لا ادري لماذا يستغرب اللبنانيين الحالة التي وصلت اليها البلاد حتى بتنا من طليعة الدول في مستوى الفساد علما ان الأمور اوضح من الواضحات
لجهة الأسباب والمسببات وحكومة الرئيس دياب هي النموذج الأكثر وضوحا لعناوين الفشل في ادارة الدولة فكيف لمثل لبنان ان يحكم بعقلية علمية تتعاطى بالخطط والأرقام وتعمل على مدار الساعة وعينها على
المواطن وهمومه وتتخذ قرارات صادمة للطبقة السياسية الحاكمة تهدف الى اصلاح المنظومات الفاشلة في كل مفاصل الأدارة التي تعني بالشأن العام وكيف تتجرأ هذه الحكومة على التعرض للألية العبقرية المتبعة في ادارة مالية الدولة التي راكمت مئة مليار دولار دين وتحيل رؤساء مجالس ادارات بنوك على المحاكمة وتطالب بأقالة الحاكم العبقري لمصرف لبنان
الذي استحق لقب مصرف لأنه صرف اموال المودعين والأحتياطي حتى احتياطي الذهب بات مجهول المصير وكيف لهذه الحكومة ان تنجح بمواجهة وباء كورونا رغم انعدام الأمكانيات وقد عجزت حكومات دول كبرى عن مواجهته في حين ان الحكومات السابقة قد عجزت عن دفع مستحقات العاملين في مستشفى الحريري الحكومي وهي بضعة قروش وحرمته من أبسط الأمكانيات الطبية ولكنها قامت بتركيب كاميرات لمراقبة طلاب البريفيه بملايين الدولارات ،هذه الحكومة التي بدأ رئيسها عهده بأرتكاب الأخطاء حيث قام بنقل أقامته الى السرايا الحكومي لا ليتمتع
بأقامة مريحة بل ليجنب اهل المنطقة التي يقيم فيها تحويل منطقتهم الى ثكنة عسكرية يمنع الدخول والخروج منها ويتسبب بزحمات سير خانقة كلما عبر موكبه المؤلف من عشرات السيارات اذا ما خرج صباحا او عاد مساءا كما عانى على مدار سنوات سكان قريطم ومحيطها عدا عن كاميرات المراقبة التي كلفت الدولة ملايين الدولارات والتي تخترق الحرمات علما ان ساكن القصر وعلى مدار سنوات لم يقيم فيه الا بضع ساعات اما دياب فقد أتخذ من مقر عمله محل اقامة لأنه يعمل على مدار الساعة ولكن هذا الأمر لم يعجب العاطلين عن السلطة فصوبوا عليه السهام منذ اللحظة الأولى لا لشيء الا لأنه خرق منظومة السيادة وراعى مصالح العباد بعد ان نجحوا في تحويلهم الى عبيد ،فما هذا الذي تفعله يا دياب ألم تكتشف بعد بأن في لبنان دولة عميقة تتمد جذورها الى اكثر من عاصمة اقليمية ودولية وبأن عليك ان تراعي في تصرفاتك (السيستم) المبرمج وفق
العقلية اللبنانية ألم يطلعك مستشاريك على تاريخ الحكم في لبنان فلم نسمع منك مرة واحدة كلمة سني وحقوق اهل السنة وأنت الممثل الشرعي لهم في الدولة ورحت تتعاطى بصفتك رئيس حكومة كل لبنان وبأستقلالية تامة عن دار الفتوى وسفارات طويلي الأعمار وتريد لحكومتك ان تعيش
طويلا وكيف لك ان تختار لحكومتك شعارا مثل مواجهة التحديات وتطبق القول بالفعل وتتحدى الأزمات الأقتصادية والمعيشية والصحية والأمنية وأخرها الزلزال التفجيري وتستغرب ان تستدعى الى المجلس النيابي
لمحاكمة حكومتك على هذه الجريمة بينما الحكومة التي سبقتك اتخذت شعار (الى العمل) وطبقته (الى الفشل) وقفزت من المركب سريعا وتركته يغرق بحمولة ستة دولارات من بنات افكار وزير مستقبلي فكانت النتيجة ان قدم لرئيسها لبن العصفور للعودة لقيادة المركب كونه متخصص في
مجال المحاصصة والمقاسمة حتى لحطام سفينة الوطن .
كيف لك يا حسان ان تلعب دور القبطان وتحاول الأبحار في هذا البحر الهائج تتلاطمك امواج الزبائنية والمذهبية والحزبية والمناطقية وتسبح عكس التيار ولا يوجد خلفك حزب ولا تيار ولا وسيائل اعلام تمحو من خلفك الأخطاء وتنسج حولك روايات خيالية عن انك الفارس الذي سيقتحم المغارة ويعود محملا بكنوز سليمان وتسعماية الف وظيفة وكيف لا نصدقه وهو من قام في عز الأزمة المالية بتوظيف 15 الف موظف انتخابي ارهق بهم ميزانية الدولة اكثر مما هي مرهقة بينما انت لم توظف حاجب لأغراض شخصية ومنفعية ،لا يا حسان ما هذه الخطيئة التي ارتكبتها حتى انك لم تصرف من مالية الدولة فلس واحد على سفراتك
ورفاهيتك ولم تحول مبالغ الى جنوب افريقيا وانت من تتحمل مسؤولية انفجار المرفأ علما ان سلفك هو من قام بزيارته في ايلول 2019 ووعد بتطويره وتحديثه ولكن للأسف تم تفجيره بوجهك فتكون انت المسؤول لأنك تواجدت في الزمان الخطأ وكيف لك ان تحكم لبنان من لبنان ومن سبقك كان يدير الشؤون بالتلفون من السماء ألم تسمع ايها الناجح عن اختراع ادارة السائح وبأن هناك من دخل السرايا خلال سنوات فقط لعدة مرات في حين كان يمضي معظم الأوقات بين عواصم العالم يسجل براءات اختراع بأسم لبنان في فن الأفلاس وأذلال الناس .
لا يا حسان كيف تعاطيت بالحكم كأنسان ونحن تعودنا ان نحكم من سلالات وعائلات ذات جذور فرعونية ودماء ملكية هي اقرب للألوهية منها للبشر واذا كان ما زال هناك في العالم قبائل تعبد البقر فلا تستغرب اننا في لبنان نعبد هذه الفئة من البشر لهذا نحن نستغرب كيف صمدت لهذا القدر .
واليوم نقول لك يا حسان بالفم الملأن انتم الأمل الباقي للبنان ولم تكون لنا دولة رئيس بل عرفناك كأنسان من سلالة الفرسان فلا تلقي بسيفك ونحن سنكون درعك ولنخض المعركة تحت قيادتك لأنقاذ لبنان وعلى من اخطأوا بحقنا الخطيئة الكبرى ان يصححوها وعليهم ان يعيدوا عقارب الساعة الى الوراء فتعود لرئاسة الوزراء فالمعركة المقبلة لن تعد معركة اصلاح بل معركة وجود وبقاء .