Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

النهار: الخارجية تربك “حلفاءها” والكهرباء “خطة بالزايد”

كتبت “النهار” تقول: في واحدة من غرائب السياسات الازدواجية الفاقعة التي تطبع “هيمنة” حلفاء المحور الممانع على العهد والحكومة والسلطة كلا، تناست قوى هذا المحور كل ما أدى الى تدمير علاقات #لبنان مع دول الخليج العربي بسبب خضوع السلطة لهذه الهيمنة، ولما اتخذت الخارجية اللبنانية موقفا اتسم بالحد الأدنى من المبدئية التي تمليها وقائع الغزو الروسي لأوكرانيا انفجرت غضبا وتأنيبا لها. واتخذت فورة الغضب “الممانع” على الخارجية دلالات ارباك واسع اذ بدا “التقريع” الذي انهال عليها، وهي الوزارة المحسوبة بالكامل على رئيس الجمهورية ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، على طريقة “مخاطبة الكنة لتسمع الجارة” الامر الذي دفع بوزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى اخذ البيان وردود الفعل عليه “بصدره” منفردا مشددا على تمسكه بمضمونه وقال “أنا لابِس درع، قوصوا عليي وحدي بموضوع البيان”.

 

وغداة اعلان عين التينة عبر مصادرها تبرّؤها من بيان الخارجية، بادر وزير العمل مصطفى بيرم الى تسجيل اعتراضه “رسميا” ومن يمثل على البيان خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر امس في قصر بعبدا والتي خصصت لخطة #الكهرباء. واعلن بيرم :”اننا نستغرب بيان الخارجية اللبنانية الذي صدر مخالفاً لمبدأ الحياد الذي أعلنته الحكومة اللبنانية فضلاً عن عدم التشاور في ذلك وتحميل لبنان تبعات الدخول في مثل هذا النزاع ذات الأبعاد الخطيرة”.

اما “#حزب الله” فقال على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، “ينأون بأنفسهم ويدَّعون الحياد حيث يشاؤون، ويتدخلون ويدينون أيضاً حيث يشاؤون، أمر عجيب غريب”، وسأل “أي سياسة خارجية يتبعها لبنان، وأين مصلحة لبنان في ذلك؟ تفضّل وزير خارجيتنا عبدالله بوحبيب، وأوضِح لنا الأمر”.

 

وفيما شن نواب وسياسيون من المحور الممانع حملة انتقادات واسعة على بيان الخارجية تلقت هذه الحملة إسنادا مباشرا من السفارة الروسية التي ردت على بيان الخارجية الذي دانت فيه اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع. وأعلنت السفارة أنّ “بيان وزارة الخارجية أثار الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفاً ضدّ طرف آخر في هذه الأحداث، علماً أنّ روسيا لم توفر جهداً في المساهمة بنهوض واستقرار الجمهورية اللبنانية”. وقالت “أنّ روسيا لم تشنّ حرباً بل هي عملية خاصة تهدف إلى حماية مواطنين روس وبناء على طلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد اعتراف رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين باستقلالهما . ونؤكّد أنّ روسيا تسعى دوماً لإرساء السلام وتعزيز الأمن ومحاربة كلّ الأشكال العدائية وأن يكون لكلّ دولة الحق في حماية أمنها القومي بما في ذلك حماية مواطنيها”.

 

أما ذروة التخبط فبرزت في ما اعلنه النائب السابق امل أبو زيد عبر قناة “الميادين” مساء من ان وزير الخارجية اللبناني تعرض لضغوط لاصدار البيان في شأن روسيا وان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اتصل بالسفير الروسي وأبلغه عدم رضاه عن بيان وزارة الخارجية وانه ، أي أبو زيد ، سيزور موسكو لتوضيح موقف لبنان .

 

