارات ومواقف متماهية مع الولايات المتحدة الأميركية، ومعظم الإعلام اللبناني بيد أميركا وحلفائها، ما هذا الكذب والنفاق؟ أميركا تحارب اللبنانيين في لقمة عيشهم وتفرض العقوبات على لبنان وتمنعه من استخراج غازه ونفطه، وتعرقل استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن، ويستمر الأميركي في الضغط على لبنان واللبنانيين لأنه يريد ترسيم الحدود البحرية لمصلحة الكيان الصهيوني. كما يريد الأميركيون ان يتعب الناس ليتجهوا نحو مواقف سياسية خاطئة وللتصويت في المكان الخطأ، ولكنهم واهمون. وكما فشلتم في فك شيفرة حزب الله قبل سنوات في مؤتمر عقد في الإمارات، لن تستطيعوا اليوم فك شيفرة حب الناس واحتضانهم للمقاومة”.
وأضاف: “شعارنا للانتخابات القادمة باقون نحمي ونبني، باقون أي أننا سنبقى على نفس الخط والمشروع والطريق الذي سلكناه، طريق المقاومة والجهاد والتضحية والإصلاح، وباقون على رغم العواصف والحروب والحصار، وكل محاولات التشويه والعقوبات والاعتداءات، وباقون بإرادة الله تعالى واليقين بقدرته، وباقون بعزيمة شعبنا وقوة وقدرة مجاهدينا وأهلهم، وباقون بفضل كل أطراف المجتمع من مهن حرة إلى أساتذة وعمال وفلاحين وصناعيين وتجار ومخاتير وفاعليات وأبناء المدن والأرياف وكل أطياف مجتمعنا، باقون بإرادتهم وعزيمتهم وإخلاصهم وصبرهم وثباتهم”.
وتابع: “نحمي جميعا بلدنا، نحن وكل من سار معنا في هذه الطريق، المقاومون من الأحزاب والقوى الوطنية قبل تأسيس حزب الله، وبعد التأسيس شركاؤنا وحلفاؤنا وعلماؤنا وأهلنا، شهداؤنا وجرحانا وأسرانا ومجاهدونا، لقد حمينا وحررنا بلدنا من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 وفرضنا على العدو الصهيوني انسحابا بلا قيد أو شرط، وهزمنا عام 2006 الولايات المتحدة برئيسها جورج بوش ورئيس وزراء كيان العدو إيهود أولمرت وكل فريقهم، الذين كان شعارهم سحق حزب الله، هزمناهم وحمينا وطننا. وحمينا ونحمي بلدنا من التكفيريين الذين عاثوا في منطقتنا فسادا وظلما وعتوا، وهزمناهم وأخرجناهم من أرضنا، واستطعنا مع الحلفاء أن نهزم داعش والنصرة على أرض سوريا، وحمينا لبنان من مخططاتهم وتهديداتهم”.
وأردف: “سنساهم في حماية لبنان من أطماع العدو الصهيوني في المنطقة الاقتصادية الخالصة في المنطقة البحرية، بالتواطؤ مع الأميركي الذي لا يمكن أن يكون وسيطا نزيها، لأنه أصلاً هو الراعي الأول في العالم للكيان الصهيوني. نحمي في مواجهة خطر التطبيع والصلح مع العدو، الذي يعمل عليه الأميركي وبعض الدول العربية وبعض اللبنانيين لدفع لبنان بهذا الاتجاه، وخطر التطبيع ليس مجرد مبدأ عقائدي، بل هو أيضاً يشكل خطرا على المصالح اللبنانية المباشرة في موضوع التوطين وحقوق لبنان. نحمي في الحفاظ على عناصر القوة في لبنان”.
وقال الحاج حسن: “نريد أن نبني مع كل اللبنانيين بلدا لا يخضع للضغوط الأميركية ولا يرتهن لأي دولة، نريد بلدا منفتحا على كل الدول ما عدا العدو الصهيوني، نريد أن نبني اقتصاداً على أسس صحيحة لا يتأثر بالأزمات العالمية، ولقد آن الأوان أن يعترف الكثير من اللبنانيين أن النظام الاقتصادي الذي كان قائما في لبنان، نظام الكارتيلات والمافيات والوكالات الحصرية، النظام الاقتصادي المرتهن للخارج الذي يعيش على التحويلات، هو أحد أسباب الانهيار. نريد أن نبني اقتصادا يدعم الصناعة والصناعيين، ويدعم الزراعة ليكون لدينا مخزونا استراتيجيا من القمح والحبوب، ولا نعيش على وهم وقلق وصول السفن أو عراقيل الاستيراد”.
وأوضح: “عندما كنت وزيرا للزراعة وفي مجلس النواب قاتلت لإبقاء دعم زراعة القمح والشمندر السكري، وكنت أردد للجميع بأن الأمن الغذائي أهم من الأموال التي تدعمون بها القمح، والتي تساوي أقل من 1 بالألف من المال الذي انفقتموه على فوائد سندات الخزينة التي وصلت إلى 40 %. وفي الحكومة الحالية قالوا أنهم اكتشفوا في البقاع إهراءات للقمح تتسع لحوالي 500 ألف طن، هذه الإهراءات بنيت عام 2012 عندما كنت وزيرا للزراعة، وقد وصل إنتاج لبنان من القمح عام 2013 إلى أكثر من 150 ألف طن، ثم تراجع لأن الدولة لا تريد دعم زراعة القمح”.
وختم الحاج حسن: “نريد أن نبني وطنا متحررا من الطائفية، نريد أن نبني وطنا حقيقيا ودولة حقيقية، لا دولة المزارع والمحاصصة الطائفية، نريد لوطننا أن يكون لديه نظاما سياسيا عصريا بعيدا عن النظام الطائفي. وعلى الكثير من القوى السياسية أن تتخلى عن ممانعتها لإصلاح النظام، لأن البعض ما زال متمسكا بمنافع المحاصصة”.