ذكر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في حديث عبر برنامج “صار الوقت” مع الإعلامي مارسيل غانم عبر محطة “أم تي في”، بالمواجهة بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وقال: “استمررنا يومها مع سعد الحريري و 14 آذار، ثم تشرذمنا، والوضع اليوم باتَ أسوأ لأن الواقع العربي والدولي أسوأ، لكننا سنستمر بالمواجهة مع القوى الحليفة في الحد الأدنى من الاعتراض السلمي”.
وعلق على قرار الحريري تعليق العمل السياسي: “لدى الحريري ظروف خاصة جدا لن أتحدث عنها، وملزمون الاستمرار وسوف نبقى”، ولفت إلى أن “عزوف الحريري سيترك فراغا في الساحة العربية السنية لا قدرة لأحد على استبداله، وسنرى تشرذما في بيروت وطرابلس وصيدا”، مشيرا الى أن الحريري “سبق أن منع أي انجراف نحو العصبيات والحرب الأهلية”.
وبالنسبة إلى بنود الورقة التي حملها الى لبنان وزير الخارجية الكويتية احمد ناصر الصباح، شدد جنبلاط على أنه “لا مطالب عربية لتكون المطالب تعجيزية، بل هناك المذكرة الأخيرة التي اتت عبر وزير الخارجية الكويتية، تتضمن القرار 1559 الذي لا يمكننا تطبيقه، ولن يطبق”.
وتحدث عن “تخل عربي عن لبنان نتيجة هجوم حزب الله على العرب، ةنحن ضحية هذا الصراع، وأعود وأقول ليس كل اللبنانيين إيرانيين”، لافتا الى أنه في ظل الواقع الحالي “ربما لا مكان للبنان في الخارطة الدولية”.
وعما يقصده بضرورة الدعم العربي للبنان، قال: “إنني أطالب بدعم مؤسسات وليس أشخاصا، وأكثر من ذلك هناك المؤسسات السنية العريقة التي عمرها يفوق الـ130 عاما، مثل المقاصد ودار الأيتام ودار العجزة، ومؤسسات أخرى”.
وعن تجاهل مجلس الوزراء لبحث موضوع الورقة الخليجية، قال: “إن القرار 1559 أكبر منا، نحن نوافق على القرار 1701 لأنه مفتاح الأمن لكل لبنان ولازدهار للجنوب، فوجود القوات الدولية له أثر سياسي وآخر اقتصادي”، واستطرد جنبلاط مذكرا بالقرار 242 الذي لم يطبق، ولفت إن “دولة مصر استعادت بالتجزئة كافة أراضيها من الاحتلال الإسرائيلي، لكن بعد ذلك كان الثمن إخراجها كقوة عربية الأساسية والقوة السنية الأساسية من الصراع العربي الاسرائيلي في اتفاق كامب ديفيد”، مشيرا الى أنه “ليس كل قرار دولي يطرح ينفذ، فهذه لعبة دول كبرى”.
وعن زيارته الى روسيا، قال جنبلاط: “اتفقنا في روسيا على بنود منها أن التخلي العربي عن لبنان يعطي نفوذا أكبر لإيران، وهذا ما سمعته من بوغدانوف وقلته للافروف الذي وافقني الرأي كذلك”.
وردا على سؤال عما إذا كان هناك مبادرة للروس تجاه حزب الله والايرانيين في ما يتعلق بضبط الدور الايراني، أشار إلى أن “هناك تحالفات كُبرى لروسيا ولها همومها، ولن تأتي اليوم لتطلب من إيران، ولا ننسى اليوم مع هذه الأزمة في أوكرانيا أننا قد نكون على مشارف حرب إقليمية كبرى في أوروبا، لذلك لا أعتقد أن جدول أولويات الروس لبنان”.
وتابع: “أما عن ملف اللاجئين السوريين في لبنان، قلت للروس أنتم أطلقتم مبادرة لكنها تعثرت لأنه علينا أن نضمن لهم عودة كريمة آمنة من دون أن يقتل او يعتقل أحد منهم، وثم من يريد إعمار سوريا والمناطق التي دمرتها الحرب؟”.
