في مسلسل “The 100″، الذي يحكي قصة نهاية العالم وما بعدها، مرّت قبيلة وانكرو بفترة سيئة، أطلق عليها اسم العام المظلم، حيث اضطر أفراد القبيلة إلى أكل لحوم البشر، الاقتصاد في الزراعة، وإجبار المجرمين على خوض نزالات مُميتة من أجل عدم توفر الأوكسجين بشكل كافٍ، وذلك لأنهم يعيشون تحت الأرض بسبب انتشار غاز سام على سطح الكرة الأرضية.
تلك القرارات كانت خلفها زعيمة القبيلة، والتي يُطلق عليها اسم “بلوديرينا”، حيث حاولت إنقاذ القبيلة عبر قرارات ظنت أنها صحيحة. وفي خضم تلك القرارات قامت بالتخلي عن الكثير من مساعديها بسبب اختلافهم معها، حتى أجبرت البعض منهم على خوض تلك النزالات المميتة بحجة مخالفة القانون.
ما أكثر بلوديرينا وأمثالها في كرة القدم، حيث يُعتبر بارتوميو رئيس برشلونة هو نسخة طبق الأصل من تلك الشخصية الخيالية، لكن بمعايير مختلفة. يحاول إنقاذ برشلونة عبر قرارات يظن أنها تصب في مصلحة النادي، إلا أن ذلك غير صحيح، تخلَّى عن الكثير من معاونيه من أجل عدم خسارة كرسي الرئاسة، ويوهم مشجعي النادي أنه البطل المنتظر كما أوهمت شيدهيدا أفراد قبيلتها في أنها هي البطلة.
“إما أن تكون فرداً من قبيلة وانكرو أو أن تكون عدو وانكرو”
هذا ما كانت تردده بلوديرينا إلى أفراد قبيلتها، في حال كان هناك من يُعارض قراراتها، إذ كانت تعتبر كل من لا يود طاعة هذه القوانين هو مجرم وعدو لقبيلة وانكرو، حيث كانت تجبره على خوض تلك النزالات المميتة أو تقوم بقتله.
في برشلونة لا يختلف الوضع كثيراً، فإما أن تكون مؤيداً لقرارات بارتوميو أو أنت عدو هذا الرجل، حيث ما تلبث أن تُعارض سياسته وقراراته، تغدو ضحية جديدة من ضحاياه، وتصبح خارج نطاق العمل الإداري في برشلونة.
وإن لم تخالفه، قد تكون ضحية أيضاً، حيث يعتبر بارتوميو البعض من معاونيه أشبه بكبش فداء في الظروف الصعبة التي يمر بها النادي، يضحي بهم في الأوقات الحرجة من أجل إنقاذ رأسه، في محاولة منه لامتصاص غضب الجماهير عندما لا تكون راضية من سياسات الإدارة، وذلك عبر إقالة بعض الإداريين في النادي.
البطل الوهمي
اعتبرت بلوديرينا نفسها بطلة قومية، وذلك لأنها خلقت مجموعة من القوانين، أجبرت الناس على عدم مخالفتها، وكانت عواقب أي فعل خاطئ يقترفه أحد أفراد القبيلة هو الموت. هذا كله قبل أن ينقلب الجميع عليها ويطالبونها أن تنحني عن منصبها كزعيمة للقبيلة، لأنهم غير راضين عنها. وعلى الرغم من كل ذلك، كانت توهم بلوديرينا شعب وانكرو بأنها البطلة المنشودة، لكن هذا بالتأكيد غير صحيح.
سترة نجاة واحدة غير كافية من أجل إنقاذ 5 أشخاص من الغرق، لكن لم تمنحهم سترة نجاة وهم يجيدون السباحة؟
بارتوميو غفل عن الكثير من التفاصيل، ما قاده إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء الساذجة، حيث اضطر بعد كل خطأ فادح أن يخرج بتصريح يبرر فعلته، ويحاول أن يوهم جمهور برشلونة بأن كل ما قام به هو صوابٌ ويصبّ في مصلحة النادي.
صفقات غير مدروسة مثل التعاقد مع ديمبيلي، وكوتينيو، وغريزمان، والتخلي عن لاعبين كان من الممكن أن يصنعوا الفارق، والكثير من المشاكل الأخرى التي انكشفت مع مرور الوقت، آخرها صفقة التبادل بين بيانيتش وأرثور ميلو، حيث كان هدفها اقتصادياً، وذلك من أجل سد العجز في ميزانية النادي السنوية.
بارتوميو لا يملك الكثير من الوقت، فإن لم يحدث إصلاح حقيقى داخل المنزل الكتالوني قد نكون فعلاً أمام نسخة جديدة من آي سي ميلان، حيث نشهد سيناريو مشابهاً كذلك الذي جرى مع الروسونيري قبل سقوطه، لكن هناك عبارة يتم توحيدها في كتالونيا اليوم، في أن الإصلاح الحقيقي يبدأ بعد رحيل بارتوميو.