أطلق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الحملة الانتخابية في ذكرى “14 اذار” من المقر العام للحزب في معراب، في حضور نواب واعضاء تكتل “الجمهورية القوية”، ومرشحي الحزب والمدعومين منه، بالاضافة الى اعضاء المجلس المركزي والامين العام والامناء المساعدين ومنسقي المناطق ورؤساء المصالح والقطاعات ورؤساء المراكز وحشد من الاعلاميين والقواتيين.
وبعد النشيدين الوطني والقواتي، القى جعجع كلمة من وحي المناسبة استهلها بالقول: “حين يكون الوطن مهددا والهوية في مهب الريح والمؤسسات مخطوفة والدستور شبه معطل وحين يكون الشعب بائسا والجوع يدق ابوابه وهاجر نصف شبابه والنصف الثاني على أبواب السفارات، وحين تتفجر بيروت ويمنعون معرفة من فجرها، وحين يسرق جنى العمر ويمنعون الذي سرق بمحاسبة السارق، وحين يصبح الحق سكوتا والباطل فجورا، وحين يصبح لبنان “منارة مطفية، وخبرية منسية وسقطات حتمية” عندها تصبح الانتخابات النيابية معركة وجودية وليس مجرد معركة سياسية، وبالتالي “ما خلقت هيك معارك الا للقوات اللبنانية”.
وأكد جعجع أن “معركتنا اليوم هي معركة وجود، فاما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد ما خسرناه او نشهد زواله، اما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سويا وطن الحريات او نعود جميعنا الى السجن الكبير، اما نحافظ على ما تبقى من السيادة او نتحول رسمياً الى مقاطعة من جمهورية لا تشبه حضارتنا ولا تاريخنا ولا قيمنا بشي، اما نقوم ببناء دولة جديدة او يسقط ما تبقى من سقف هذه الدولة المهترئة على رؤوسنا، وحينها لا ينفع الندم”.
وراى ان هناك “اناسا يستطيعون بناء دولة “بس ما بدن” اذ يمكنهم ذلك لأنهم يتمتعون بالحجم والامكانات والحضور والتنظيم، ولكن الدولة لا تناسبهم بإعتبار انها نقيض مشروعهم الأساسي وفلتان سلاحهم وفسادهم. في وقت هناك أناس يريدون بناء الدولة “بس ما فين” وهم يعرفون ان الدولة وحدها هي مشروع الخلاص، ولكن لا يمكنهم تحقيق ذلك لانهم يفتقرون الى التنظيم والحضور والإمكانات بفكرهم المشتت وقوتهم المحدودة وليس لديهم لا التجربة ولا الخبرة ولا التاريخ. وبالتالي: “بين هودي وهوديك، بين اللي فيون وما بدن، وبين اللي بدن وما فيون، بيبقى اللي بدّن وفيون، نحنا، “القوات اللبنانية” اللي بدنا وفينا””.
اضاف: “بتاريخنا الطويل، بدءا من المقاومة الى الرئاسة، رئاسة البشير التي استمرت 21 يوما وما زالت محط مثل الى اليوم، للصمود والانماء وحماية الذات، وللطائف، للاعتقال، للحرية، وصولا الى بناء المؤسسات والحزب والكتلة النيابية، محطات كثيرة اثبتت كلها ان “القوات”، بكل الأزمنة، تريد لبنان ومؤمنة بالدولة التي تحمي اللبنانيين وتسهر على حاضرهم ومستقبل اجيالهم”.
وشدد جعجع على انه “امام اللبناني ثلاثة خيارات في الانتخابات المقبلة: خيار من يريد الدولة ولكن لا يمكنه بناءها، خيار من لا يريد الدولة ويقدر على الاستمرار في تعطيل بنائها، وخيار من يريد الدولة ويستطيع بناءها”.
