افتتح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم “مركز أمن عام المفتش اول الشهيد عبد الكريم حدرج الاقليمي” في الغبيري، في حضور النواب: حكمت ديب، امين شري، فادي علامة، علي عمار ومحمد خواجة، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، ممثل دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ مازن الحريري، الشيخ محمد حجازي ممثلا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، المفتي الشيخ عباس زغيب ممثلا دار الافتاء الجعفري والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ورؤساء البلديات في ساحل المتن الجنوبي.
وتحدث اللواء عباس ابراهيم مستذكرا تضحية المفتش الشهيد عبد الكريم حدرج قائلا: “كم كان حالكا ليل 13 حزيران من العام 2014 عندما حاول إرهابي إنغماسي تفجير نفسه في مقهى على بعد أمتار من مركزنا هذا، لكن لطف الله وعنايته، وبتضحية شهيدنا ورفيقه المفتش أول ممتاز علي جابر الذي جرح، منعا عن شعبنا وأهلنا الليل الطويل، ليشرق نهار آمن بفضل التضحية الأعظم التي قدمها شهيدنا الذي نحتفل بافتتاح مركز إقليمي باسمه إن هذا المركز الجديد الذي يحمل اسم المفتش اول الشهيد عبد الكريم حدرج، يغطي منطقة الضاحية الجنوبية العزيزة على قلوبنا، الشاهدة على عظمة هذا الوطن وتاريخه المجيد، الصامدة رمزا لبنانيا في وجه عدوينا الإسرائيلي والإرهابي”.
أضاف:” يسعدني ويشرفني أن نلتقي اليوم لنحتفل بالافتتاح الرسمي لمركز أمن عام المفتش اول الشهيد عبد الكريم حدرج الاقليمي، هذا الشهيد البطل الذي افتدى بحياته عشرات المواطنين مقدما الأنبل في روحه وهي روحه ذاتها، ذودا عن لبنان تكريسا لشعار خدمة وتضحية للمديرية العامة للأمن العام”.
وتابع: “لقد أنجزنا هذا المركز الجديد بعد عامين من العمل المتواصل في ظل ما يعانيه لبنان من ظروف اقتصادية صعبة وأزمات متتالية على مختلف الصعد، لتوفير الجهد والوقت على أي مواطن أو مقيم، من طالبي خدمات الامن العام في هذه المنطقة وتأمينها بسرعة. فقد تم تجهيزه بأحدث تقنيات العمل، وبما يتلاءم مع التنظيم الاداري الحديث، لنؤكد لمواطنينا وللمجتمع الدولي إصرارنا على مواجهة التحديات التي يعيشها وطننا، من خلال استكمال خطة الانتشار الشاملة في كل المناطق التي أعدتها المديرية العامة للامن العام تلبية لاحتياجات اللبنانيين والمقيمين، وتسهيلا لمعاملاتهم”.
وقال: “أيها الحضور الكريم، إن مهمة عسكريي هذا المركز مع غيره من دوائر ومراكز الامن العام المنتشرة على مساحة لبنان العيش المشترك ولبنان الرسالة، هي أن يكونوا العين الساهرة، والأذن الراصدة، واليد الضاربة لإحباط الأنشطة الارهابية والتجسسية والجرائم المنظمة، حفاظا على الأمن القومي الوطني، وضمانا للإستقرار الداخلي والسلم الأهلي، تحصينا لركائز الدولة وتدعيمها على الرغم مما هي عليه وما بلغته من تعثر، لأن الدولة تبقى بالنسبة الى اللبنانيين، كل اللبنانيين الملاذ الأول والأخير. فقد جرب اللبنانيون الانقسام فكان أن انقسموا على ذواتهم، وانفجرت معازلهم وغيتواتهم بهم، فحذار من اعادة التاريخ الى الوراء”.
وختم: “إن افتتاح هذا المركز النموذجي بهندسته ومراعاته أرقى معايير الخدمة العامة، يساهم كما غيره من الدوائر والمراكز الإقليمية، في تعزيز الموارد البشرية بشكل متوازن، وترسيخ الوحدة الوطنية، فيشعر أبناء الوطن على مختلف انتماءاتهم ومناطقهم ان الدولة تحتضنهم وترعى شؤونهم، ما يؤدي الى زيادة تماسك النسيج الوطني”.
وتوجه بـ “الشكرالجزيل الى كل من ساهم في بناء هذا المركز من مسؤولين رسميين واداريين، والذين قدموا الدعم المادي واللوجستي، وأخص بالذكر رئيس واعضاء مجلس بلدية بيروت”.
كما تحدث رئيس المجلس البلدي في الغبيري معن الخليل قائلا: “وراحت الروح تحلِّق ناحية المحضر الكريم لهذه المناسبة المجيدة، تلتمس الأثر لأجمل العبر، فما عثَرت سوى على بصمة لشهيد الوطن البطل عبد الكريم فضل حدرج، وقد وتبت بكف الايثار آية التضحية والفداء، وسخاء بحجم الروح والدماء وصدى لوعد اللواء، الذي تجسد كلمة صدق، وفعل وفاء، فتجلى هنا صرحا شامخا لمؤسسة الأمن العام اللبناني الذي كان وما زال متميزا بأنبل مهمة، ألا وهي التماس عافية الأمن والأمانِ للوطن والإنسان”.
