وجه الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، عشية الذكرى الخمسين لرحيل جمال عبد الناصر، التحية ل”هذا القائد المصري والعربي التاريخي الذي خاض معركة التحرر الوطني والاجتماعي للشعب المصري، كما خاض معركة تجديد المشروع النهضوي العربي”.
ودعا إلى “استعادة خلاصات التجربة الناصرية بهدف الاستفادة من دروسها وعبرها من أجل إنارة طريق الحاضر والمستقبل، وليس للبقاء في نطاق الماضي، سواء في إنجازاته أم في انتكاساته”، معتبرا أن “من أهم ما امتاز به نهج عبد الناصر هو الانحياز للناس، والايمان بالشعب وقدراته”.
أضاف: “لقد خاض عبد الناصر معركة تحرير مصر من الاحتلال والهيمنة الاستعمارية، كما خاض معارك التنمية والعدالة الاجتماعية بالاستناد إلى الإرادة الشعبية.
وكان للتأييد الشعبي العارم في مختلف الأقطار العربية لطروحات عبد الناصر التحررية والتقدمية الأثر الأكبر على نهوض حركة التحرر الوطني ونجاحها في طرد القوى الاستعمارية، من تونس وجنوبي اليمن إلى الجزائر وسواها من الأقطار”.
وإذ انتقد سعد “الطروحات التي تضع اللوم على الناس، فتطلق عليهم نعوت السلبية، والخنوع والاستسلام، والطائفية والعشائرية، وتحملهم المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع العربية من تشرذم وانحدار وهوان”، قال: “لقد عملت أنظمة الاستبداد والطائفية والفساد العربية على امتداد عقود، من أجل إخضاع الشعوب وتدمير إرادتها. ولجأت إلى تحطيم مؤسساتها الديموقراطية السياسية والنقابية والاجتماعية. وقد أدى ذلك إلى تصحر الحياة العامة والسياسية، وإلى هيمنة اليأس والإحباط على الناس”.
وأضاف: “هذا الواقع السلبي على الصعيد الشعبي يفرض على الطلائع والقوى التقدمية واجب العمل على إعادة الثقة للناس بأنفسهم وقدراتهم، وذلك من خلال المشاركة مع مختلف فئات الشعب في النضال من أجل الحصول على حقوقها، ومن خلال الانخراط الجدي مع كل المناضلين من أجل التغيير، والتأسيس لمشروع نهضوي وطني وعربي متجدد”.
وختم سعد مشددا على أن “عبد الناصر كان وطنيا مصريا، كما كان عروبيا في الوقت ذاته، وقيام المشروع الوطني في كل قطر من الأقطار العربية هو المسار الحقيقي نحو قيام المشروع النهضوي العربي، وإعادة الأمل للناس بقدرتهم على التغيير هي أولى مهام قوى التقدم والتغيير”.