ودعا جميع اللبنانيين الى التصويت للخيار الثالث، للخيار الصائب اي لـ”القوات اللبنانية”، مشيرا الى ان “الخيار الأول شعاره كلن يعني كلن، فيما الخيار الثاني شعاره “نحن نحكم لبنان بالسلاح والقوة والقهر”، اما الخيار الثالث فشعاره “تعوا كلنا نبني دولة من جديد”. فبين سلبية الشعار الأول والغائيته وظلمه وغوغائيته، وبين غطرسة الشعار الثاني وعنجهيته، ادعو كل اللبنانيين الى اختيار الشعار الإيجابي الشرعي الوطني الواضح الجامع الوحيد: نحنا بدنا نحنا فينا”.
وقال: “نحنا بدنا ونحنا فينا” ليس شعارا انتخابيا فقط، بل هو فعل ايمان تمارسه “القوات” بشكل يومي، هو حصيلة أداء وبرنامج ورؤية من العام 2005 حتى اليوم، فـ”القوات اللبنانية” تريد الدولة والمؤسسات والشرعية والحرية والدستور والقانون والمحاسبة والبحبوحة والازدهار والأمان، وليس هذا فقط، والدليل أثبتت انها “كانت قدا” في كل المسؤوليات التي اوكلت اليها. كما انه يمكنها ان تؤسس للحياد واللامركزية والقضاء المستقل والجيش الذي وحده يحمل السلاح ليحمي الحدود ويطمّئن الناس”.
واعتبر ان “القوات” أظهرت في السنوات الأخيرة ان لديها مشروعا واحدا فقط، وهو الدولة، والمناصب آخر همها فعندما استقالت من الحكومة واصرت على تشكيل حكومة اختصاصيين في الوقت الذي تمنى منها الجميع المشاركة من جديد، من المراجع الداخلية والخارجية، كما ابدت انها، بالفعل فقط وليس بالقول، مع القضاء المستقل والتدقيق الجنائي وتقليص حجم القطاع العام وكل اصلاح ممكن لإنقاذ الدولة وشعبها”.
وتابع: “القوات اللبنانية” بدا؟ اكيد بدا، واكثر من اي يوم آخر تسعى الى مشروع الدولة، “القوات اللبنانية” فيا؟ اكيد فيا من خلال قدرتها وتنظيمها وبرامجها وعلاقاتها وايمان أولادها بقضيتها بس بصير فيا، في حال صوتم لها ومنحتموها الوكالة”.
واستطرد: “مع الخيارات الثلاثة التي ذكرت، هناك فئة رابعة، والحمدالله انها كشفت وحاكمها الناس في الشارع كما سيحصل في الانتخابات ايضا، هي فئة الخداع فئة “اللي ما بدن وما فين”: ومن المؤكد عرفتم من هم. هم الذين رددوا على مدى 30 سنة انهم “هني الإصلاح وهني التغيير”، وانهم الخلاص والقوة والحلم الموعود، وهم انفسهم الذين وصلوا الى الحكم، واكتشفنا بعدها “انو اكيد، واكيد اكيد اكيد، كلو حكي، كان خداع، لا بدن ولا فيون”، وجل ما يريدونه واستطاعوا عليه هو “تنضيف” الدولة الى “آخر قرش وتعباية جيوبن”.
واشار الى انه “ليس صدفة اطلاق هذه الدعوة في ذكرى “14 آذار”، في هذا اليوم الذي أثبت ان ما من شيء مستحيل في هذه الدنيا، وان الربيع في حياة الشعوب اقوى من الغيوم السوداء، في هذا اليوم الذي كان فجر الحرية، ولكن “بعدو ناطر يكفّي نهارو”، في هذا اليوم الذي كان بداية استرداد السيادة التي تنتظر استكمالها. فـ14 آذار تبقى قبلة مناسباتنا، قدس اقداسنا، وركيزة سياساتنا، وهذا اليوم ما زال حيا فينا، ولو حاولوا اغتياله في 14 شباط، ودفنه في 7 أيار ليتأكدوا من موته عبر كل ممارسة من ممارساتهم البغيضة ولكن “14 اذار ما ماتت ولا بتموت”.
