Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: الموازنة تُوائم بين خطة التعافي والواقع المعيشي.. وعزوف الحريري يُفجِّر سجالات

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: توزّعت الاهتمامات امس بين “ماراتون” جلسات مجلس الوزراء في السرايا الحكومية لدرس مشروع موازنة الدولة لعام 2022 والذي سيستكمل اليوم، وبين ردود الفعل على قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته وتيار “المستقبل” في العمل السياسي والانتخابات النيابية، وما بينها الرد اللبناني الجاري تحضيره على الورقة الكويتية العربية الدولية التي كان وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح سلّمها الى المسؤولين في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. فضلاً عن تتبّع تطورات الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية المتفاقمة على مختلف الصعد، في الوقت الذي ينتظر ان يوقّع لبنان اليوم اتفاقه مع الاردن وسوريا لاستجرار الطاقة الكهربائية الاردنية بما يزيد من ساعات التغذية بالطاقة الكهربائية مطلع الربيع المقبل، على ان يُتابع مع مصر لاحقاً موضوع استجرار الغاز المصري الى معمل دير عمار لتوليد الطاقة الكهربائية.

 

وقال مرجع حكومي لـ”الجمهورية” ان “مشروع الموازنة الذي تسلّمته الحكومة من وزارة المال لن يقر كما هو وإنما سيخرج من مجلس الوزراء معدّلاً في الاتجاه الذي يلائم خطة التعافي ويراعي اوضاع اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة التي يمرون فيها”. واكد انّ مجلس الوزراء أنجز في جلستيه امس درس 80 مادة من مواد قانون الموازنة البالغة 135، وأحال للدرس 7 مواد اخرى تتعلق بالضرائب والرسوم التي ترتفع الاصوات مطالِبة بعدم زيادتها وخفضها اذا أمكن في ضوء الانهيار الذي تعيشه البلاد.

وأبلغت مصادر وزارية الى “الجمهورية” انّ النقاشات في مجلس الوزراء حول مشروع الموازنة هي “مناقشات علمية وموضوعية”، لافتة إلى انّ بعض التباينات في المقاربات “متوقعة وطبيعية ولا شيء نافرا او حادا في المداولات”.

واكدت المصادر انّ مجلس الوزراء هو في صدد ان يؤدي واجبه في درس مشروع الموازنة واقراره “إلّا ان المحك الحقيقي هو ان تتمكن الموازنة من عبور مجلس النواب حيث يُخشى ان تؤدي الحسابات والمزايدات الانتخابية الى انعكاسات سلبية على مسارها”.

وفي سياق متصل، قال احد الوزراء لـ”الجمهورية”: “نحن نفعل ما يتوجّب علينا فعله و”نُشارِع” حول كل بند “لكن كلو بيضَل حكي بحكي” لأن الأمور تبقى في خواتيمها في مجلس النواب”.

 

وعلمت “الجمهورية” ان المواد التي علّقت في الموازنة من اصل الـ80 مادة التي نوقشت في اليوم الماراتوني الاول هي سلفة الكهرباء واعتمادات “كورونا” والعائلات الاكثر فقراً، وأضيفت مبالغ على البرامج الخاصة بإزالة القنابل العنقودية لتأثيرها الايجابي بقيمة 3 مليارات ليرة. كذلك اضيفت 7 مليارات ليرة لموضوع الضم والفرز كونه يخفف من النزاعات على العقارات. وتمت اعادة النظر ببعض الشطور المتعلقة برسم الانتقال وأرجئت شطور ضريبة الدخل لمزيد من الدرس. كذلك علق النقاش في رسم الاستهلاك الداخلي المحدد بـ 3 % من ضمن الرسوم الجمركية لمزيد من الدرس. وطُلبت اعادة النظر بكافة الشطور للرسوم والضرائب والتنزيلات العائلية ورسم الانتقال بما يتناسب مع التضخم الذي أثّر في سعر الصرف.

وأكد وزير العمل لـ”الجمهورية” ان بعض توصيات لجنة المؤشر بدأ تنفيذها، وابرزها بدل التنقل والمنح المدرسية. واشار الى انه وقّع ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء المرسوم الذي يُلزم المؤسسات الخاصة بدفع 65 الف ليرة يومياً بدل يوم عمل لكل موظف ومليوني ليرة عن كل تلميذ في المدارس الخاصة، وهذا المرسوم هو إلزامي بعكس السابق ويبدأ العمل فيه فور نشره في “الجريدة الرسمية”.

 

لا ضرائب

وكشفت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” انه تمّ التطرق الى مسألة الضرائب، فكان هناك تشديد على أن لا ضرائب جديدة ستفرض على الناس.