وردا على سؤال، شدد جنبلاط على “اهمية لبنان ودوره الذي يكمن في المستشفيات والجامعات والارساليات والتعدد، ولقد طلبت من الروس توصيل رسالة لحكام إيران مفادها احترام لبنان، والفرق اليوم بين إيران وبين الحكم السوري أيام حافظ الاسد بين 1990 و2000 أن حافظ الاسد لم يلغ الكيان اللبناني بل قال شعار شعب واحد لبلدين، ولم يلغ الدولة بل احترمها واستفاد منها. لكن اليوم نحن بنظرية جديدة الا وهي الجيش والشعب والمقاومة”، سائلا: “هل ادرك الأستاذ محمد رعد أن المقاومة موجودة ولكن الجيش اليوم ومن جملة ما اوصلونا اليه من سوء البعض في الطبقة الحاكمة أن راتب العسكري في الجيش اللبناني 50 دولارا والشعب افتقر، فهل لديهم امكانيات لدعم الجيش؟ وأن يطعموا الشعب اللبناني؟ السيد حسن نصرالله جاء بسفينتين أو ثلاث من المازوت أو البنزين ثم اختفت وذهبت، ففي النهاية هناك منطق، ومن ثم قال نظرية لن تنال هذه الموازنة شرف توقيعنا، “إذا فيك تتحمل مسؤولية كل لبنان اهلا وسهلا بك”، الا اذا كنت بهذا التصريح تعترض جملة وتفصيلا على هذه المفاوضات المعقدة جدا مع صندوق النقد الدولي”.
أضاف: “أريد أن ألفت النظر أيضا الى التصريح الذي قام به الوزير السابق الدكتور شارل رزق، أعتقد أنه آخر شهابي موجود بعد، كان له تصريح جميل بالأمس مع جريدة النهار، عن ضرورة التحاور مع إيران، طبعاً نريد أن تحاور برضى الأميركيين، لكن كما فعل فؤاد شهاب سنة 1952 عندما ذهب وقابل جمال عبد الناصر على الحدود، تحت الخيمة آنذاك قابل عبد الناصر، هذا الزعيم الكبير، لكن الزعيم الكبير إحترم الكيان اللبناني، بنصيحة فؤاد شهاب وبالتوازنات الدولية، وآنذاك أيضا كمال جنبلاط عندما كان في استقبال جمال عبد الناصر في ساحة القصر الجمهوري في الشام، شدد على ضرورة احترام التميز اللبناني، فهل يمكننا أن نعتمد ذات التجربة، ونحن نتكلم بالسياسة، نفس التجربة مع الرئيس الإيراني؟ لأننا لن نفاوض “مين ما كان”، هل يمكننا أن نقوم بذات التجربة؟ ثم أين ستنصب الخيمة؟ كما يجب أن يكون هناك حدود، لكن اليوم الحدود فلتانة، من هنا الى العراق. ليس هناك حدود”.
وردا على سؤال حول إذا كان إستشف خلال زيارته الى روسيا الموقف من المفاوضات الإيرانية – السعودية في العراق، وهل يمكن أن تؤدي الى فتح آفاق جديدة، قال جنبلاط: “لم نتكلم بالتحديد في هذه المفاوضات، أنا تحدثت عن أهمية وضع حد لحرب الخليج، أنصح بالخروج من هذه الحرب بكرامة، لأن الإيراني بدأ بالاعتداء على السعودية، واليوم الإيراني يستكمل بالاعتداء على أبو ظبي والإمارات، لكن أنصح بالخروج من هذه الحرب وترك شأن اليمن، هذه كانت حكمة، ترك الشأن اليمني، لأنه لم يدخل أحد الى اليمن، الأتراك لم يدخلوا الى اليمن بل دخلوا الى الحديدة على الساحل ثم الى عدن، عبد الناصر هزم في اليمن، الإنكليز كانوا في عدن لكنهم خرجوا وانهزموا بالمقاومة الشعبية، هذه عدن، جبال اليمن مثل جبال أفغانستان، دعهم لمصيبتهم بالفقر والعوز دعهم، ولكن ليكون هناك مجال لإخراج بكرامة”.
وبالنسبة إلى موضوع خطاب الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله، قال جنبلاط: “نعود ونقول لإيران وللسيد (نصرالله)، هل يحترمون الكيان اللبناني وخصوصية هذا الكيان، هذا التعدد والتنوع، هذه الإرساليات، والجامعات؟ نقول للسيد أين نذهب؟ نخبة الشباب اللبناني غادرت البلد، لكن باقي الناس، الى أين نذهب لنتطبب، مستشفى الرسول الأعظم، هل هو كاف؟ غير كاف، ألديكم أي جامعة مثل الجامعة الأميركية والجامعة اليسوعية؟ لا أعتقد، أين نذهب؟ نقرأ في التاريخ، الى أين نحن ذاهبون، لكن هل هم لديهم هذا الإدراك أو يريدوننا ساحة مفتوحة، إذا كانت ساحة مفتوحة عندها يكون موضوع آخر، عندها كلام السيد سيستمر، في بعض الأحيان يتكلم بهدوء وباتزان وفي بعض الأحيان ينفعل. لكن أيضا نريد منطقا، إذا كان أحد قادرا على الوصول اليه ليفهمه عن خصوصية الوضع اللبناني”.