اضاف: “بين 14 اذار و14 اذار، ربيع ثاني، براعمه بدأت بالظهور رغم العواصف والرياح العاتية والرعود التي تضرب لبنان، لأن براعم هذا الربيع الثاني لا يمكن الا ان تكون مثل براعم الربيع الأول عام 2005، وتزهر في القريب العاجل املا ورجاء وتصميما وارادة صلبة من جديد، كي يقطف شعبنا ثمرة الحرية والسيادة والازدهار والانتصار على كبوته، بعد هذا الشتاء القاسي والليل الحالك والطويل. فالف تحية لـ14 آذار في ربيعها الأول وربيعها الثاني الموعود، وفي كل مرة يحتاج فيها لبنان الى ربيع جديد”.
ورأى انه “للتاريخ، لو خاف اللبنانيون او ترددوا او بقيوا ساكتين بانتظار ما بعد استعراض القوة وعرض العضلات الذي نفذه “حزب الله” و”جماعة الأسد” في 8 اذار 2005، ولو لم يقرّروا كسر جدران الخوف والصمت وانتفضوا في 14 آذار 2005 ، بعد 15 سنة من الاحتلال، كان من الممكن استمرار الاحتلال السوري 15 سنة او كان ما زال قائما الى اليوم”.
اردف: “نقول هذا بهدف ان يعلم اللبنانيون انهم في حال لم يتحركوا في 15 ايار بالاتجاه الصحيح، والزخم المطلوب، والارادة الحاسمة النهائية بالتغيير، فمن الممكن البقاء في هذا النفق الجهنمي لسنوات وسنوات كثيرة، ويمكن لأكثر من 15 سنة، وبالتالي من المحتمل ان نخسر ما تبقى، لا سمح الله”.
واعتبر جعجع انه “كما بشّرنا “14 آذار الأول” بنهاية ليل الاحتلال السوري وانبلاج فجر الحرية والسيادة والاستقلال في 26 نيسان، هكذا سيبشرنا “14 آذار” هذه السنة ايضا بجلاء الكوابيس الكثيرة عن صدور اللبنانيين في 15 ايار، واولها الطبقة الحاكمة الفاسدة، التي شبعت من خلال تجويع الناس، و”شيبت اللبنانيي عالسم والقهر والزعل واليأس، وما شابت ولا تابت ولا رفلا جفن”. اقترب الربيع وهبت رياح التغيير من الجهات الأربع، وما زالت أوراقها برتقالية ذابلة وصفراء شاحبة “متعمشقة بالغصون غصب عن الطبيعة”، فساعة يفتحون موضوع الميغاسنتر قبل ايام من اقفال باب الترشيح، طبعا ليس حبا بالميغاسنتر انما كرها بالانتخابات ورفضا للتغيير الآتي، وغراما بالبقاء على الكرسي، وساعة اخرى يفتحون ملف انتخاب المغتربين، ليس بهدف “اقترابهم” من كل دوائر الوطن، إنما ليغربوهم اكثر واكثر في بلاد الله الواسعة ليبقوا متحكمين، واما يفتحون دفاترهم القديمة لنبش اي بدعة او حجة، لا لتأجيل الانتخابات لشهرين او ثلاثة اشهر فقط، كما يدعون، انما بهدف الغائها من اساسها، وبالتالي ايصال كل الوطن نحو المجهول السياسي والدستوري والاقتصادي والمالي والاجتماعي وحتى المجهول الكياني”.
وقال: “في الزمن الماضي، نيرون حرق روما “عن بكرة ابيها ت يولع سيجارتو”، وفي لبنان بعضهم على استعداد لحرق الاخضر واليابس واشعال البلد كي يصل. في 14 اذار 2022، المقاومة مستمرة وثورة الأرز مستمرة، وموعدنا مع التغيير مستمر، ولا تأجيل ولا تعطيل ولا فراغ ولا مجهول، وبيروت ستبقى حرة حرة حرة “.