وسئل وزير المال يوسف الخليل عن سعر المنصة التي ستحتسب على اساسها بعض الرسوم؟ فأكد ان “لا نية لتغيير السعر الرسمي على المدى المنظور، ولم يتم ابدأ البحث في موضوع الصلاحيات الاستثنائية علماً أن اصواتاً رافضة لها بقوة بدأت ترصد وخصوصا الوزراء المحسوبين على “التيار الوطني الحر” .

واوضح الخليل لـ”الجمهورية” ان “ما تمّ تناوله عن موضوع العجز في الموازنة لم يكن دقيقاً كونه تم الخلط بين العجز الداخلي والعجز الذي يقاس بالنسبة الى الناتج المحلي، فالعجز في مجمل المصروفات او ما يُعرف بالعجز في المدفوعات يختلف عن العجز الذي يقاس نسبة الى الناتج المحلي او الـ GTP وما يهم الخارج هو الثاني”، كاشفاً أنه سُجِّل في هذه الموازنة رقم اقل من 1 % وهو امر في منتهى الاهمية، فالعجز الاولي من دون فوائد يبلغ 1 % ومع فوائد يبلغ 2 %، وهذا الامر ايجابي، اما العجز في المدفوعات فيبلغ نحو 20 %”.

 

شيا في بعبدا

وفي غضون ذلك حطّت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا رحالها أمس في بعبدا والتقت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بداية جولة سريعة يبدو انها تستهدف المسؤولين الكبار لاستكشاف عناوين المرحلة بكل تفاصيلها. وقالت المعلومات الرسمية ان اللقاء شكل مناسبة لإجراء جولة افق تناولت العلاقات اللبنانية – الاميركية والتعاون القائم بين البلدين، اضافة الى التطورات السياسية الاخيرة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.

وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ شيا طرحت خلال اللقاء مجموعة من الاسئلة تناولت مختلف جوانب الازمة اللبنانية بما فيها الملفات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وذكرت المصادر انها، وبعدما هنّأت باستئناف مجلس الوزراء أعماله لمعالجة قضايا الناس والموازنة العامة، توقّفت في اسئلتها المبرمجة عند ما آلت إليه التحضيرات التي انطلقت على طريق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتدقيق الجنائي كما بالنسبة الى المبادرة العربية – الدولية التي حملها وزير خارجية الكويت الى بيروت والنتائج المترتبة عليها وما يمكن للبنان ان يقوم به لترميم العلاقات مع دول الخليج العربي والعالم.

 

مسودة رد لبنان

وبعد أقل من 48 ساعة على مغادرة وزير خارجية الكويت بيروت، وفيما اكد مرجع حكومي الى “الجمهورية” انّ رد لبنان على الورقة الكويتية العربية ـ الدولية هو “قيد الاعداد”، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أنجز مسودة هذا الرد انطلاقاً من مضمون المناقشات التي رافقت زيارة الوزير الكويتي مع المسؤولين اللبنانيين الكبار، والتي شارك فيها بغية تجهيزها قبل اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر في 30 الجاري في العاصمة الكويتية.

 

واكدت مصادر قصر بعبدا لـ”الجمهورية” انها تسلّمت نسخة من المسودة وسيدرسها رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة لإرسالها الى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد نيل موافقتهما سيصار الى إرسالها مسبقا الى الوزير الكويتي الذي سيلتقي في الساعات المقبلة نظيره الاميركي انتوني بلينكن وستكون مبادرته على طاولة المفاوضات بينهما.

 

الحريري في أبو ظبي

الى ذلك، وفي الوقت الذي بقيت ترددات موقف الحريري مطروحة على اكثر من ساحة داخلية وحزبية، علمت “الجمهورية” انه غادرَ بيروت بعد ساعة ونصف الساعة على انتهاء مؤتمره الصحافي إلى أبو ظبي حيث اتخذ مقراً لعمله منذ فترة.

وفي اول رد فعل ديبلوماسي اوروبي على موقف الحريري، وزّعت السفارة الفرنسية في بيروت تعليقا للناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ردّت فيه على سؤال عن إعلان الحريري اعتزاله الحياة العامة، فقالت: “أعلنَ رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أمس انسحابه من الحياة السياسية اللبنانية التي لعب فيها دورا مركزيا، ونحن كنّا دوماً على اتصال منتظم معه. هذا القرار يعود له، ونحترمه ولا يعود لنا التعليق عليه. ويجب أن لا يؤثر ذلك في ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية اللبنانية في موعدها المقرر في 15 أيار، بشفافية وحيادية. ان الأولوية يجب أن تعطى لتنفيذ القادة اللبنانيين الاصلاحات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين والخروج من الأزمة. وتبقى فرنسا من جانبها مع جميع شركائها الدوليين والإقليميين مصممة على دعم الشعب اللبناني”.

 

وقد أحدث موقف الحريري وردود الفعل عليه سجالا عالي النبرة بين القوات اللبنانية وتيار “المستقبل” وكذلك بينها وبين “النيار الوطني الحر”.

فرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قال انه “على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، الا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد”. وأضاف: “إننا إذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة إيران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار”.

