المكان: مدينة “بنغالور” جنوبي الهند، المدينة التي تعرف بأنها قلعة تكنولوجية وصناعية وواحدة من أكبر أكثر المدن كثافة في الهند وهي عاصمة ولاية “كارناتاكا”، لكنها مؤخراً دخلت على خط الإسلاموفوبيا، إذ شهدت مقتل 3 مسلمين بعدما فتح عناصر الشرطة النار على احتجاجات للمسلمين رافضة لمنشور في فيسبوك يسيء للرسول.
الإساءة للرسول
الحكاية بدأت الثلاثاء عندما كتب شخص يدعى “ناوين” منشوراً على فيسبوك يسيء فيه للرسول الكريم، والمنشور عبارة عن صورة لرجل وفتاة صغيرة كتب عليها: “اغتصب محمد فتاة في عمر التاسعة”، يقصد الإساءة للرسول وزوجته السيدة عائشة، مستغلاً صلة القرابة التي تربطه بسياسي محلي والنائب في المجلس التشريعي “الكونغرس” عن حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض “سرينيفاس مورثي”، والحزب الوطني يعد أقدم الأحزاب السياسية في الهند، وهو ذو توجه علماني، لكن هذه العلمانية يبدو أنها تستثني المسلمين، فكثيراً من ظُلموا وسلبت حقوقهم جراء سياسات هذا الحزب.
بعد كتابة المنشور المسيء في فيسبوك، خرج مجموعة من المسلمين إلى مركز الشرطة بالمدينة لتقديم شكوى كراهية ضد صاحب المنشور، لكن عناصر قسم الشرطة رفضوا تسجيل شكوى المسلمين، فما كان من المسلمين إلا أن احتشدوا محتجين على الإساءة وموقف الشرطة، وحاصروا قسم الشرطة ومنزل النائب “مورثي”، وأحرقوا سيارات للشرطة.
التنكيل بالضحية
هنا وبدلاً من العمل على تهدئة احتجاجات المسلمين بالقبض على الشخص مرتكب الإساءة، فتح عناصر الشرطة النار على المسلمين المحتجين بحجة السيطرة على الوضع، فقُتل ثلاثة محتجين، غير الجرحى من الجانبين نتيجة الاشتباكات.
لاحقاً تم اعتقال الشخص المسيء للرسول وأكثر من مئة من المحتجين المسلمين، وخرج البرلماني “سرينيفاس مورثي” في مقطع مصور يدعو فيه المحتجين المسلمين إلى الهدوء وانتظار تحقيق العدالة قائلًا: “أناشد إخواني المسلمين ألا يتشاجروا على شخص انتهك القانون. مهما كان الأمر، فنحن جميعاً إخوة، يجب أن نتأكد من أن المسؤول عن ذلك سيعاقب حسب القانون”.
حماية المعابد
ورغم الإساءة للرسول ودور الشرطة المشبوه والمتواطئ ضد المسلمين، اصطف شبان مسلمون يطوقون معبداً هندوسياً في حي “هالي” لحمايته خوفاً من أن يستغل متطرفون الاحتجاجات ويعتدون على المعبد لاتهام المسلمين بالتخريب والاعتداء على معابد الهندوس.