أضاف: “تمضي السنون وتمر الأيام ، ولكن القسم يتجدد حين تتحقق الاهداف من خلال التواجد الدائم في قلب المعركة المستمرة للبقاء والازدهار ودفع المخاطر وتأمينِ الوقاية، وصولا إلى استتباب الأمن، وهذا ما ينطبق بدقة على مؤسسة الأمن العام التي كانت باشرت حضورها الرائع في بلدتنا الغبيري من خلال افتتاح مركزها الموقت بتاريخ 26 تشرين الأول 2017 متوجها بالروح المتألقة والاسم الكبير للشهيد البطل عبد الكريم حدرج، وكنا يومها على وعد للإنتقال الى مقر دائم للأمن العام في الضاحية الجنوبية، وبتاريخ اليوم 27 كانون اول 2021 تحقق الوعد على جادة الشهيد هادي نصرالله، وكم يشرفنا أن نعلن فخرنا وسرورنا بمناسبة افتتاح هذا المركز الاقليمي ليرسم هوية شرف لضاحيتنا وأهلها الذين يزدادون رسوخا وتجذرا في الانتماء لأغلى الأوطان، مع تأكيد أهمية الجهد الاستثنائي، والدور الطليعي والسعي الكبير والهمة العالية لمؤسسة الأمن العام اللبناني وقيادتها الحكيمة ، متمثلة بمديرها العام سعادة اللواء عباس ابراهيم”.
وتابع: “كما يشرفني أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى كل من عمل في السابق لإنشاء المركز الموقت، وسعى إلى افتتاح المركز الحالي، ولا بد من ان نخص بالشكر والتقدير جهود رئيس بلدية بيروت الاستاذ جمال عيتاني والمجلس البلدي، وسعادة محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وجهود نواب بيروت وجبل لبنان، وأشكر العاملين من جهاز الامن العام الذين عملوا في المركز السابق من ضباط، ورتباء، وعسكريين على مدى السنوات الماضية والذين كانوا ولا زالوا عنوانا لخدمة الناس والتفاني والاخلاص في العمل.
أيضا الشكر للسيد هاشم الموسوي الذي قدم عقاره المحاذي للمركز الموقت طيلة السنوات الأربع الماضية، ولقنصل جمهورية الكونغو الحاج حسن يحفوفي الذي قدم مفروشات المركز الحالي”.
وأشار: “لقد افتتح المركز الموقت عام 2017 بعد عشرات السنين ليخفف عن اهلنا في الضاحية الجنوبية عناء التوجه الى المركز الوحيد في منطقة برج البراجنة والذي كان يؤدي المهمة في ظروف صعبة سواء من ناحية قدم المبنى، وصعوبة التنقل والوصول اليه.
واليوم معكم نفتتح المركز الجديد للتخفيف من معاناة نحو 800 ألف نسمة ضمن أفضل الشروط للعاملين في جهاز الامن العام ولتقديم خدمة مميزة لكل من يقصد هذا المبنى لإنجاز معاملاته”.
وقال: “إشارة الى أننا على مدى العقود والسنين الماضية كنا ولا زلنا كبلديات وباسم اهالي هذه البلدات نرحب وندعو الدولة بكل أجهزتها الى مزيد من الحضور والتواجد في الضاحية، ونحن عندما ندعو الدولة لتعزيز حضورها، إنما ندعوها لواجب عليها، وحق لنا نطالب به، ونعتبر غيابها عن هذا الحضور يصب في خانة حرمان المنطقة من حقَّها وإهمالا لواجبها تجاه أهلها لأننا نرغب بالدولة ومؤسساتها ومؤمنون بضرورة خدمة الناس من خلال وزارات وإدارات الدولة التي يتم من خلالها توفير الجهد والوقت على المواطنين لإنجازِ معاملاتهم باسم المجلس البلدي في مدينة الغبيري، وبالتعاون مع الاتحاد وبلدياته يسعدني في هذه المناسبة أن أعلن لكم أنه لا زال لنا خطة عمل، وسلة من المشاريع المهمة، ومنها العمل من أجل تعزيز حضور مراكز وادارات الدولة وعلى سبيل المثال وليس الحصر، مركز مأمور نفوس (ليكون في مكان المركز الموقت للأمن العام)، والسجل العقاري، والدائرة التربوية، وإعادة تشغيل مركز السجل العدلي في الاوزاعي، وفرع لتعاونية موظفي الدولة”.
وختم الخليل: “صاحب الرعاية، اتقدم منكم بفيض من الحب والاعتزاز، وعظيم التقدير على هذا الإنجاز مجددا الشكر لكم ولكل من ساهم وبذل من أجل هذا الغرس الطيب، الذي أثمر معلما وعلما وصرحا للأمن العام اللبناني في ضاحية العز والوفاء ولخدمة أهلها الشرفاء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
في الختام، تم تبادل الدروع بين اللواء ابراهيم والخليل.