وتعليقا على إمكان عدم قبول الخليج بالجواب اللبناني على الورقة الكويتية والذهاب نحو التصعيد، أجاب جنبلاط: “يبقى أن نقوم نحن بجدول الأعمال الخاص بنا المتواضع، وقلناها، الحمدلله عاد الثنائي الشيعي الى الوزارة وسوف أسميه الآحادي الإلهي، عاد الى الوزارة، عاد من أجل التحضير الى الموازنة وهو أهم شيء قبل الإنتخابات في أيار، اذ نكون قد وضعنا خطوطا عريضة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لأن غدا تأتي الانتخابات وتأليف الوزارة الى الانتخابات الرئاسية و”بيكون راح صندوق النقد الدولي وراح كل شي معه” ونكون قد وقعنا الى قعر جهنم، اليوم نحن مازلنا في جهنم، نكون بذلك سقطنا الى القعر إذا كان هناك من قعر”.
وقال جنبلاط ممازحا: “يجب أن تقرأ لدانتي الكاتب الشهير حول جهنم والمراحل التي تتألف منها، يجب أن أعيد قراءته، قرأته قبل سنين عندما كنت في الجامعة، يجب أن أعيد قراءته إنه مفيد الأن ويسلط الضوء على طبقات جهنم وبعدها كيف تخرج بالخلاص، واليوم الخلاص هو الموازنة”.
وردا على سؤال عما إذا كان راضيا على مشروع الموازنة، أجاب: “كلا، أنا لست خبيرا، الوزير يوسف الخليل هو الخبير، لكن لماذا لم ينفذ حتى الآن الكابيتال كونترول، لماذا؟ الأملاك البحرية أين هي؟ الضريبة التصاعدية على الأرباح الموحدة أين هي؟ لماذا الذهاب الى الضرائب والرسوم الجانبية وعلى غالبية الشعب، لماذا؟ سلفة الخزينة بموضوع الكهرباء قيل لي إنها خارج عجز الموازنة، الضريبة على الثروة، والضريبة على أملاك الأوقاف، لماذا هذه الحرية لهذه المساحات الهائلة للأوقاف الدينية المسيحية والإسلامية بألا يدفعوا الضرائب؟”.
أضاف: “هناك بعض المرافق أو بعض المحطات حيث يمكن أن نجبي من الميسورين، هناك ميسورون في البلد، من الأملاك البحرية التي لم نجرؤ على القيام بشيء منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شركات الأوفشور لماذا لا يتم وضع الضرائب عليها؟ لماذا نذهب نحو الرسوم؟ 500 رسم تطال أكثر ما تبقى من الطبقات المتوسطة، لم يعد هناك طبقات متوسطة. وما النفع لاحقا بأن تعطيهم جائزة اجتماعية أو زيادة الرواتب، لا معنى لها، هناك تضخم، من أين ستأتي بهم، وبعد سنة ماذا يحدث؟”.
وردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن يمر بعد مشروع قانون الضريبة على الثروة الذي تقدم به رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في مجلس النواب، قال: “يجب أن يمر، لا زال لدينا وقت. هناك دورة بعد، لكن هذه ضريبة من إحدى الضرائب الضرورية والرمزية، هذه الضريبة كانت موجودة في فرنسا ألغاها إيمانويل ماكرون، كانت تغطي 5% أو 3% من الضرائب العامة، لكن على الأقل أن يخجل هذا الثري، هذا الميسور من بعض مظاهر الفحش في ثروته، أن يأتي مفوض المالية وليدخل الى منزلك، من الخارج يمكن أن يكون بيتي جميلا، لكن من الداخل يقدر أملاكك وثروتك ويقدر الموجودات ويضع عليك ضريبة، فمثلا يتوجه المفوض الى قصر المختارة، هو جوهرة معمارية جميلة لكن من الداخل هناك موجودات، أتكلم عن نفسي كي لا يقولون أنني أتكلم عن غيري، يضع لائحة في السجل بالموجودات ويضع لي رسما وضريبة”.
