بدأ مزارعو وضامنو كروم الزيتون في محافظة عكار، باستعداداتهم لجني محصول الزيتون لهذا العام المفترض ان يبدأ مطلع شهر تشرين المقبل ويستمر لغاية نهاية كانون الاول، وسط مخاوف وإرباكات كبيرة في ظل انعدام الكهرباء وفقدان مادة المازوت لتشغيل عشرات المعاصر المنتشرة في مختلف البلدات والقرى العكارية التي بدأ أصحابها تحضيراتهم الروتينية لاستقبال ثمار الزيتون المعد للعصر.
ويقول الياس الراسي وهو مالك لبساتين زيتون عدة وصاحب إحدى هذه المعاصر في محيط بلدة حلبا: “ما نواجهه هذا العام مختلف كليا. وثمة تخوف كبير من عدم القدرة على عصر زيتون عكار ما لم تقدم الجهات المعنية على توفير التيار الكهربائي او مادة المازوت لتشغيل المعاصر ولتأمين نقل ثمار الزيتون من البساتين إليها”.
يضيف: “إن كلفة النقل والعصر مع الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات سيلقي بتبعاته على المزارعين والمستهلكين على السواء، إضافة الى ارتفاع أكلاف اليد العاملة للقطاف ولعمال المعاصر. وهذا يعني ارتفاع كبير جدا بسعر صفيحة الزيت التي كانت تباع العام الماضي ما بين ال 150 الى 300 ألف ليرة لبنانية، بحسب جودة الزيتون والزيت، أي زهاء ال100 دولار، أي ما يوزاي اليوم حسب سعر الصرف، نحو مليون ونصف مليون ليرة لبنانية وهذا رقم كبير على المستهلكين إذ ان كل منزل بحاجة الى نحو 60 ليترا من زيت الزيتون مؤونة سنة كاملة”.
ويلمح الراسي الى أن “مخاطر عدم توافر المحروقات ربما ستتسبب بعدم امكان عصر الزيتون الامر الذي يعني تلف موسم كامل وخسائر كبيرة جدا لا يمكن تعويضها على الاطلاق، ذلك ان موسم الزيتون وما ينتج عنه من زيت وصابون وجفت يصنع للتدفئة يعتبر من اساسيات اقتصاديات ابناء المنطقة التي يعول عليها للصمود في وجه ارتفاع أكلاف المعيشة”.
وطالب المعنيين في الدولة وخصوصا وزارات الطاقة والزراعة والصناعة، “السعي الى تأمين المازوت المدعوم للمعاصر وإلا فنحن مقبلون على كارثة حقيقية”.
ودعا الراسي أصحاب المعاصر الى “التنادي لعقد لقاء عام لهم للبحث بكل هذه المعطيات وللتواصل في إطار موحد مع السلطات المعنية لإيجاد الحل اللازم وبالسرعة القصوى”.
رعد
أما الرئيس السابق للجمعية التعاونية الزراعية في القبيات التي تملك معصرة زيتون في القبيات طوني رعد فتحدث عن “المرحلة الصعبة التي تعبر على البلد عموما وعلى كافة قطاعاته الزراعية والانتاجية في ظل تدني سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار”.
وشرح صعوبات قطاع زراعة الزيتون وتصنيعه بالقول: “إنتاج الزيت في منطقة الدريب الاعلى (القبيات- اكروم- وادي خالد) مرتبط بعدد نصوب الزيتون في هذه المنطقة التي تقارب 300 ألف شجرة (زراعة حديثة نسبيا 40 سنة). والانتاج السنوي من الزيت يتراوح ما بين 25 الف و40 الف صفيحة زيت حسب وفرة الانتاج لكل موسم”.
أما بشأن عمل المعاصر، فيضيف: “يوجد في المنطقة 8 معاصر متفاوتة الحجم والانتاج، تعمل بمعدل 70 يوما في الموسم. في الموسم الماضي، تراوحت كلفة عصر الصفيحة ما بين 15 الف ليرة و25 الف ليرة. بالإضافة الى كلفة القطاف والفلاحة والمكافحة، تصل كلفة الانتاج الى ما بين 80 و90 ألف ليرة. وكانت تباع بحدود ال 150 الف ليرة لبنانية. وكان عامل المعصرة يتقاضى 7 آلاف ليرة عن كل ساعة عمل، وكانت المحروقات لإدارة المولدات زهيدة الثمن (مليون ومئة الف لطن المازوت).
ولفت الى ان “معصرة التعاونية في القبيات تنتج ما بين 2500 الى6000 صفيحة سنويا بحسب وفرة الإنتاج”.
وجزم رعد أن “الموسم هذا العام بخطر بسبب عدم وجود محروقات، وإن وجدت فبسعر السوق السوداء، وبدل أتعاب العامل ارتفعت الى 15 ألف و20 ألف ليرة للساعة الواحدة”، لافتا الى أن “كل ذلك سينعكس ارتفاعا جنونيا في كلفة الانتاج”.
وسأل: “بكم ستباع صفيحة الزيت؟ ومن بمقدوره شراؤها؟”.
وفي المعطيات المتوافرة حول زراعة الزيتون في لبنان، يشار الى أن “أشجار الزيتون تشغل حوالي 563كيلومتر مربع من مساحات الأراضي في لبنان، أي ما يمثل 5.4 في المئة من الأراضي، أو 8 في المئة من إجمالي الأراضي الزراعية في لبنان. معظمها أراض بعلية (8 في المئة فقط من حقول الزيتون المزروعة مروية) وتقدر المساحات المزروعة بالزيتون بحوالي الـ 7000 هكتار من أصل 80 ألف هكتار المساحة الاجمالية لمحافظة عكار. وحوالي 70 في المئة من أشجار الزيتون معدة لإنتاج الزيت، أما ما تبقى فهو لإنتاج زيتون المائدة مؤونة للمنازل اللبنانية كافة. حوالي 41 في المئة من إنتاج زيت الزيتون يجري في شمال لبنان، تليها منطقة النبطية بـ21 في المئة، 15 في المئة في الجنوب، 13 في المئة في البقاع و10 في المئة في جبل لبنان.