وتوجه رئيس حزب “القوات” الى شعب 14 اذار، بالقول: “14 اذار بنسخة 2022 تشبه نسخة 2005، ولكن الفرق ان ردّة الفعل هذه المرّة ،على الظلم والقهر والاحتلال والتجويع والاذلال وسرقة الودائع وطوابير الذل، لن تكون بافتراش الطرقات والساحات بل بالتوجه الى صناديق الاقتراع في 15 ايار لطرد، هذه المرة، خاطفي الدولة وسارقيها وناهبيها من لبنان وليس “جيش الأسد”.
واكد أن “شعب 14 اذار وثورة الارز ما زال كما هو، لا يبيع ولا يشتري، ثابت بمواقفه السيادية الوطنية، وهو نقطة ارتكاز 14 اذار وروح ثورة الأرز”، فهذه الحزمة التي اسمها 14 اذار قاومت الاغتيالات و7 ايار والضغوطات والتعطيل من كل شكل ونوع، وصمدت وحافظت على صلابة كيانها الشعبي واتحاده، وعلى نواة دولة تقاوم محاولات خنقها حتى الموت، وتريد من يعيد انعاشها واحياءها من جديد، على الرغم من التحلل والتفكك الذي أصاب جسمها التنظيمي وتحالفها الحزبي السياسي”. وشدد على ان “هذا الكيان الشعبي الصلب سيبقى حزمة واحدة عصية عن التفرقة، وسيكون حجر الاساس بالتغيير المقبل، وبالتالي سيقود دفة المركب للوصول الى شاطئ الامان”.
وتابع: “يا شعب 14 اذار، في الذكرى الـ17 لثورة 14 اذار، لا يمكننا الا ان نوجه التحية الى الشعب الاوكراني على كل التضحيات والبطولات التي يقدمها على ارضه والتي هي المثال الاكبر الحي عن كيفية تلاحم الجيش والشعب بالمقاومة بصورته الصحيحة والحقيقية، من حيث ان الدولة هي من ينظم ويدير المقاومة الشعبية التي بدأت مع الاحتلال لا قبله، وليس كما يحصل في لبنان، تتسلح المقاومة وتنافس الدولة وتعطلها وتضرب مسيرتها، “على ذوقها”. فالمقاومة في أوكرانيا تعمل تحت امرة الجيش واشرافه، ليس بهدف اظهار جيشها ضعيفا وغير مجهز وبان قرارها مستقل، علما انها المقاومة فيها تضم المعارضين والموالين من كل التوجهات، بتضامن ومباركة ودعم من الشعب والدولة، وليس طرفا واحدا وايديولوجيا واحدة وتوجها واحدا وحزبا واحدا فقط، بحيث يمنع على الآخرين مقاومته حتى لو كانوا صادقين بمقاومتهم اكثر ممن يصادرون مفهوم المقاومة في الوقت الحاضر. حبذا لو “حزب الله” يتّعظ من تجربة المقاومة الاوكرانية ويحذو حذوها ويتوقف عن انتحال صفة المقاومة في لبنان، فيما هو اقرب لقوة احتلال ايراني اوقوة انفصالية”.
ورأى ان “14 آذار” كان تمهيدا لـ17 تشرين، وهنا للشعب اللبناني فرصة كبيرة جدا، بصنع 15 أيار 2022 كتتمة لـ14 آذار الـ2005، وبالتالي تتويج لـ17 تشرين الـ”2019، ويجب الا نفوّت هذه الفرصة”.
والى اللبنانيين، توجه جعجع: “انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار المقبل الى 14 آذار انتخابي، بمعنى الحرية والسيادة والاستقلال. انتم مدعوون الى تحويل 15 أيار الى 17 تشرين انتخابي، بمعنى الثورة على الفساد والهدر وسوء إدارة الدولة وتسييبها. انتم مدعوون في 15 أيار كي تأخذوا بثأركم في صناديق الاقتراع لدماء بشير وكمال ورينيه ورفيق، وباسل وسمير وجورج وجبران وبيار ووليد وانطوان ووسام ووسام ومحمد وهاشم ولقمان، ولأوجاع مروان ومي، وكل قافلة شهداء القضية الذين “استشهدوا ليبقى لبنان”.
