بدأت المراوحة السياسية تأخذ مسارها للسيطرة على الوضع في لبنان بعد فشل الجولة الاولى من المبادرة الفرنسية، فلا اتصالات ولا مشاورات ولا مساعٍ لايجاد صيغ جديدة للحل.
وفق مصادر مطلعة فإن المراوحة قد تستمر لاسابيع، اذ ليس هناك اي طرف مستعد، للقيام بتنازلات فعلية قبل معرفة مسار ونتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية.
وتعتبر المصادر انه كلما زاد الغموض، وهو يزداد، حول توقعات النتائج في واشنطن كلما زاد رهان هذا الفريق او ذاك على ان انتظاره الى ما بعد الانتخابات سيحمل له مكتسبات اضافية.
لكن في ظل المراوحة الداخلية، برزت عدة مؤشرات قد توحي بالتصعيد في المنطقة. اولاً، سحب واشنطن لفريقها الديبلوماسي من بغداد، وثانياً قصف موقع لميليشيات كردية في اربيل متحالفة مع واشنطن، قيل ان استهدافها حصل من الاراضي الايرانية.
كل هذه التطورات توحي بأن المنطقة لم تطو بعد مرحلة ما قبل الانتخابات الاميركية، اذ ان ترامب قد يلجأ الى خطوات عسكرية جدية ليساهم في تحسين ظروفه الانتخابية.
وبحسب المصادر فإن لبنان الذي يقع ضمن هذا الصفيح الساخن لا يزال غير قادر على تشكيل حكومة، ولا على تفعيل حكومة تصريف الاعمال، في ظل زيادة حجم التفشي لفايروس كورونا وتهديد المستشفيات بالخروج الكامل عن العمل.
فهل يصمد لبنان الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية؟ سؤال بات طرحه محورا اساسياً من محاور النقاشات في لبنان، اذ ليس اكيداً قدرة هذا البلد على الصمود لا اقتصاديا ولا نقديا لستة اسابيع اضافية.
وتعتبر المصادر ان عدم ارتفاع الدولار بشكل جنوني بعد فشل تأليف الحكومة وانسحاب مصطفى اديب من هذه المهمة، كان مؤشرا على رغبة دولية بعدم سقوط لبنان مهما كانت الاسباب، لكن الواقع المظلم اتى في ظل التراجع الكبير في مخزون العملات الاجنبية في مصرف لبنان..