وقع الدكتور مارك أبو عبدالله كتابه الجديد “مقدمة في علم الانتخابات النيابية، الانتخابات النيابية في المتن 1943-2018″، في قاعة المحاضرات في دير مار الياس انطلياس، في احتفال شارك فيه النائب المستقيل الياس حنكش، المرشح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان-جبيل المحامي أنطونيو فرحات، المرشح عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة البقاع الغربي-راشيا المحامي جورج عبود، وفاعليات اكاديمية ومهنية ونقابية.
وناقش الكتاب كل من: عميدة كلية الاعلام والتواصل في الجامعة الانطونية الدكتورة دلال مكرزل، الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية في مواد تاريخ لبنان الحديث الدكتور عماد مراد، رئيس الهيئة اللبنانية للتاريخ الأستاذ المساعد في الجامعة الانطونية في مادة المواطنة والمجتمع وفي الجامعة اللبنانية في مادة تاريخ لبنان الحديث والمعاصر الدكتور امين الياس والأستاذ المحاضر في تاريخ لبنان المعاصر في جامعة الروح القدس في الكسليك الدكتور ايلي الياس.
مكرزل
بداية تناولت مكرزل بعض جوانب الكتاب، ولا سيما تلك المتعلقة بمنهجية البحث العلمي المعتمدة في علم الانتخابات النيابية، واثنت على “ما تضمنه الكتاب من معطيات تاريخية وأرقام ورسوم بيانية”، وركزت “على أهمية الانتخابات في عملية تطوير الديموقراطية وتعزيز مفهوم المواطنة”.
وشرحت “مراحل تطور الحياة التمثيلية في لبنان منذ أيام الفينيقيين، مرورا بعهد الإمارة المعنية مع الأمير فخر الدين، وصولا الى مرحلة الانتداب الفرنسي”، متناولة “أهم ما شهده قانون الإنتخابات من تعديلات إيجابية، من بينها منح المرأة حق الاقتراع”.
مراد
ثم تحدث مراد ووصف إصدار الدكتور أبو عبدالله كتابه بأنه “عمل مقاوم في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان”، مثنيا على “عمله التحليلي الذي غاص في تحليل خطابات المرشحين للإنتخابات النيابية منذ العام 1943 وحتى دورة 2018، والأرقام التي حصل عليها المرشحون”.
كما تناول مقتطفات من بعض الدورات كدورة 1968، ونوه “في هذه الدورة بالفكر السياسي والثقافي والتخطيطي للنائب الراحل موريس الجميل”، واصفا كتاب “علم الانتخابات النيابية، بأنه مرجع علمي لدراسة تاريخ الانتخابات النيابية في لبنان”.
الياس
اما الياس فتحدث عن “مراحل الصداقة والزمالة الجامعية التي جمعته بالدكتور أبو عبدالله منذ كانا تلميذين في الجامعة اللبنانية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الفنار، ومن ثم في فرنسا حيث تابعا دراساتهما العليا”، واثنى “على العمل الجبار الذي قام به الكاتب في تأريخ العمليات الانتخابية في لبنان”.
وختم:” من خلال مقارنة البرامج الانتخابية، نرى ان الدورات الإنتخابية التي سبقت الحرب الأهلية، وتحديدا الدورات الأربعة التي جرت بين العامين 1960 و1972، حملت فكرا سياسيا عميقا، إذ تناول المرشحون في برامجهم مفاهيم حديثة في تلك الفترة، ومن بينها العلمانية، وحرية الضمير، وحرية المعتقد”.
إيلي الياس
ثم لفت الدكتور إيلي الياس الى ان “العمل المضني الذي قام به الكاتب في المكتبة العامة في جامعة الروح القدس في الكسليك، حيث كان يلتقي مرارا، وطيلة 3 اعوام، بالدكتور أبو عبدالله والذي كان يراه دائما غائصا في قراءة الجرائد والارشيف”، وشدد على “حاجة المكتبات لهذا المستوى من الاعمال التي تساعد على تطوير العمل السياسي في لبنان، ولا سيما الانتخابات النيابية، وعلى أهمية الانتخابات التي من هذا المنطلق تحدث عنها الدستور اللبناني في اكثر من مكان، وخصوصا أن لبنان ووفق مقدمة دستوره هو جمهورية ديموقراطية برلمانية”.
ابو عبد الله
من جهته اشار ابو عبد الله الى ان “فكرة الكتاب ولدت بعد حديث مطول مع صديقه النائب المستقيل الياس حنكش، الذي شكل الدافع الشخصي وراء غوصه في علم الانتخابات النيابية”.
وتناول “الصعوبات العلمية واللوجستية التي واجهته خلال اكثر من سنتين ونصف من عمله البحثي”، ثم قدم كتابه الذي “يتضمن مقدمة و22 فصلا وخلاصة”، مشيرا الى أنه “يستعرض في المقدمة، منهجية البحث التي ارتكز عليها في دراسته”.
وعن الفصول الإثني عشر التي يتضمنها الكتاب، أوضح أنها “عبارة عن 15 دورة عامة و7 دورات فرعية”، شارحا “طريقة دراسته لهذه الدورات الانتخابية، التي تناول فيها الظروف المحلية والإقليمية والدولية المؤثرة على مسار العمليات الانتخابية”، ولفت الى “أن تلك الفصول تتضمن دراسة لقوانين الإنتخابات النيابية التسعة التي جرت على أساسها الدورات الخمسة عشر”.
ولفت الى أن “الكتاب تضمن دراسة مفصلة أجراها للعملية الانتخابية عبر مقارنة شخصيات المرشحين وخطابهم الانتخابي وبرامجهم الانتخابية”، مفندا ومحللا نتائج كل دورة.
اما في خلاصة الكتاب، فاستنتج “وجود ضرورة ملحة، إذا ما كنا نريد فعلا إحداث تغيير جذري في لبنان، للشروع في عملية تطوير المرشح والناخب”، معتبرا أنه “على المرشح التحلي بثقافة تاريخية ودستورية، كما على الناخب الإطلاع أكثر على شخصية المرشح الذي ينوي الإقتراع له، وعلى برنامج، ليكون الاقتراع مبنيا على أسس علمية واضحة”.