أغلقت شركة “Alitalia”، أكبر شركة طيران في إيطاليا تأسست العام 1946، أبوابها بسبب الإفلاس، وكانت رحلة الخميس الماضي من مدينة كالياري في سردينيا إلى مطار فيوميتشينو في روما، هي الأخيرة.
ووجه الطيار أندريا جويا، الذي يعمل في الشركة منذ العام 1989 وأحد أكثر الطيارين خبرة في مجال الطيران المدني في إيطاليا، كلمة للمسافرين بعينين دامعتين: “بعد أن قمت بعملي لأكثر من 35 عاما، أضطر اليوم لأقول لكم وداعا”.
وابتداء من أمس، أصبحت شركة “Italia Trasporto Aereo” التي تأسست بقرار من الحكومة الإيطالية، الشركة الرئيسية في البلاد بدلا من “Alitalia”. وكانت السلطات الإيطالية تحدثت عن “الاستثمارات في المستقبل” و”إعادة تشغيل نظام وسائل النقل الجوية”، وعن أن “تأسيس هذه الشركة يجب أن يدعم القدرة التنافسية للأعمال الحرة والسياحة الوطنية”.
ويرى خبراء إيطاليون أن واقع إفلاس شركة “Alitalia” يدل على فشل المحاولات الطويلة الأمد التي قامت بها الحكومة الإيطالية والمستثمرون، بهدف إنقاذ هذه الشركة الجوية المعروفة. وكانت المحاولة الأخيرة لإنقاذ الشركة اتخذت في آب العام 2014 عندما وقع اتفاق بيع 49 % من أسهمها لشركة “Etihad Airways”، غير أن موظفي “Alitalia” رفضوا في نيسان العام 2017 خطة تنميتها التي اقترحها المدراء الجدد للشركة. ولم تنجح الدولة على مدى سنوات في إنقاذ الشركة، رغم ضخ الأموال التي قدرت بين العامين 1974 و 2016 بحوالى 13 مليار يورو. علما بأن المفوضية الأوروبية في أيلول الماضي تدخلت لحل الأزمة وتوصلت إلى أن القروض التي قدمتها الحكومة في أثناء الإدارة الطارئة للشركة، تعد غير شرعية لأنها تتناقض مع قواعد الاتحاد الأوروبي عن مساعدة الدولة. ووفق قرار المفوضية الأوروبية، على الدولة حاليا استرجاع هذه الأموال من الشركة بما في ذلك الفوائد.
ويقول النقابي انسو بارتسيالي ل “الوكالة الوطنية للاعلام”، إن شركة “Italia Trasporto Aereo” سترث من الشركة المفلسة 52 طائرة و2800 موظف، وهي اشترت شعار “Alitalia” ب 90 مليون يورو.