ترحيب غربي

وفي المقابل برز ترحيب العواصم الاوروبية ببيان الخارجية اذ زار سفيرا فرنسا وألمانيا وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب “لشكر لبنان على البيان حول الأزمة الأوكرانية – الروسية وتمنيا استمرار لبنان على موقفه هذا، وطلبا مشاركة لبنان في تبني القرار المقدّم أمام مجلس الأمن حول الأزمة والتصويت عليه في الجمعية العامة لاحقاً”. وأبلغ بوحبيب السفيرين أن “موقف لبنان ثابت ونابع من حرصه بالالتزام بمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تشكل الضمانة الأساسية لحماية السلم والانتظام الدوليين وسلامة أراضي الدول الصغيرة، خصوصاً وأن لبنان عانى الأمرين من الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته المستمرة حتى اليوم”. كما أبلغ الوزير السفيرين الألماني والفرنسي “امتناع لبنان عن المشاركة في تبني القرار المقدم أمام مجلس الأمن وأنه سيتم دراسة الموقف اللبناني لناحية التصويت في حال احالة القرار على الجمعية العامة بالتشاور مع المجموعة العربية”. واوضح بوحبيب أن “الموقف اللبناني ليس موجهاً ضدّ روسيا الاتحادية أو أي دولة أخرى صديقة، وإنما موقف مبدئي وراسخ اتخذه وسيتخذه لبنان في كلّ أزمة مشابهة”. وأشار بو حبيب الى أنه التقى بالأمس سفير روسيا الاتحادية لدى لبنان وأعرب له عن أسفه وأن لبنان بصدد إصدار بيان إدانة للعملية العسكرية الروسية وأن “هذا الموقف غير موجّه ضدّ دولته ولا نرغب أن يؤثر على العلاقة الثنائية الوطيدة”.

 

مجلس الوزراء

في غضون ذلك عقدت امس جلسة لمجلس الوزراء ناقشت خطة الكهرباء في قصر بعبدا ووافق المجلس عليها “مبدئيا” لتغدو خطة إضافية متراكمة في سلسلة خطط وضعت منذ عام 2010 وقبله ولم يسلك أي منها الطريق الجاد الى التنفيذ بل ان تفاقم ازمة الكهرباء وارتفاع مديونية الدولة جراء التمويل المتواصل بسلفات الخزينة فاق الخيال .

 

وقالت مصادر وزارية أن الجلسة يمكن تسميتها بجلسة المفاجآت لأنه كان متوقعا أن تنفجر في موضوع بيان وزارة الخارجية لكنها لم تنفجر وكذلك في ملف الكهرباء وموضوع الانتخابات النيابية. ويبدو أن اتفاقا تم قبيل الجلسة وقضى بمنع تفجرها حتى أن رفع الجلسة باكرا عائد إلى هذا الأمر.

 

وكشفت المصادر أن الجلسة استهلت بملف الكهرباء وتحدث رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عن النقاط التي تتصل بها وأبرزها موضوع الهيئة الناظمة مقترحا تأليف لجنة وزارية لمناقشة التعديلات على القانون ٤٦٢ وتضم وزراء العدل والثقافة والتربية والداخلية على أن تتم الاستعانة بقانونيين. وكانت مداخلات لعدد من الوزراء أبرزهم وزير التربية الذي أكد أهمية وجود استراتيجية واضحة وأشار إلى اهمية النقاط التي تم إدخالها. اما نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي فأكد أنه من المهم إقرار الخطة لأن البنك الدولي يطالب بها وتسهل العمل شارحا الأمر من كل النواحي.

 

وفي موضوع هيئة الإشراف على الانتخابات وافق مجلس الوزراء على اقتراح ملء الشواغر في الهيئة وتعيين احمد حمدان وخليل الخوري ونسيم الخوري ، ومدد المجلس لرئيس الهيئة والأعضاء الآخرين ومدة ولايتهم ستة أشهر لاسيما أنه يقع على عاتقهم إعداد التقارير ومراقبة موضوع الطعون وتبلغ قيمة تعويض رئيس الهيئة ١٠ملايين شهريا في حين يتقاضى كل عضو مبلغ ٨ ملايين شهريا.

 

وآثار وزير الداخلية موضوع الانتخابات البلدية والأختيارية وأكد أنه سيطرح الموضوع في جلسة لاحقة متحدثا عن استحالة إجراء هذه الانتخابات مع الانتخابات النيابية مشيرا الى انه سيتقدم بمشروع قانون لتمديد ولاية المجالس البلدية وتردد أن التمديد سيكون لمدة عام .

 

“ليس لبنان الصواريخ”

على الصعيد السياسي الانتخابي اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في اطار اعلان ترشيحه الدكتور فادي كرم عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة، ان “الانتخابات المقبلة ليست عادية بل ستحدد مصير لبنان وهدفها إعادة لبنان “سويسرا الشرق”، فاما يعود لبنان وطنا ودولة أو يكون ساحة بلا دولة. وهنا أدعو كل لبناني إلى الاقتراع ونريد إيصال هذه القناعة إلى كل مواطن وعلى أن يكون الاقتراع إيجابياً لا سلبياً أو غوغائياً.