Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

نقولا تويني: ماذا يحصل بفعل الجاذبية عندما تقلب طاولة تحمل أوزانا ثقيلة؟

اعتبر الوزير السابق نقولا تويني في بيان، أنه “عندما قرر الرئيس بوتين قلب الطاولة وبدء الحملة العسكرية الواسعة على اوكرانيا، لا بد أنه حضر لهذا الخيار الاستراتيجي منذ أعوام طويلة كذلك حماية روسيا من اخطار ردات فعل الغرب على خطوته ومن دون التطرق لموضوع الاعتراض الغربي وعواقب تاثير العقوبات الغربية على روسيا وشعبها واقتصادها”.

 

وقال: “أود التطرق الى مسألة قلب طاولة، التفاهم الغربي الشرقي السائد منذ سقوط الاتحاد السوفياتي اذ ما قام به بوتين والقيادة العسكرية الروسية هو انقلاب تاريخي على التفاهم السابق السائد حتى يوم الهجوم الروسي الا وهو اميركا سيدة الغرب والعالم واوروبا غربية وشرقية تعيش تحت جناح النسر الاميركي اي الناتو، وروسيا عليها كما بقية العالم، ان تصغي وتقبل بكل قرار يتخذ في الغرب مجحفا اكان أم عادلا، وان على روسيا الامتثال والوقوف في صفوف القوى النووية الاخرى الادنى شأنا من الجبروت الاميركي. ولدى اميركا القوة التنفيذية الاقتصادية من البنك الدولي ومؤسسة النقد ومؤسسات التصنيف الإتماني وأهمها طباعة الدولار والمحافظة على اغلبية التداول العالمي بعملة الدولار، بما يعطي سيطرة شبه تامة على كل بلد تواردها الشهية في التمرد او الانفصال عن هذه المنظومة العسكرية الاقتصادية الدولية”.

 

أضاف: “بدأ هيغل بنظرية الوعي التاريخي وكانت له جملته الشهيرة: كل ما هو حقيقي هو عقلاني وكل ما هو عقلاني حقيقي. وانتهى الى اجتهاد تاريخي الا وهو امكانية الفلسفة او الفيلسوف من اكتشاف الفكرة المطلقة من خلال وسيلة عقلية فلسفية الا وهي الجدلية التاريخية ومفهوم الوعي التاريخي منه او الطبقي او النفسي استعمله بعده ماركس وماكس وويبير وفرويد وريش في السياسة وعلم النفس”.

 

وتابع: “ان الوعي هو اساس التغيير لو اعد له من الانسان او المجموعة او الدولة والحقيقة الثانية من الفيزياء، ان تحريك الاجسام الجامدة الثقيلة تخلق حركة ذاتية بفعل الجاذبية الى قوة دفع هائلة نراها في الزلازل وهيجان البراكين والبحر والتسونامي. ان وعي بوتين التاريخي واحساسه بالتراجع الغربي الواضح ليس فقط في النطاق العسكري والاقتصادي بل ايضا في الحجم الهائل من الظلم والاكاذيب والخرافات التي يحملها او ينتجها الغرب من العراق الى فلسطين الى افغانستان الى الدول الافريقية الى اوروبا التي تفخخ كل ادعاءات البراءة والعدل التي يروجها كل يوم، بما في ذلك دفع القيادة الاوكرانية الى التهور والانحياز في صراع لن يكون لاكورانيا مكسب فيه وهذا واضح وجلي. ان المبادرة العسكرية الروسية تحاكي حركة تغييرية في الموازين الدولية السائدة وتشرع الابواب امام تصحيح الاعوجاجات الدولية من صناعة الغرب واتباعه”.

 

وقال: “ان العالم كله بات غير آمن ومظلم والساسة الغربيون لم يتمكنوا من طمأنة شعوبهم ولا مستعمراتهم السابقة او الحالية، ولم يتمكنوا حتى من التصحيح او الاعتذار او تقويض الجريمة اليومية التي تقوم بها منصة القتل الصهيونية ليروجها كل يوم ويظهر افلاسه الخلقي امام وعي الجموع والعالم”.

 

ورأى أن “المجتمعات الغربية اصبحت تهتم بمؤشرات النمو الاقتصادية على حساب المستشفيات والمدارس والرعاية الاجتماعية ومساعدة الفقراء والمعوزين ونرى أن النمو غير المتناهي للثروات الباهظة ولاصحاب المليارات تتنامى بسرعة”.

 

وختم: “إن الفقر يزداد وهذه المجتمعات الغربية في طور السقوط لسبب عدم المساواة بين الفقير والغني وبين فرصة الضعيف امام قوة الغني، بعد ان اسقطت المنافسة السوفياتية فباتت وحيدة بدون رقيب او حسيب. هذا ونحن نشعر ونقدر المعاناة الكبيرة التي يمر بها الشعب الأوكراني من جراء هذه العملية العسكرية. إن مسؤولية المعاناة الكبيرة هذه اساسها أخطاء جسيمة في تقدير المواقف والانحياز إلى غرب امتاز بالعدوانية وعدم الإكتراث لمصالح الشعوب. وإننا لنأسف على كل قطرة دماء تسفك في ساحة هذه المعركة بين أبناء شعب واحد وبلدين شقيقين”.