أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية حول ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية، لأن هذه الدولة لها مؤسسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه، وبحسب الدستور فإن من يعبر عن الموقف الرسمي هو الحكومة، ولكن وجدنا هناك من يخرق هذا الإلتزام ويطلق موقفا عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي، كي يبيعه من خلال بيان صيغ بمفرداته ولغته بما هو مغاير عن غالبية مواقف الدول العربية، علما أننا لم نقرأ في غالبية المواقف العربية موقفا مشابها لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا في دولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي”.
وخلال لقاء حواري شعبي في بلدة برعشيت، في حضور حشد من الفاعليات والأهالي، سأل فضل الله: “لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر، ويستمعوا إلى الآراء والمواقف، وبدأنا نرى أن هناك جهات كثيرة تتبرأ منه، لأن مجلس الوزراء لم يكن لديه علم به”.
وقال: “مثل هذه المواقف الرسمية لن ترضي من يطلبون رضاهم، فهم يريقون ماء وجههم في بيع مواقف لن يحصلوا في مقابلها على شيء، فلم يأكلوا الخبز، ولم يحافظوا على كرامتهم، ولم يجديهم نفعا بيع المواقف، ولن يحصلوا من هذا الانبطاح إلا على هدر كرامتهم وماء وجههم”.
ولفت إلى أن “البعض في لبنان لا يزال يراهن على أوهام التبني والدعم الأميركي، ولم يتعلم من كل التجارب الماضية، وعليه، فإننا ننصح هؤلاء رغم أنهم في موقع الخصومة السياسية لنا، بأن يتابعوا ما يجري في أوكرانيا، ويطلعوا على حقيقة الموقف الأميركي وموقف الحلف الأطلسي وموقف الدول الأوروبية، وأن يستمعوا إلى استجداء الرئيس الأوكراني لهؤلاء الذين حرضوه ودفعوه إلى هذا الخيار، ثم تركوه يواجه مصيره، وتخلوا عنه، لأن الإدارة الأميركية تمارس سياسة التحريض وترفع سلاح العقوبات، بينما بايدن يقول لن نقاتل عن أحد ويترك المراهنين عليه ويتفرج عليهم، وهذا ما فعلوه تماما في لبنان”.
ورأى أن “الذين يراهنون ويتوهمون في لبنان أنهم يستطيعون أن يستندوا إلى الدعم الأميركي لإحداث تغيير سياسي، إنما يعيشون في أضعاث أحلام، فأميركا قد تتخلى عنهم في أي لحظة، وبالتالي فإننا ندعوهم الى أن يعودوا إلى لبنانيتهم وانتمائهم الوطني، وإلى شركائهم في الوطن، وأن لا يراهنوا مرة أخرى على الإدارة الأميركية، وحتى هذه الجمعيات التي تفرخها هذه الإدارة في لبنان من أجل أن تخوض الانتخابات، لن تستطيع أن تحقق ما تصبو إليه”.
وختم: “ما يحصل في بلدنا اليوم هو تحريض أميركي للبنانيين بعضهم ضد بعض، ومحاولة استغلال الوضع الاقتصادي والمالي والدخول عليه من خلال الحصار كي تحقق الإدارة الأميركية مكاسب سياسية، وعندما لا تحصل على ما تريده من الانتخابات النيابية، تغير موقفها وتبيع جماعتها كما فعلت في أوكرانيا”.