Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

بقعوني للزعماء المسيحيين: كفاكم كلاما فارغا

ترأس متروبوليت بيروت وجبيل للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قداس عيد الميلاد في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم طريق الشام، بمشاركة المطران كيرلس بسترس، وعاونه كهنة الرعية النائب العام الارشمدريت كميل ملحم والنائب القضائي الاب القاضي اندره فرح، في حضور حشد كبير من المؤمنين، تقدمهم عضو المجلس الدستوري ايلي مشرقاني، المفتش العام في قوى الامن الداخلي العميد فادي صليبا، العميد ناهي جبران ومدير تحرير جريدة النهار غسان حجار.

 

بعد الانجيل المقدس، ألقى بقعوني كلمة قال فيها: “نصلي ليكون عيد الميلاد اليوم تحقيقا لما انشده الملائكة عندما ظهروا على الرعاة، مجدا لله وسلاما للارض ومسرة للبشر. فالمسيح كان طوال حياته صانع سلام وكان سبب مسرة لكثيرين. ابن الله اتى الينا متواضعا بسيطا وساوى نفسه بالفقراء، ولد في مذود وعاش في عائلة بسيطة وهجر الى مصر وحتى في حياته العلنية لم يكن من فئة الاقطاعيين والاغنياء بل عاش حياة بسيطة واقترب من الفقراء والمرضى والمرذولين والخطأة وحمل سلاما الى كل هؤلاء وحمل شفاءات ووزع مساعدات على الفقراء وكان سبب مسرة لجميع الذين التقى بهم. فالمسيح ساوى نفسه بالناس واقترب منهم بالفقر والتواضع ومات عريانا وعاد الى ابيه، ونزل على الارض لاجلنا نحن البشر وليخلصنا من الخطيئة ولنعيش بكرامة كما يجب ان يعيش الانسان المخلوق على صورة الله ومثاله. وبعد ذلك ائتمن يسوع كنيسته، الرسل وكل معمد ليكونوا شهودا له بمتابعة رسالته”.

 

واضاف: “نحن في لبنان في هذا العيد امام فحص ضمير كبير، اين نحن من الفقراء والمهمشين والمهجرين والمرذولين، هناك مبادرات كثيرة ولكن اين هي البساطة الانجيلية في حياتنا واين هي الشهادة للمسيح، وقد حذرنا البابا فرنسيس في فرح الانجيل من الدنيوية الروحية التي تظهر بالولائم والدعوات والاجتماعات التي تهدف الى نجاح المؤسسة والشخص وليس وصول الانجيل الى المؤمنين والى شعب الله. فالمسيح يتوقع منا ومن كل معمد ان يدافع عن السلام وان يكون بخدمته وبعمله سبب مسرة للآخرين ليعيشوا حياة كريمة”.

 

وتابع: “ما أقوله أتوجه به للسياسيين ايضا وخصوصا الزعماء المسيحيين الذين يتحدثون عن حقوق المسيحيين والدفاع عنهم ولكن بعد عقود من الدفاع عن هذه الحقوق ماذا كانت النتيجة، فشل تام، ولقد تناقص عدد المسيحيين كثيرا وهاجر الكثير منهم وكذلك مات الكثير اثناء الحرب. وما نعيشه اليوم يتحمل جزءا من مسؤوليته الزعماء المسيحيون الذين في كثير من الاحيان لم يكونوا صانعي سلام ولا مسرة للمواطنين، ويتحدثون كل يوم عن حقوقنا وكأن حقوق المسيحيين تختلف عن حقوق اللبنانيين، فاذا اردتم ان تدافعوا عن حقوقنا فاجلسوا معا، تتخاصمون وتتنازعون وتدافعون عن امور لا تنسحب على حياتنا لا كمسيحيين ولا كلبنانيين بشيء ولا تصنعون لا سلاما ولا مسرة”.

 

واردف: “أقول للزعماء المسيحيين، توبوا، واجلسوا مع بعضكم البعض وتفاهموا لكي تتمكنوا من الجلوس مع غير المسيحيين وتتفاهموا. كفاكم كلاما فارغا، فالمسيحيون لم يعودوا يطيقون ذرعا بكم وبممارساتكم، والمساعدات التي توزعونها هي لأهداف انتخابية، فاذا اردتم مصلحتنا اسعوا للسلام ولتحسين وضعنا الاقتصادي، واوقفوا ذل الناس”.

 

وختم بقعوني: “يسوع بتجسده هو معنا ولن يتركنا فلا تخافوا، المسيح لن يخذلكم فهو صادق، فلنتكل عليه وهو يدبر امورنا ولنتذكر اننا مدعوون للمساهمة بتحقيق انشودة الملائكة في عيد الميلاد”.