قال الخبير في الشؤون الفاتيكانية الكاتب روبيرتو مانتويا في حديث إلى “الوكالة الوطنية للإعلام” أن “الفاتيكان يشهد تحركا ديبلوماسيا لا مثيل له، هذا عدا اللقاءات الشعبية التي يجريها الحبر الأعظم مع عدد كبير من مجموعات من المؤمنين الذين يقصدونه”. وأكد أن “قداسة البابا لا يفرق بين معوق ورئيس دولة، فهو يساوي بين البشر مهما علت مراتبهم”
وذكر مانتويا بلقاء أب الكنيسة الكاثوليكية “باللبناني المعوق مايكل الحداد الذي يستعد لرحلة إلى القطب الشمالي في شباط القادم ليقطع 100 كيلومتر في إحدى أكثر مناطق العالم صعوبة رغم إصابته بشلل في جزء كبر من جسمه”. وأشار الى أن “الأب الأقدس التقاه الأسبوع المنصرم وتحدث معه طويلا”.
الجدير بالذكر ان مايكل حداد شاب لبناني مصاب بشلل في جزء كبير من جسمه بسبب حادث تعرض له في صباه، هو أيضا بطل رياضات التحمل وسفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة لقضايا البيئة. سبق أن التقى برأس الكنيسة في 2 حزيران الماضي عقب المقابلة العامة للأب الأقدس مع المؤمنين، وقد طلب حداد من البابا أن يصلي من أجله حين سيتوجه إلى القطب الشمالي. وها هو اليوم، وفي مبادرة للفت الأنظار إلى حالة الطوارئ المناخية، يستعد إلى التوجه إلى القطب الشمالي.
من جهة أخرى، تم ظهر أمس الاحتفال بافتتاح السنة الأكاديمية 2021 و2022 لجامعة القلب الأقدس الكاثوليكية وبالذكرى المئوية لتأسيسها. ولهذه المناسبة وجه البابا فرنسيس رسالة عبر الفيديو شدد فيها على أهمية هذه الذكرى، وتأمل في ثلاث كلمات هي: “النار، الرجاء والخدمة”.
وتوقف عند “النار أي الشعلة التي تم نقلها في الجامعة من جيل إلى آخر”. ولفت إلى أن “التأمل في السنوات المئة للجامعة يكشف تقليدا تربويا هاما أحياه تفاني المئات من الرجال والنساء ويشهد عليه الآلاف من الخريجين”.
ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الكلمة الثانية، الرجاء، فقال: “إن مفهوم التربية هذا تتحداه ثقافة فردانية تعظم الأنا مقابل المحن وتنشر اللامبالاة وتقلص قيمة التضامن وتحرك ثقافة الإقصاء”.
وتابع: “إن من يربي ينظر إلى المستقبل بثقة ويقوم بعمل يشرك لاعبين مختلفين من المجتمع كي يوفر للطلاب تنشئة متكاملة هي ثمرة خبرة وحساسية كثيرين”.
وأخيرا تأمل في الكلمة الثالثة، الخدمة. وأشار إلى أن “جامعة القلب الأقدس الكاثوليكية قد أثبتت أمانتها لخدمة الكنيسة والمجتمع”.
وشدد على “أهمية العمل معا كما في أوركسترا”، داعيا إلى “أن يقدم كل فرد أفضل ما لديه في تناغم مع الآخرين، وأن تظل روح الخدمة الطابع المميز لهذه الجماعة الجامعية، لأن هكذا فقط ستكون أمينة للإنجيل الذي يلهمها”.
ولمناسبة احتفاله بعيد ميلاده الخامس والثمانين تلقى الحبر الأعظم العديد من رسائل التهنئة من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم. من بين المهنئين، البرلمان الأوروبي، الذي شكر رئيسه دافيد ساسولي الحبر الأعظم على تعاليمه “الموجهة إلى العالم كله”، مشددا على “ضرورة تبني سياسة إنسانية حيال المهاجرين، من العديد من البلدان، ولا سيما تلك المعارضة لسياسات الهجرة”.