ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة أشار فيها إلى أن “البلد اليوم يعود بشدة لمرحلة الإحباط، بسبب الشلل في دور الدولة وغيابها، وسط طوفان كارثي من الجوع والحاجة والبؤس واليأس الذي طال ناسنا وأهلنا”.
وحذر المفتي قبلان “بشدة من لعبة نفط موجود، ونفط مخزن، ومحطات مغلقة، وأفكار تخلط السياسي بالمالي، والمحلي بالدولي، فنحن لا نريد أن يضيع البلد بين الشركات المستوردة للنفط، والشركات الموزعة، وجدول أسعار الوزير، ودون أي مرجعية سلطة وقانون، وكأن البلد غابة، أو كأن القانون فقط على الفقراء والمساكين، حتى في أيامنا هذه الصعبة، والتي يجب أن يطبق القانون فيها على القوي وعلى المتنفذ قبل أن نذهب إلى فقير نريد أن نسترد منه ثمن لقمة خبز”.
وحذر من أن “كل المعطيات تؤكّد أن لا مساعدات غربية للبنان، وصندوق النقد بلا عواطف وبأنياب سياسية والأولوية عند الغرب للانتخابات، حتى يتمكنوا من حسم هوية البلد على قاعدة محاولة السيطرة على القرار السياسي. بمعنى، البلد الآن وحتى الانتخابات مجرد بازار سياسي، والناس للأسف لا قيمة لها في السياسات الغربية، والأهمية بنظرهم لموقع لبنان في اللعبة الخارجية”.
ووجه المفتي قبلان نداءه للبنانيين، بالقول:”اتحدوا على المصالح الوطنية، اتحدوا على رغيف خبزكم ودوائكم ومشتقاتكم النفطية، لأن هناك من لا يهمه جوعكم وعتمتكم ومرضكم ومدارسكم وأسواقكم وجامعتكم وموتكم، صدقوني الطائفية في الحياة المعيشية حرام وكارثة وذبح للناس والبلد، الطائفية هي سرطان هذا البلد، ويجب الخلاص منها”.
وأشار المفتي قبلان إلى أن الحل هو “برفع الصوت، ونزع اليد من الأغلال الغربية وتلزيم شركات نفطية شجاعة بالتنقيب في البحر، لأن الغرب لا يفهم إلا بمنطق التمرد واعتماد البدائل، ولا مصلحة بعد مصلحة الشعب اللبناني، والزمن زمن التحرر لا زمن وصاية وتبعيات، كما تفعل السفارة الأميركية في بيروت والتي تحولت غرفة عمليات انتخابية إعلامية وسط تحشيد سياسي ومالي وإعلامي ولوجستي، الهدف منه احتكار القرار السياسي ومصادرة لبنان، وهذا ما يجب مواجهته. والخيار هو حماية لبنان من السم الأميركي المغمس بالعسل”.