اعتبر وزير الصحة العامة الدكتور فراس ابيض أن “المستشفيات الحكومية كانت الداعم الأساسي لوزارة الصحة في تعاملها مع جائحة كورونا وقدمت التضحيات الجسام، وعليه يجب رد الجميل لها بدعمها حكوميا”، وقال: “يسعدنا أن نرى مستشفى واحدا يقوم بافتتاح ثلاثة أقسام مهمة في يوم واحد، ونعد بتقديم كل الدعم للمستشفيات الحكومية والعاملين فيها”. واذ اعتبر أن “ما يقدم من مساعدات اجتماعية ليس حلا وانما الحل يكون بتصحيح الرواتب والأجور”، أكد أن “تمويل الدعم والتقديمات يقع على عاتق الدولة كما على عاتق المؤسسات، وذلك بزيادة الاسقف المالية للمستشفيات وزيادة التعرفة الطبية”.
كلام أبيض جاء خلال رعايته افتتاح ثلاثة أقسام جديدة في مستشفى تبنين الحكومي، هي قسم تمييل القلب وقسم العناية القلبية وقسم تفتيت الحصى في الكلى عن بعد، وذلك بحضور النائبين ايوب حميد وعلي بزي ورئيس اتحاد بلديات القلعة نبيل فواز وأطباء وفاعليات.
وكان وزير الصحة قد وصل في تمام الساعة الثانية إلى المستشفى، وبدأ جولته في الاقسام المستحدثة بعد أن قص شريط الافتتاح برفقة حميد وبزي ورئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور محمد حمادة الذي ألقى كلمة في قاعة المؤتمرات في المستشفى رحب فيها بالوزير “في عرين دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، في هذا الصرح الطبي الذي شكل ويشكل صمام أمان ل35 قرية وبلدة في أقضية بنت جبيل ومرجعيون وصور بسعة 150 ألف نسمة”.
وتحدث عن الأقسام المفتتحة “بهبة مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبر مجلس الإنماء والإعمار بقيمة مليون وثلاثمائة ألف دولار أميركي، وهذه الاقسام مجهزة بأحدث التجهيزات والتقنيات العالية مع موارد بشرية مميزة ذات سمعة وخبرة واسعة”. وطالب وزير الصحة ب”رفع السقف المالي السنوي للمستشفيات كما ورفع مخصصات العاملين فيها”.
ثم ألقى فواز كلمة رحب فيها بأبيض والحضور وأثنى على “دور رئيس المستشفى والعاملين فيه بما يجعلنا نفتخر ونتباهى به”.
كما ألقى بزي كلمة استهلها بالقول: “ورث الاخ الرئيس نبيه بري جنوبا يتيما فمشى في درب التنمية والتحرير على مساحة قرى هذا الجنوب وبلداته”. ثم وخاطب الوزير قائلا: “نقدر لك يا معالي الوزير أنك تركت جلسة مجلس الوزراء بعد أن شاركت بالقليل من وقتك فيها لتلتحق بنا هنا في افتتاح هذه الأقسام، وانا أجزم بأن هذه الزيارة أفضل واجدى من بقائك في تلك الجلسة”.
وتحدث عن هجرة الطاقات الطبية، مشددا على ضرورة اجتراح الحلول. وقال: “ما كان سائدا من سقوف مالية في السابق لم يعد مجديا الآن، وما يمكن أن يحصل من فساد في بعض الإدارات العامة لا يمكن أن يحصل في المستشفيات الحكومية لأنه لا مجال هنا لاي فساد وسرقة، فالكل يعمل جاهدا لربط هذا التلازم بين المستشفيات والناس”.
من جهته رحب حميد بوزير الصحة قائلا: “إن زيارتكم هذه ورعايتكم لها اطيب الأثر، وانا أدرك أن ما تطلبونه من اعتمادات رغم الظروف الصعبة والحصار سوف ينمو. نحن نفتخر بهذا الصرح الطبي المتكامل إداريا وطبيا، ونأمل بأن يصار قريبا الى افتتاح مستشفى بيت ليف المتكامل إداريا مع مستشفى تبنين لخدمة اهلنا في المنطقة”.
أبيض
وألقى أبيض كلمة قال فيها: “يسعدني ويشرفني في هذا اليوم المبارك أن أكون معكم في إضاءة شمعة وسط هذا الظلام الذي يلف الوطن، فأن نرى مؤسسة حكومية واحدة قادرة على افتتاح ثلاثة أقسام طبية مهمة في يوم واحد، أمر بالغ الأهمية، وواجبنا أن نواكب هذا النجاح الحاصل بجهد القائمين على هذه المؤسسة من رئيس وأطباء وممرضين”.