ولفت الى ان “القوات” في صلب هذا الإستحقاق وركيزة من ركائزه، لانها تعلم أن الحياة تضجّ بالتغيير، الذي هو دليل عافية وتجدد واستمرارية. على درب “القوات” الطويل، أناس سينتقلون الى مهمّات ثانية، وآخرون مستمرون في المعركة في الموقع النيابي، الى جانب من سينضمون الى قافلة المناضلين في مجلس النواب، ان شاءالله”. الى الذين انتقلوا بنضالهم الى مواقع أخرى، اقول لكم “يعطيكن العافية” على كل ما قمتم به مع زملائكم طيلة السنوات الاربع السابقة، القوات بحاجة لكم اليوم وتنتظركم في ساحات ثانية، فانتم رموز قواتية تشرّف لأنّها تحارب ولا ترمي سلاحها، تتنتقل دائماَ بين معركة واخرى ومن موقع لآخر، وتبقى حاملة للقضية والشعلة ذاتها، انتم الذين تعطون للسياسة في لبنان نكهة مختلفة، نكهة مناضلين “بيمرقوا عالكرسي وبضلّن رجال وعلى مبادئهم، بيشرفوا هنّي الكرسي مش هيي بتنزعون”. اما للذين تستمرون بالمعركة من المواقع ذاتها، اقول لكم : “خلّيكن ع نفس الصورة، نضاف متل التلج، قوايا متل الأرزة”. والى الذين انضموا الينا بمعركة السيادة والإنقاذ، اقول لكم: يجب معرفة ماذا ينتظركم، المعركة ليست سهلة، استعدّوا لها بالعلم والعمل والتعب، ولا تتركوا للخوف مكانا في قلبكم ولا تبأسوا من الايمان بلبنان، فبكل لحظة خلال مسيرتكم معنا “لازم يكون بدكن، وتآمنوا أنو على طول فيكون”.
وتوجه جعجع من جديد الى اللبنانيين، بالقول: “”القوات اللبنانية” اكثر من يشبهكم، هي “منكن وفيكن”، في بيروت وبعبدا والمتن وكسروان وجبيل وبشري وزغرتا وطرابلس والمنية والضنية وعكار والكورة والبترون وزحلة وبعلبك – الهرمل والبقاع الغربي وراشيا والشوف وعاليه ومرجعيون وحاصبيا والنبطية وبنت جبيل وصيدا وصور والزهراني وجزين. فـ”القوات” منكم وكانت وستبقى معكم، امامنا معركة خلاص لبنان من حكم الميليشيا والمافيا وليس مجرد انتخابات، لذا نعدكم اننا سنبقى اوفياء للبنان الذي تحبونه، لبنان الرسالة والتعددية، لبنان الحرية، لبنان الوطن الجميل الذي اشتقتم اليه، لبنان البحبوحة والإزدهار، لبنان سويسرا الشرق بالفعل. نعدكم اننا سنعيد الثقة والسيادة وان من اولى إهتماماتنا تحرير ودائعكم، والأهم اننا سنعمل ليلا نهارا ليصطلح الوضع العام من اجل عودة الشباب الذين هاجروا قسرا الى اهاليهم”.
وختم: “نحنا بدنا إذا إنتو بدكن، نحنا فينا إذا انتو معنا، ونحنا وانتو فينا نسترجع لبنان. بـ15 أيار بدنا يولد لبنان الجديد، بـ 15 أيار فينا نخلق لبنان الجديد”.