وقال: “نعود الى آخر حلقة معك، تحدثنا فيها عن أهمية تشكيل الحكومة، أعود وأقول، إذا أضعنا هذه الفرصة بوضع موازنة مقبولة ترضي صندوق النقد الدولي ونحن من أصعب الحالات ربما التي تمر على صندوق النقد الدولي، نكون قد أضعنا فرصةً وذهبنا في متاهة المزايدات الإنتخابية والزعامات المحلية والزعامات المذهبية والطائفية، ثم دخلنا بعدها الى الإنتخابات الرئاسية وهناك المشكل الأكبر، إذا سيكون هناك أيضا مزايدات، وأن لا يسلم الرئيس عون ربما إلا لمجلس مضمون، نسيت ما استخدم من تعبير، لكن هذه الفرصة الأخيرة”.
واعتبر أن “الرئيس نجيب ميقاتي يقوم بكل جهده في تدوير الزوايا، وهو ليس بمفرده لديه تأييد دولي وعربي، ولست من الذين يطالبون طبعا ولا أعتقد أنه سيسير بموضوع ارعتكاف عن الترشح، لأن عندها نكون قد دخلنا في مجهول جديد”.
وفي الحديث عن الانتخابات، أشار جنبلاط إلى “أننا سنقوم بالحد الأدنى من التحالفات الموضوعية منها مع شخصيات مستقلة، والقوات اللبنانية، لكن اليوم علينا الاعتراف بالواقع، فربما قد نقدم على خسارة وربما قد نستطيع المحافظة على حجمنا”.
وتابع: “لست متشائما وأدعو كل من اتهمنا تحت شعار الثورة، الى الترشح للإنتخابات النيابية، ووضع برنامج واضح”، معتبرا أن “الوسيلة الوحيدة لتغيير النظام لا تكمن في القوة بل من الداخل، عبر وجوه جديدة، وبالتالي لا يمكن تغيير النظام الحالي إلا عبر نظام جديد”.
ولفت إلى أن “المشروع الأساسي تغيير النظام السياسي الطائفي وهذا أمر ومطلب قديم جدا، ولا بد أن يتحقق ذات يوم. والتغيير من خلال الطائف الذي ينص على مجلس نيابي لا طائفي ومجلس شيوخ طائفي، الطائف دقيق ومن وضعه عرف البلد وحساسيته الطائفية، وقالوا هذا مجلس شيوخ يراعي الطوائف، لكن أعطوا الحرية للمواطن اللبناني بمجلس نيابي لاطائفي”.
وشدد على أن “المشكل في قانون الانتخابات وهو واحد من الأخطاء التي جرت وجرونا إليها على مضض، القانون الحالي، وراهنا لا يمكن تغيير نظام الإنتخابات الحالي ويجب القبول بقواعد اللعبة الحالية، لكن ليس وليد جنبلاط من يفرض رأيه على بيروت أو طرابلس أو أي منطقة في لبنان”، مضيفا: “فلأحافظ على وجودي، تيمور موجود ونتعاون سويا ونرى إلى المستقبل، وسنرى من ستفرز الساحة السنية، لكن لا أحد يمكنه وراثة تيار المستقبل”.
وأكد، ردا على سؤال، أن “لا مشكلة بالتحالف مع الجماعة الإسلامية، هم موجودون وكان للجماعة نواب في المجلس، وهي تمثل شريحة قيمة من الجمهور السني، ولكن فلننتظر ونحدد، والمهم ألا نذهب الى أي تحالفات فقط من أجل الوصول إلى أي حجم”.
وعن الانتخابات في البقاع الغربي، قال جنبلاط: “لن أتحالف مع عبد الرحيم مراد، لكن لا يمكن حصر البقاع الغربي بمراد، الساحة السنية ساحة وطنية ومتنوعة لا تترك لرواسب النظام السوري أو لإيران، بل العكس، قلنا الحد الأدنى من المواجهة السلمية من البقاع إلى بيروت وطرابلس، وربما نلتقي مع الكثير من الشخصيات والأحزاب”.