وردّ عضو كتلة “المستقبل” النائب وليد البعريني على جعجع بتغريدةٍ عبر “تويتر”، فكتب: “طالَعنا سمير جعجع بموقف خبيث يُحاول الظهور عبره بمظهر الحريص والمُحِب لتيار المستقبل ولجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم أهل السنة في لبنان، لكن الحقيقة بخلاف ذلك، وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورّط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد”. وأضاف: “أما ادّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة، ولوراثة تيار “المستقبل”، فهو لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتدّ على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السّنة كانوا وسيبقون ما بقيَ هذا البلد”.

 

وكذلك رد منسق الإعلام في تيار “المستقبل” عبد السلام موسى عبر “تويتر” على جعجع، كاتباً: “تيار المستقبل يعلن تعليق المشاركة في الانتخابات وجعجع مصرّ على مشاركتهم، عجبي”.

اما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل فغرد عبر “تويتر” كاتباً بالعامية: “في حَدا اختار يتعاقَب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسِحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بَس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعنَ حليفه بالضهر او خان تَفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفّذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها”.

 

الراعي ودريان

في غضون ذلك رد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على الشكر الذي وجهه الحريري لدار الفتوى وله وللعمائم البيضاء، فقال: “الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله بالشأن السياسي هي أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهماته الوطنية وعلى مدى سنوات طويلة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعا في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها”. وأبدى قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية، داعيا الى “مزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني”. وشدد على “تعزيز التكاتف والتعاضد في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، والعمل معا في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن”. وأكد “انّ علاقات لبنان مع الأشقاء العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ينبغي ان تكون على أفضل وأرقى مستوى، وان يكون لدى اللبنانيين قناعة ان لا يُسيء فريق منهم الى هذه العلاقات الأخوية لكي لا ينعكس ذلك ضررا على المصالح اللبنانية والعربية”.

 

وعلّق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفد نقابة المحررين على عزوف الحريري فقال: “تفاجأتُ بالقرار ولم أكن انتظره لأن الحريري له شخصيته واعتداله ونأمل ان لا يؤدي ذلك الى اي خلل في الصيغة اللبنانية”. واشار إلى أننا “نمر في صعوبات لكن يجب ان لا نبقى تحتها فهذا الوطن وطننا وعلينا بناؤه بتجرد وخلق الثقة من خلال تضافر الجهود”.

وعن المبادرة الكويتية قال: “أكثر ما يعنينا هو ما ردده وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الصباح وهو تطبيق الطائف والقرارات الشرعية ونزع السلاح غير الشرعي، مجدداً دعوته ومطالبته بمؤتمر دولي واعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين السوريين والفلسطينيين”.

وعن العلاقات بين المرجعية المارونية والمرجعية الشيعية وهل هناك قطيعة بينهما، قال الراعي: “لا اريد أن اعتبر انّ هناك خلافاً بين الموارنة والشيعة. كنّا نعقد اجتماعات وكانوا يشاركون معنا ونحن في انتظار انتخاب رئيس المجلس الشيعي الأعلى خلفاً للمرحوم الشيخ عبد الأمير قبلان”. واضاف: “إذا تحدث أحد عن موضوع ما لا يعني ذلك ان هذا رأي الشيعة. نحن والرئيس بري تربطنا علاقة ممتازة واتصالاتنا دائمة. اما في ما خَص “حزب الله” فهناك لجنة تمثّلنا وتمثله ما زالت تجتمع. ولا يجوز القول أبداً انّ هناك قطيعة بين بكركي والشيعة. وكان شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى مهتماً بعقد قمة روحية وهو يقوم بالإتصالات لذلك”.

 

كبتاغون ايضاً

من جهة ثانية أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، عن “ضبط شحنة كبتاغون مخبّأة بالشاي في البحر كانت متوجّهة إلى أفريقيا وكان من المفترض أن تتوجّه بعدها إلى الخليج، وعلى الأرجح إلى السعودية”.

وخلال مؤتمر صحافي في مبنى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، للإعلان عن عملية أمنية، قال مولوي: “نؤكد للجميع ولإخواننا العرب أنّ كشف شبكات الكبتاغون دليل على جدّية عملنا”.

وتابع: “أنوّه بالمتابعة والعمل الأمني الدقيق الذي قامت وتقوم به شعبة المعلومات من خلال متابعة كل شبكات تهريب الكبتاغون”.

 

كورونا

على الصعيد الصحي سجل التقرير اليومي لوزارة الصحة العامّة حول مستجدات فيروس كورونا ارتفاعاً كبيراً في الاصابات بلغ 7250 إصابة جديدة (7051 محلية و199 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ تفشي الفيروس في شباط 2020 الى 874144. كذلك سجل التقرير 14 حالة وفاة جديدة، لصبح العدد الإجمالي للوفيات 9513.