اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، اليوم، روسيا بأنها “تتظاهر بالتفاوض” على وقف النار في أوكرانيا مع مواصلة “استخدام الأسلحة”، حسبما افادت “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وقال لودريان في مقابلة مع صحيفة “لوباريزيان” إنه كما هو الحال في حلب (سوريا) أو غروزني (الشيشان) فإن “المنطق الروسي (..) يقوم على المثلث المعتاد: قصف عشوائي، وما يسمى ب+ممرات+ إنسانية معدة لاتهام الخصم بعد ذلك بعدم احترامها محادثات من دون هدف آخر سوى التظاهر بانها تتفاوض”.
تواصلت المحادثات الروسية -الأوكرانية أمس وأكدت موسكو انها تتناول خصوصا وضع الحياد لأوكرانيا. لكن كييف رفضت مبدأ الحياد على طريقة السويد او النمسا الذي عرضته موسكو.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أبدى في وقت سابق استعداده للتخلي عن أي انضمام لبلاده الى حلف شمال الأطلسي، وهو سبب الحرب بالنسبة الى روسيا.
وقال لودريان إن “روسيا اختارت الاستمرار في استخدام السلاح” وهي “ترفض في الوقت الراهن” وقف النار، مشيرا الى انها “تصعد مطالبها الى الحد الأقصى” والى “رغبتها في استسلام أوكرانيا وتفاقم حرب الحصار”.
وتابع: “انها عملية دراماتيكية من الوحشية طويلة الأمد” معتبرا ان اوكرانيا تلتزم “بمسؤولية وانفتاح في المحادثات”.
من جهتهم، فان الغربيين يتبعون منطق “تشديد حازم للعقوبات حتى يتضح للرئيس بوتين أن الثمن الذي يجب دفعه لقاء استمرار الحرب هو مرتفع الى حد أن من الأفضل البدء بوقف النار والدخول في مفاوضات حقيقية” كما أضاف لودريان.
وحذر وزير الخارجية الفرنسي أيضا من انه إذا استخدمت روسيا “أدوات كيميائية أو جرثومية” في أوكرانيا فان هذا الأمر “سيشكل تصعيدا لا يمكن التسامح معه وسيؤدي الى رد بعقوبات اقتصادية مشددة جدا، ومن دون محرمات”.
“انتهاكات خطيرة لحرية الاعلام”
من جهة أخرى، نددت فرنسا اليوم “بانتهاكات خطيرة لحرية الإعلام” في مالي حيث أمر المجلس العسكري الحاكم بتعليق بث شبكتي إذاعة “فرنسا الدولية” و”فرانس 24″، وأشارت الى “معلومات خطيرة عن تجاوزات” في وسط البلاد.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية ان باريس “تعبر عن قلقها إزاء معلومات خطيرة عن تجاوزات قد تكون ارتكبت في وسط البلاد وتم توثيقها بشكل مستقل، ولا يمكن السكوت عنها”، في إشارة الى تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش.