عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي ودرست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، واستغربت، في بيان، “أمر السياسيين في هذا البلد، ففي الوقت الذي يدعوهم رواد الوطنية والسيادة الى ان يكونوا على قدر المسؤولية وينسجموا مع العزة والكرامة التي جلبتها لهم المقاومة عندما مرغت أنف أميركا والكيان الصهيوني بالتراب وفرضت إنسحابا ذليلا عليها عام 2000 وهزمتها في العام 2006، يصر هؤلاء على أن يبقوا صغارا يذعنون للإملاءات الأميركية والعنجهية السعودية، وعندما ميز الامين العام لـ”حزب الله” سماحة السيد حسن نصرالله بين القاتل والشهيد أرادوا أن يكون في صف القاتل وأداروا الظهر للشهيد والشهداء”.
ولفتت الى “قيادات كهذه لن تجلب لبلادنا سوى الذل والعار، ولا يمكن أن نعول عليها في إخراجنا من الواقع الصعب الذي نمر به ونسألهم: ماذا فعلت المملكة العربية السعودية عندما ضغطتم على الوزير جورج قرداحي للإستقالة؟! لم تغير شيئا في سياساتها، مما يؤكد مما قلناه سابقا من أن الحل مع هؤلاء هو التمسك بالوحدة الوطنية والاعتماد على القوة الذاتية للوطن والتي تتجلى بأبهى حلتها بالثلاثية الماسية: الجيش والشعب والمقاومة. ومن المضحك المبكي في آن أن يتحدثوا عن النأي بالنفس حفاظا على الوطن، في وقت يفجرون صراعا داخليا ويفتعلون فتنة فيصدق فيهم قول نبي الله عيسى ابن مريم: “ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم بأجمعه وخسر نفسه”.
واعتبر تجمع العلماء أن “الحملة التي خيضت دفاعا عن المملكة العربية السعودية لن تجدي نفعا في رفع دول التطبيع لحصارهم الظالم على لبنان، وأن هذه الحملة تأتي في سياق تسعير العصبيات المذهبية مقدمة للحشد الانتخابي”.
وأكد أن “الشعب بات على وعي كامل بمن يريد مصلحته ومن يسعى الى الارتماء في الحضن الأميركي الرجعي العربي”.
وأسف لأن “لا قرارات تتخذها الحكومة ورئيسها لوقف التدهور في سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار، والتي أكد الخبراء أن الخطوة الأولى تكون عبر إيقاف المنصات التي تتلاعب بسعر الدولار، وهو أمر سهل إذا حزمت الدولة أمرها، مما يجعلنا نشك في أن هناك من هو في موقع السلطة يحمي هذه المنصات تنفيذا لأجندات خارجية وتعميقا لأثار الحصار الظالم على لبنان”.
ولاحظ ان موضوع “الدواء والاستشفاء ما زال على حاله في فقدان الضروري منه من السوق خصوصا الذي ما زال مدعوما، وصرنا نجد أن هناك صيدليات تقول لك عن دواء مدعوم إنه غير موجود ولكنه متوافر بسعر غير مدعوم، مما يفرض على الدولة ووزارتي الصحة العامة والاقتصاد متابعة هذا الموضوع وإيقاف التلاعب بصحة المواطن”.
وسأل: “لماذا لا يدفع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المتوجبات لمصلحة المضمونين، والتي في بعض الحالات وصلت حدا يصل الى أكثر من سنتين لم يسترجع فيها المضمون ما دفعه في سبيل الطبابة؟”.
وحيا التجمع “الأسير البطل هشام أبو هواش الذي استطاع بإرادته الصلبة أن ينتصر على السجان الصهيوني ويفرض عليه إخلاء سبيله وإن كان قد وصل إلى حالة صحية صعبة وحرجة، إلا أن هذا الأمر يفرض على المنظمات الدولية القيام بواجباتها بفرض إلغاء الحجز الإداري نهائيا حفاظا على الحقوق المشروعة للمواطنين تحت الاحتلال كما تقرها الاتفاقات الدولية”.