تستمر الحملات التضامنية مع الشعب اللبناني عبر مختلف المؤسسات التابعة الكرسي الرسولي وفي عدد من مؤسسات مجلس أساقفة ايطاليا.
وكان مجلس كنائس الشرق الأوسط أول من أطلق نداء من أجل لبنان “من أجل تأمين الاحتياجات الملحة والملجأ الآمن للبنانيين والمقيمين في البلاد الذين يرزحون تحت وطأة الأزمات المستفحلة على مختلف الصعد”.
وتحدث الرئيس الإقليمي للكرمليين الحفاة في لبنان وسوريا الأب ريمون عبدو إلى موقع الفاتيكان عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون وسط انتشار آفة الفقر وانعدام الخدمات الأساسية.
لم يشأ الأب عبدو التطرق إلى تفاصيل الأبعاد السياسية للأزمة، لافتا إلى “مدى تعقيد السيناريو السياسي”، لكنه قال: “من وجهة النظر المسيحية يمكن الحديث عن وجود قوى مجهولة قادرة على التسبب باليأس بين الناس”. وأشار الى أن “الطبقة الوسطى في لبنان لم تعد موجودة تقريبا”، لافتا إلى أن “العديد من العائلات فقدت مورد رزقها، ولا تستطيع الحصول على مدخراتها في المصارف”. وقال: “من لم يفقد عمله، يعاني هو أيضا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، إذ فقدت العملة اللبنانية نسبة تسعين في المئة من قيمتها، ولم يعد العمال قادرين على تلبية الاحتياجات الرئيسة لعائلاتهم. وهكذا أصبحت نسبة خمسة وسبعين في المئة من العائلات تعيش من دون عتبة الفقر”.
تطرقت معظم الوسائل الإعلامية التابعة للكرسي الرسولي وصحيفة “أفينيري” التابعة لمجلس أساقفة ايطاليا عن احتفال المسيحيين في سوريا ولبنان بعيد الميلاد على الرغم من الأوضاع الصعبة.
وقال الأب فراس لطفي الكاهن الفرنسيسكاني المسؤول عن حراسة الأرض المقدسة والمسؤول عن سوريا ولبنان والأردن في مقابلة أجراها موقع “فاتيكان نيوز”: “إن رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس يدرك تماما مدى صعوبة الأوضاع المعيشية في كل من سورية ولبنان، وقد جاء على ذكر البلدين يوم السبت في رسالته إلى مدينة روما والعالم لمناسبة عيد الميلاد. وإزاء المآسي التي ترغم العديد من المسيحيين على الهجرة”.
وذكر بكلمات الحبر الأعظم الذي حث رعاة الكنيسة على “الوقوف إلى جانب شعب الله”، لافتا الى أن “الرعايا هي عائلات يعاش فيها الإيمان”. وقال الكاهن الفرنسيسكاني: “على الرغم من الأوضاع الأمنية والاقتصادية والصحية الصعبة، احتفلت الجماعات المسيحية في كل من سورية ولبنان بعيد الميلاد، وتحولت الاحتفالات بولادة المخلص إلى مناسبة للفرح والرجاء لدى الجماعات المسيحية المحلية المنتمية إلى مختلف الطوائف، كما أنها تشكل عاملا للوحدة بالنسبة للنسيج الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط كلها”.
وأشار الى أن “عيد الميلاد هذا العام يتلاءم أكثر من سواه مع الميلاد الأول الذي شهدته الأرض المقدسة لألفي سنة خلت، والذي جرى وسط الظلام التام، في برد اسطبل بيت لحم، وكان ميلادا تلفه عتمة الفقر”. وقال: “إن الجماعات المسيحية في سوريا ولبنان تفتقر اليوم إلى وسائل التعبير الخارجي عن بهجة العيد، من خلال الأنوار وحلة العيد، ولهذا السبب بالذات إنها تشعر بقربها أكثر من تجسد الرب يسوع، في برد الاسطبل”.
وتطرق إلى معاناة سكان المدن الكبرى جراء “البرد والجوع والنقص في التيار الكهربائي”.