من بين كافة العبارات التي اشتهرت بها جائحة كورونا، كانت: “تسطيح منحنى الإصابات” و”تباعد اجتماعي”، و”ارتد كمامة“.
وارتداء الكمامة أو الأقنعة الواقية واحدةٌ من أبسط الطرق وأكثرها فاعليةً للحدِّ من انتشار فيروس كورونا المُستجَد وإنقاذ الأرواح. لكن، كما يوضِّح عددٌ متزايدٌ من التحذيرات، لا تتساوى كل الأقنعة.
إذ حذَّرَت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ارتداء الكمامات المزودة بصمامات أو فتحاتٍ لخروج الزفير، وهي ذلك النوع من الأقنعة التي صُمِّمَت من أجل العمل في أعمال البناء التي ينتشر بها الغبار، تلك الأقنعة التي صارت شائعةً مع الوباء، ربما بسبب تصميمها ذي التقنية العالية.
تنص إرشادات الوكالة على أن: “الغرض من الأقنعة هو منع وصول الرذاذ التنفُّسي إلى الآخرين، من أجل المساعدة على التحكُّم في مصدر المرض”.
وتضيف الإرشادات: “غير أن الأقنعة ذات الصمامات أو الفتحات أحادية الاتجاه تسمح للهواء بأن يُزفَر عبر فتحةٍ، ما قد يتسبَّب في خروج رذاذٍ تنفُّسي يمكن أن يصل إلى الآخرين”.
الكمامات المزودة بصمامات لا تحمي الآخرين
إذاً فإن هذا النوع من الأقنعة لا يمنع الشخص الذي يرتديها من نقل فيروس كورونا إلى الآخرين.
وتتابع الإرشادات: “ولهذا السبب، لا تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية باستخدام الأقنعة الواقية كوسيلةٍ للتحكُّم في انتقال المرض من المصدر إن احتوت على صمامٍ أو فتحةٍ للزفير”.
بدورها توضِّح شركة 3M، التي تصنع الأقنعة المُستَخدَمة في مواقع البناء، على موقعها الإلكتروني كيف تعمل هذه الأقنعة، بحسب صحيفة Washington Post
وتوضح أن “الهواء المُستنشَق يُرشَّح عبر جزء النسيج الموجود بالقناع، فيما يخرج هواء الزفير الساخن الرطب عبر الصمام. قد يكون هذا النظام هو ما تحتاجه حين تهدم مطبخاً بغرض إعادة ترتيبه، لكن الصمام لا يلبي الغرض إذا كنت تحاول إبطاء انتشار الفيروس”.
ويوصي خبراء الصحة العامة بارتداء الأقنعة الواقية لمنع الرذاذ التنفُّسي من الانتشار في الهواء حين تزفر الهواء أو تتحدَّث أو تسعل أو تعطس، بينما تسمح الكمامات المزودة بصمامات للرذاذ بالعبور منها. وكما تلاحظون، لا تتضمَّن الأقنعة الطبية أيَّ صمامات.
في المقابل، توصي مراكز السيطرة على الأمراض بالأقنعة القماشية البسيطة.
إذ تمنع طبقاتٌ قليلةٌ من القطن معظم الرذاذ التنفُّسي المُحتَمَل أن يحمل العدوى من الهروب إلى الهواء من حولك، وهي أيضاً ألطف كثيراً من أقنعة N95.
وتطرح دراسةٌ حديثة أن على الناس أن يتجنَّبوا الأغطية الشهيرة الجديدة التي تغطي الرقبة، التي تُصنَّع من خامةٍ رقيقةٍ ومطَّاطة.
ووَجَدَ باحثون بجامعة ديوك الأمريكية أن هذه الأغطية قد تكون أسوأ من عدم ارتداء قناعٍ على الإطلاق، لأنها تفكِّك الجزيئات الكبيرة من الرذاذ إلى جزيئاتٍ أصغر يُرجَّح أن تظل في الهواء لفترةٍ أطول.