أصدرت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا رياشي، لمناسبة يوم المرأة العالمي، البيان الآتي:
“يطيب لي، في مناسبة اليوم العالمي للمرأة، ان اتقدم من نساء لبنان والعالم كافة بتمنياتي أن يحمل هذا اليوم بشائر واعدة لبيئة عادلة تكسر التحيز، وغد مشرق يحمل الازدهار للأوطان، وذلك عبر العمل الدؤوب لتحقيق المساواة الشاملة.
واني اذ انوه بالدور المحوري الذي تلعبه المرأة في مسار الحياة والامم، اتوقف بإجلال عند الطاقة الايجابية التي تبثها سواء وسط عائلتها، او في حياتها العملية. انني افتخر بكل امرأة كافحت وتكافح في القطاعات كافة، من الزراعة الى الصناعة، فالتربية والصحة، كما وفي المؤسسات العامة والخاصة. ولا بد لي أن استحضر وأحيي ايضا نضالات وتضحيات جميع النساء اللواتي سبقننا وعملن لتحقيق دور فاعل للمرأة في كل المجالات والقطاعات. فلولا هذه النضالات والتضحيات، لما اتيح لنا اليوم التقدم الى مسؤوليات الصفوف الامامية، للعب دور ايجابي ومؤثر في المجتمع والدولة.
وعلى رغم الخروق الايجابية التي حققتها المرأة في تولي المواقع القيادية على الساحة السياسية، لا يزال التقدم في هذا المجال محدودا. بالتالي، لا بدَّ لنا في هذا اليوم الذي يكرس الاحترام والتقدير للمرأة، ان ننظر جديا في الاسباب التي لا تزال للأسف تحول دون تحقيق المساواة الناجزة بين الجنسين، وأن نعمل على تذليلها، التزاما منا بما جاء في مقدمة الدستور اللبناني من أن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات دون تمايز أو تفضيل، وبما يلاقي تحقيق الهدف الخامس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 التي تعهد لبنان تنفيذها.
اننا مدعوون اليوم، مجتمعا وحكومة، الى القيام بواجبنا في حماية المرأة من أنواع العنف والتهميش والجهل والاستغلال كافة، والى دعم مسيرتها المعرفية والعملية ورفع الغبن عنها في كل المواقع، وذلك بدءا بالتوعية الاجتماعية على المساواة داخل الاسرة وخارجها، وصولا الى تعديل ما بقي من قوانين مجحفة بحقها، وتعزيز الممارسات النابعة من المقاربة العادلة في التعاطي معها.
اما على المستوى السياسي، فان نية القوى السياسية والاجتماعية الصادقة في تثبيت شراكة حقيقية مع المرأة، هي التي ستساهم في وصول المرأة الكفوءة الى سدة المسؤولية.
إن نساء لبنان اللواتي اثبتن عبر التاريخ عن ريادتهن وعزمهن، مطالبات اليوم اكثر من اي يوم مضى بالايمان بقدراتهن وكفاءاتهن، ومدعوات الى مزيد من الالتزام والكفاح في مواجهة براثن الازمات المستفحلة التي نشهدها، فيشكل عزمهن هذا بارقة امل حقيقية، وباب خلاص في هذا الطريق الطويل لاعادة نهوض وطنهن”َّ.