بعدها القى مستشار رئيس الحزب لشؤون الرئاسة أنطوان مراد كلمة قال فيها: “لمن يسأل من لبنانيين وأعاجم وأعراب عن محل معراب من الإعراب نقول لهم انها عقل المقاومة اللبنانية المستمرة وقلبها ورئتها، وانتم عروقها ونبضها والروح. لمن يسأل عن موقع “القوات اللبنانية” في لبنان نقول ان لبنان يحتل منها الهم والجوارح ويومها والغد، وهي تمد اليد الى مختلف انحاء الوطن والى جميع اللبنانيين، وليس كمن يمد اليد الى معاجنهم وجيوبهم وارزاقهم واعناقهم. لمن يسأل عن سمير جعجع نقول انه هنا وهناك وهنالك، ساهرا مع جميع الساهرين من حراس الوطن والقضية والحرية وقاهرا من يتربص بلبنان شرا وهيمنة وتبعية”.
وتابع: “القوات اليوم تطلق حملتها الانتخابية، فهي التي “لما كان بدها كانت قدها”، واليوم تقول معكم “نحنا بدنا ونحنا فينا”. لبنان لجميع اللبنانيين و”القوات” على مثاله، قوات لبنانية شعارها الارزة، ألوانها ألوان العلم اللبناني وعنوانها لبنان السيد الحر المتنوع، لا ريفا ولا ولاية ولا سنجقا ولا اقليما لأحد. طموحها الدولة، الدولة القوية العادلة لا دويلة تتغطى بجانحي رئيس الملائكة وتتلطى بشياطين الجشع والفجع وعبدة الكراسي. لبنان القوات بست حاءات: لبنان الحرية وطنا وانسانا، لبنان الحياة في وجه ثقافة الموت، لبنان الحب في وجه محترفي الحقد ونابشي القبور، لبنان الحق الذي يعلو قوسَ العدالة، لبنان الحقيقة التي يجهدون اليوم لدفنها مع الشهداء والضحايا، ولبنان الحلم الذي لن يموت ابدا في قلوب المؤمنين بال10452 كلم مربع.”
واعتبر مراد ان “القوات عشية الانتخابات هي هي كما في مختلف الاستحقاقات، قد تُغيّر بعضا من شكلها لكنها لا تتغير في الجوهر، قد تطوّر بعضا من القالب لكنها لا تتغير في القلب، تقاوم تصمد تثور وتنتفض، لكنها لا تتثورن ولا تتكورن “خبط عشواء”. فالقوات مع سمير جعجع تشبك الأيدي مع من يماثلها مبادئ واخلاقا او مع من تحرص معه على رهان خلاص وصون مصالحة. فلا تتحوّل ولا تتحوّر بين ليلة وضحاها وضاحيتها، لتتحالف في العشية مع من تشيطن وتبلطج من اجل كم مقعد، لتفك التحالف في الغداة مع انفكاك موائد التكاذب”.
اضاف: “اجل ايها اللبنانيون الاحرار، معا نعيد الحقوق لكم جميعا الى نصابها بعد ان نستعيدها من نصابها. هم الموت و”ال ما حدا”، انتم الصوت ونحن الصدى، أنتم الرهان، وهم الارتهان. ثلاثيتهم شعب وجيش ومقاومة استعراضية، مقاومة تأكل الحصرم، وشعب يضرس، وجيش يعاني. اما ثلاثيتنا الوطنية فهي شعب وجيش ودولة، وثلاثيتنا العقيدية: قوة الحق، قوة الايمان، قوة الحرية، تساوي القوات اللبنانية”.
ولفت الى اننا “ضمة من نواب ووزراء سابقين ومناضلين ومرشحين بوجوه نيرة وإرادات خيرة من اجل خلاص لبنان بمختلف فئاته ومناطقه. ولذلك فلتكن اصوات اللبنانيين من ذهب ولو تعمدت بالنار، لا اصواتا من خشب تأكلها النار وتنكسر عند اول تحد شر انكسار. معكم نحن في بنت جبيل كما في جبيل، في جزين وبسري كما في تنورين وبشري، في النبطية كما في الاشرفية، في بعبدا “اللي متل ما بدنا بدا”، في حارة حريك كما في حارة صخر، في الكورة ودير الأحمر كما في البترون ودير القمر، في حلبا كما في صربا، في اهدن ومزيارة ورحبة ومنيارة كما في ريفون والدامور والخنشارة، في وادي شحرور كما في جارة الوادي، معا فينا معا بدنا نحنا حدكن كونوا حدنا. والسلام.”
وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن “14 آذار” وآخر عن الحملة الانتخابية لحزب “القوات اللبنانية” للعام 2022.
بعدها، جرى حوار مع الاعلاميين رد في خلاله جعجع على بعض ما صرح به رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، قائلا: “من الحرام ان نواجه “لغة الشارع” امام ما نطرحه من مبادئ عامة وفكر سياسي، فهو حر ان يفكر كما يريد ولكن حرام امام الله والتاريخ تزوير الوقائع”.
واعرب جعجع عن “اهمية هذا الاستحقاق الانتخابي لجهة التغيير في حال صوت الناخب اللبناني بشكل صحيح واحسن الخيار، فالتغيير يتطلب ورقة صغيرة نضعها في صناديق الاقتراع لا الامتناع عن التصويت والاعتقاد “انو ما رح يتغير شي”.
واذ أكد انه “مهما حصل لن نعود الى ما قبل 2005″، لفت جعجع الى اننا “لن نترك وسيلة او جهد لتوحيد الصف السيادي والتغييري اثر الانتخابات، ونحن على يقين ان كل الافرقاء التي تربطهم المبادئ ذاتها ستنجح بالعمل سويا تحت قبة البرلمان”.
وعما اذا كانت “القوات” سعت الى السيطرة على الساحة السنية بعد اعتكاف الرئيس سعد الحريري عن الترشح، نفى جعجع هذه المقولة، مؤكدا ان “ما من احد يسيطر على ساحة احد ونحن نحترم الساحة السنية وسنعمل مع كل القيادات التي ستفرزها بعد الانتخابات. واستشهد بكلام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي يشدد في كل مرة على اهمية المشاركة السنية في الانتخابات”.
وعن امكان تأجيل الانتخابات او تعطيلها وكيفية تعاطي “القوات اللبنانية” معها، اكد جعجع “اننا سنقوم بكل ما يمكن القيام به وصولا الى استخدام أطر التظاهر القانونية والشرعية كافة لمنع تعطيل الانتخابات”.
وردا على سؤال، شدد على ان الجيش اللبناني يقوم بمهماته على اكمل وجه، على الرغم من كل ما نشهده من احداث منذ 4 سنوات الى الآن، وهو لا يسمح لأي فئة بالتعدي على فئة لبنانية اخرى وهذه هي الضمانة”.
وعلق على الشعار الانتخابي لـ”حزب الله” “نحمي ونبني”، بالقول: “اولا “ما حدا” طلب منه الحماية، وبرأيي من اكبر المخاطر التي تواجه لبنان هي وجود “حزب الله”، فيما الوحيد القادر على حماية لبنان بشكل صحيح، بعيدا من النكد السيادي، هو وجود الدولة والجيش، اما الباقي فمجرد مخاطر لا احد يحدد مدى خطورتها، على امل الا يتجسد هذا الخطر في اي وقت من الاوقات. وثمة سؤال يطرح هنا، كيف سيبني “حزب الله” وهو يتحالف مع افسد الفاسدين في كل لبنان، من اقصاه الى اقصاه، مع التبرير الذي يقدمه لجمهوره بان لاعلاقة له بالفساد، فيما يوصل الفاسدين الى السلطة وبذلك يتشارك معهم في الفساد، هذا اذا ما قلنا ان “جماعة الحزب” فاسدة، وعدا عن التهريب والمرفأ والمطار، وبالتالي شعار “نحمي ونبني” شعار فارغ من اي معنى”.