أضاف: “خطتنا كوزارة للصحة قائمة على تعزيز دور القطاع الصحي العام عبر دعم من البنك الإسلامي للتنمية بمبلغ 30 مليون دولار أميركي، ولدينا، كما اليوم، زيارة قريبة لصيدا لافتتاح المستشفى التركي، وفي زيارتنا الماضية لهذا الصرح الطبي أكدنا بأننا سنفتتح مستشفى بيت ليف في القريب العاجل”.
وتابع: “لقد ذكر أصحاب السعادة أهمية الكادر البشري في مجال العمل، ونحن بالفعل نعتبر أن كل هذه الإمكانات الموجودة من تقنيات هي لا شيء أمام العامل البشري في تقديم الخدمات الطبية، ورأينا أن ما يقارب 40 بالمئة من الكادر الطبي والتمريضي قد غادر البلد بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية، وهذا ما اوجد مشكلة في القطاع الصحي”.
واعتبر أن “ما نراه من دور فعال للمستشفيات الحكومية هو بفعل الإدارة الكفوءة، مما يدل على أن ما يقال عن فشل القطاع العام في إدارة المؤسسات ليس صحيحا وان المستشفيات الحكومية هي الوحيدة التي وقفت إلى جانب وزارة الصحة في مواجهة كورونا واخواتها، لذلك من واجبنا أن نساعد هذه الإدارات، وهنا يأتي السؤال كيف يمكن أن يتم الدعم، وهنا اقول إن البداية كانت بالمساعدات الاجتماعية والتي برأيي ليست هي الحل الامثل، فالحل يكون بتصحيح الرواتب والأجور. وعندما تم طرح موضوع الموازنة للعام 2022 لم يكن مدرجا فيها موضوع المساعدة الاجتماعية لقطاع المستشفيات الحكومية وكان لدينا إصرار على إدراج هذه المساعدة عبر وزارة المالية لا أن تترك على نفقة المستشفيات. والمشروع الآن في المالية وننتظر أن يحول إلى مجلس الوزراء لإقراره وصرف الأموال، مع العلم أن المستشفيات استبقت هذا الأمر ودفعت المساعدات، وأكرر أننا بدأنا باعداد دراسة لتصحيح الرواتب والأجور”.
وقال: “أؤكد كمسؤول وكوزير صحة ووصاية أنا وزميلي وزير المالية على هذه المستشفيات، بأن من واجبنا أن نساعدها بتأمين تمويلها عن طرق عدة، أولها ما يتم اليوم عبر مجلس النواب وهو زيادة اعتماد الاستشفاء، فالمبالغ المرصودة في الموازنة للاستشفاء قليلة جدا ونتمنى أن يقر مجلس النواب موازنة 2022 وفيها مضاعفة بند الاستشفاء، 6 او 7 أضعاف، وهذا سيسمح بأن نزيد أمرين أساسيين، أولهما الاسقف المالية للمستشفيات الحكومية وثانيهما زيادة التعرفة الطبية، مما سيزيد دخل المستشفيات، وبالتالي يمكنها من تحسين الرواتب والأجور بشكل مستدام، علما بأننا في جلسة لجنة المال والموازنة طرحنا أهمية زيادة المساهمات المالية للمستشفيات الحكومية، هذا البند في الموازنة هو بند مجحف بحق هذه المؤسسات وعلينا تأمين الدعم بزيادة المساهمات لها حتى لا نبقى تحت رحمة القطاع الخاص”.
وشدد على “التنسيق بين جميع الجهات الضامنة لدفع المستحقات للمستشفيات لكي لا يتم ارهاقها”، وختم: “نقوم اليوم بمفاوضات مع الجهات الدولية المانحة كصندوق النقد الدولي وغيره، ولكن هذه الجهات ستطلب منك أن تقلص حجم العمل في القطاع العام لانه غير منتج، ولكن بوجود نماذج مثل مستشفى تبنين الحكومي ومستشفى الشهيد الرئيس رفيق الحريري يتبين أن المشكلة ليست بالقطاع العام وانما ببعض المؤسسات”.
ثم توجه أبيض إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي حيث كان في استقباله، إلى حميد وبزي، مدير المستشفى الدكتور توفيق فرج ورئيس اتحاد بلديات بنت جبيل رضا عاشور وفاعليات، وقد جال في أقسام المستشفى، وألقى كلمة شكر فيها الجميع على حسن الاستقبال وأثنى على دور المستشفى في هذه الأيام الصعبة، واعدا بتقديم الدعم المطلوب لمزيد من التطور والعطاء.