نظم مركز التعاون وبناء السلام للدراسات (RCCP) بيروت، ندوة حوارية مع متحدثين من مركز الدراسات العالمية والاستراتيجية (CGSS)، إسلام أباد حول “الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وانعكاساته على الاستقرار الإقليمي”.
في البداية، أكد المدير التنفيذي لمركز الدراسات العالمية والاستراتيجية السيد خالد تيمور أكرم، أن أفغانستان غرقت في التعقيدات لعقود عديدة. ومع ذلك، فقد أثار سقوط كابول العديد من التساؤلات.
واذ أشار الى “تورط الولايات المتحدة في أفغانستان”، ذكر أن “السياسات الأميركية الخاطئة أدت إلى النتيجة التي نراها اليوم”.
ولفت إلى أن “طالبان في أفغانستان تنقسم إلى مجموعات عرقية مختلفة بين الطاجيك والأوزبك والبشتون والهزارة، وأن لمنظمة شنغهاي للتعاون، دورا محوريا في حل القضايا ودمج جميع دول المنطقة”. وأكد أن على “القوى الإقليمية أن تتخذ قرارا بأنها ستقف بحزم وتضع إطارا شاملا للسلام والتنمية الإقليميين”.
تلاه مدير مركز دراسة المنطقة (روسيا والصين وآسيا الوسطى) في جامعة بيشاور الدكتور شبير أحمد خان، الذي اكد أن “الاستيلاء على الأراضي وإدارة الدولة بنجاح هما أمران مختلفان اختلافا جوهريا لا سيما في الحالة السياسة والدينية لأفغانستان المنقسمة عرقيا”.
وذكر أن “الدعم الداخلي والخارجي لطالبان سيعتمد على سلوكهم، أي التسامح، واستيعاب مختلف الجماعات العرقية والسياسية داخليا مع إثبات أنهم مصدر استقرار في المنطقة من خلال معالجة مخاوف الجيران”.
وأشار إلى أنه “يتعين على طالبان خلق بيئة خالية من الخوف أو الحرب الأهلية، وعدم توفير مكان للجماعات الإرهابية، والتاكيد أنه لن يتم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى”.
وقال: “دور باكستان سيظل محوريا لتجنب الأزمات الغذائية ونقص الأدوية وتوفير الضروريات الأخرى خلال الفترة الانتقالية”.
وذكر مدير الشؤون النووية والاستراتيجية في مركز دراسات الفضاء والأمن (CASS) وخبير الأمن الإقليمي في باكستان السيد سيد محمد علي، بالأسباب الكامنة وراء انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. وقال: “الولايات المتحدة غير قادرة على إنفاق المزيد من الأموال على حكومة غير كفؤة حيث كان من الصعب سياسيا على الولايات المتحدة ان تبرر ذلك لمواطنيها الاميركيين”.
وناقش التحول في النظام العالمي والإدراك الجيوستراتيجي الجديد.
وتحدثت الباحثة المساعدة في مركز الدراسات العالمية والاستراتيجية (CGSS) السيدة مريم رضا عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وذكرت أن الديناميكيات الاجتماعية والسياسية قد تغيرت.
وشددت على أنه “ستكون هناك تداعيات أمنية على المنطقة” مقترحة على جميع أصحاب المصلحة الإقليميين مثل جمهوريات آسيا الوسطى (CARs) وإيران والصين وروسيا وتركيا وباكستان، أن “يضعوا إطارا شاملا للخطة المستقبلية للتعامل مع هذا الوضع ومع حكومة طالبان، علاوة على ذلك ، يجب على جميع اللاعبين الإقليميين التكاتف ووضع خطة عمل متماسكة”.
وأعقبت حلقة النقاش جلسة تفاعلية أدارتها رئيسة مركز التعاون وبناء السلام للدراسات(RCCP) في بيروت الدكتورة دانيا قليلات الخطيب.
حضر الندوة 35 خبيرا من لبنان وباكستان. ونوه الحاضرون بالتعاون العلمي والبحثي بين لبنان وباكستان.