وأضاف جنبلاط: ” لست أنا من يشجع، الساحة مفتوحة وهناك فراغ كبير، وفي مرحلة استثنائية في السبيعنات، كمال جنبلاط استطاع مع ياسر عرفات وجمال عبد الناصر أن يكون أحد الأقطاب الوطنيين الكبار من بيروت إلى غير بيروت، ولكن لا تتكرر مع احترامي لباقي الشخصيات، رشيد كرامي وصائب سلام، وكمال جنبلاط كان أحدهم، والساحة موجودة ولست من يملي الشروط أو الخيارات”.
وأشار إلى أن “التحالف مع القوات اللبنانية أصبح محسوما، النائب وائل أبو فاعور التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وسيكون هناك جلسات مصارحة وسيكون أبو فاعور برفقة أكرم شهيب من أجل وضع اللمسات النهائية، لا نريد خلافات على أسماء تخسرنا ولا تربحنا، ومن المفترض أن نعلن عن أسماء المرشحين من اليوم حتى أسبوعين لوضع الآلة الانتخابية”.
وعن المشاركة في المجلس النيابي في ظل غياب مجموعة من الشخصيات السياسية الكبيرة، اعتبر جنبلاط أن “هناك احتمالين، إما دخول نوعيات جديدة وهذا ما أتمناه شخصيا وما أشجعه، القوى الجديدة قوى التغيير التي انطلقت في 17 تشرين، وفيها طاقات، وإما ندخل على مجلس النواب مشرذمين، ولكن لا يمكننا الحكم مسبقا على الشعب اللبناني بأنه معدوم الكفاءة أو القدرة على إنتاج طبقة سياسية جديدة، لكن العقبة في قانون الانتخابات، ولكن لا بد من طبقة جديدة تخرق جدار التخلف”. وتابع ردا على سؤال: “كأننا نقول أن الناخب اللبناني يشترى، اللعبة القديمة المالية انتهت، هناك جيل جديد، واع وصامد لا يدخل بالرشوة، وهذا شيء جيد ويجب أن نعترف”.
ورأى جنبلاط أن “العهد القوي “حرق دين البلد” بهذه القوة الهائلة، كلمة الرئيس القوي تعبير استخدم مرات ومرات منذ أيام الشيخ أمين الجميل وصولا إلى ميشال عون، لكن القوة في المؤسسات، لذلك فليترك بكرامته الرئيس ميشال عون هو وصهره”.
وذكر بـ”حديث رئيس البعثة الاقتصادية بالسفارة الفرنسية الذي أجرى مقابلة مع الـ”لوريان لوجور” قال فيها: إن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مندوبكم في البنك الدولي، وتغييره في هذا الوقت وقبل الانتخابات يؤدي إلى تأخير المشروع الذي بدأ، إذ أخيرا يقال أنهم وحدوا الخسائر بين المصرف المركزي وبين الدولة، لكن أهم شيء عدم تحميل المودع الصغير والمتوسط المزيد من الخسائر، لذلك طالبت وأطالب بالكابيتال كونترول الذي رفض بالإجماع آنذاك بعد شهرين من الانتفاضة، ولا أعتقد أن الوقت تأخر”.
وقال: “أنا ضد التعيينات حتى لو سيترك الأمر الفراغات، باستنثاء المؤسسات الأمنية الأساسية كالجيش والأمن الداخلي في حال كان هناك ضرورة، لكن بالنسبة إلى المؤسسات الباقية يمكن التكليف، ولا تخلو هذه الإدارة من الكفاءة، فيها عناصر ممتازة وكفوءة، ولكن أنا ضد التعيينات لأنها عبارة عن محاصصة واتجاه واحد، انتخابي”.
وعن ملف انفجار مرفأ بيروت والتحقيقات، شدد جنبلاط على أنه “لا بد من أن نعطي المواطن اللبناني الذي خسر هذا الشهيد والممتلكات، هؤلاء الآلاف من المواطنين، نعطيهم حقا معنويا وعدالة، “رح يترطش” قسم من الطبقة السياسية أو كل الطبقة السياسية؟ أهلا وسهلا، لكن لا بد في يوم ما إنتاج العدالة، 28 اغتيال و3 أو 4 محاولات اغتيال فشلت، واغتيال جماعي في المرفأ، ولا مذكرة توقيف واحدة؟ ألهذه الدرجة؟ لذلك لا بد من العدالة”.
وعن إعادة إعمار مرفأ بيروت، لفت جنبلاط إلى أنه “بالشكل، المجتمع الدولي يقول لنا قوموا بالانتخابات وتأتي “النعم”، صرفوا كثيرا، لن أحاسب الآن المنظمات غير الحكومية وغيرها، لا مشكلة، أهلا وسهلا، لكن كان من الممكن أن يقدموا عرضا أو عرضين لإعمار مرفأ بيروت، وإلا أنهم أنهوا بيروت المزدهرة فيما يأخذ دورها “جيراننا” في حيفا وأشدود، هم المستفيدون، أهذا هو المطلوب؟”.
