” يا ليل طوّل ساعاتك ”
كتب رياض الفرطوسي
ما ان تبدأ تسمع هذا النص الملحمي‘
الذي كتبه سعيد الصافي وبصوت بشير النجفي.
حتى تشعر انك تعيش واقعة الطف‘
فكرا ووعيا وحزنا.
صوته المتهدج بعد منتصف الليل‘
يشطرك الى نصفين.
كيف لك ان تلملم بعثرة روحك‘
وانت المصنوع من شلالات الدمع.
حين تقرر ان تجلس في محراب كربلاء‘
وتحمل بين جنبيك ما يكفي للكتابة عن عاشوراء‘
او عن هذا الموت المقدس.
فلا زالت كربلاء تأن من الفجيعة.
وان حزن ورثة الحسين ( ع ) يتخطى الحدود‘
كجرح ترك نزفه يسافر في ارواحنا.
نخلع اصواتنا المخضبة بالفجيعة والاسى في وجه السماء‘
ونغترف الحزن من ضمأ العباس.
يا الله
انهم يذبحون وجه الشمس بسهم ملعون.
فهل يكفي الليل لحمل آهات اللوعة.
وفرسان كربلاء يسابقون الموت.
لا وقت لديهم للانتظار‘
لأنهم عشاق الشهادة.
لا تسمع شيئا سوى صليل السيوف‘
التي تعلمك كيف تتذوق الحرية‘
وتغامر بالعشق والحب لتطلق روحك بصفاء‘
تشتد كصارية في حداد ازلي.
ثوبك السواد.
تتقدم بأقدام عارية نحو الضريح.
ليلة العاشر ‘ جسد بلا رأس.
ايها المعزون‘
رويدا ..
ايها الاحرار
رويدا ..
دعونا نشرب نخب الحزن‘
وندون في تاريخ المهد‘
قيامتنا الثكلى.
وننشد ( يا ليل طوّل ساعاتك
يا ليل احمل آهاتك ).
بقلم : رياض الفرطوسي