أضاف: “فلتسمح لنا قوى الممانعة، تريدون تحرير فلسطين وتركيب الصواريخ، لكن هل نحرر فلسطين على ركام بيروت؟ أم يجب أن يكون البلد قويا للمواجهة اقتصاديا وسياسيا ومعنويا؟ ونسأل، هل يعترفون بالكيان اللبناني أم المطلوب شطب الكيان من قبل محور الممانعة؟ من أجل تحرير فلسطين بشكل أسهل إذا حرروا فلسطين”.
وتوجه إلى المجتمع الدولي أو للعرب، وقال: “نظريتكم كانت وقد تكون مستمرة، إضعاف لبنان اقتصاديا من أجل إضعاف حزب الله، لكن النتيجة العكس، فهل يتم إضعاف المؤسسات أيضا؟ قائد الجيش جوزاف عون طلب 8 مليون دولار شهريا من أجل إعطاء العسكري الذي كان راتبه 500 دولار، 100 دولار شهريا ليصمد، ولا أعلم أين أصبحت الأموال، وربما يمكن لوزير الخارجية الذي سيتوجه (للمشاركة في المؤتمر العربي) طلب هذا الشيء، وهل من صالحهم أن تدب الفوضى في البلد؟ أو يتراخى البلد لهذه الدرجة؟ لا أعتقد”.
وأشار إلى أن “جيل الحكام العرب اليوم لا يعرف لبنان، وبالماضي الشيخ زايد والملوك عبدالله وفهد وسلمان عرفوا لبنان، عودوا إلى الماضي، إلى القيمة المضافة، وكما توجهنا إلى الإيراني، نتوجه إلى العربي، تذكروا هذا البلد، لا يكفي استيراد أطبائنا وأساتذتنا والعالمين في المستشفيات، أنتم تفرغون البلد، يمكن القيام بالتوازن، وتذكروا هذا البلد لأنه قيمة مضافة، للعرب جميعهم، أو ما تبقى من عرب، إذ هناك دول عربية اختفت وليست موجودة”.
وعن مكافحة تصدير المخدرات إلى الخليج، لفت إلى أن “وزير الداخلية يقوم بجهد، ولكن كلما ضعفنا كلما تراجع جهدنا، لذلك نطلب بالحد الأدنى من الدعم للمؤسسات الأمنية، التهريب سيستمر ولكن عندها نزيد المكافحة، ولا بد من السيطرة على القسم الأكبر من المرافق، لأن لا يمكن الاستمرار في ذلك، حتى لو فكر الحزب نفسه مرتاحا، لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل، هذا لا يطعم الخبز أو يؤمن الاستشفاء للجمهور العريض من مناصريه، والتهريب تستفيد منه طبقة معينة”.
وردا على سؤال عن تحمل “حزب الله” مسؤولية في التهريب، أجاب: “نعم، هم يتحملون مسؤولية أساسية مع بقية المهربين”.
أما بالنسبة إلى مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، أشار جنبلاط إلى أنه “لم نتطرق (مع الروس) إلى هذا الموضوع، والاتفاق كي ينجح يجب أن يضمن الرئيس الأميركي جو بايدن نجاحه في مجلس النواب ولاحقا في مجلس الأمن، علما أن المهلة من اليوم حتى آخر السنة، موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، والتيار المشتدد لترامب قد يعود، لذا يطالب الإيرانيون ضمانة، وفي الوقت نفسه، علينا نحن هنا ان نستفيد ونقوم بجدول الأعمال الصغير وتصحيح الأخطاء الفادحة في الموازنة لإقرار موازنة فيها الحد الأدنى من الضمانة للشعب الفقير والطبقات المعدومة”.
وعن ترسيم الحدود البحرية، تمنى جنبلاط ألا تحصل المزايدات “كالمرة الماضية، وتخرج عن الـ860 كيلومترا مربعا التي فاوض عليها الرئيس نبيه بري 10 أعوام، هذه حصتنا لا أكثر ولا أقل”.
وختم حديثه مؤكدا أن كريمته داليا موجودة الى جانب شقيقيها أصلان وتيمور، فهم “مستقبل المختارة”.