كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: لم ترقَ الاتصالات واللقاءات السياسية التي يجريها المسؤولون السياسيّون، أكان على مستوى تشكيل الحكومة، أو على مستوى البحث في الأزمة الاقتصادية، أو ما جرى من تبادل للقصف الصاروخي على طرفَي الحدود الجنوبية، إلى مستوى الحدث، إلى مستوى الاهتمام الدولي بلبنان، إن لجهة مؤتمر دعم لبنان الذي عُقد بدعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورؤساء مجموعة الدول الأوروبية ومشاركة الرئيس الأميركي، جو بايدن، والمملكة العربية السعودية. فها هو اللقاء الخامس يجري بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، ليخرج الأخير ويعيد بث جرعةٍ من التفاؤل المصطنع من بعبدا، في حين تشير كل الأجواء المرافقة إلى أنّ حقيقة الأمور لا تدعو أبداً إلى هذا التفاؤل، إن لم نقل العكس.
مصادر مقربة من الرئيس المكلّف كشفت لجريدة الأنباء الإلكترونية أنّ ميقاتي عرض على عون إسناد حقيبة الداخلية للوزير زياد بارود كشخصيةٍ مسيحية محايدة. وعلى الرغم من أنّ زوجته تنتمي للتيار الوطني الحر فإنّ النائب جبران باسيل رفض هذا الاقتراح، ولذلك تم استبعاده، ويدور البحث عن شخصية أكثر طواعية.
المصادر أكّدت تمسّك ميقاتي بإبقاء القديم على قِدمه، بمعنى أن تكون الداخلية من حصة الطائفة السنّية، والمال للثنائي الشيعي، والخارجية والدفاع للمسيحيّين، وهو ما تعهّد به الرئيس ميقاتي لرؤساء الحكومات السابقين، ولن يتنازل عنه والقبول بهذه المقايضة إلّا في حالة واحدة، وهي قبول الثنائي الشيعي التخلي عن المالية.
عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب محمد خواجة، أشار في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ أجواء اللقاء الأخير بين عون وميقاتي كان أفضل من اللقاء الذي سبقه، والدليل الاتفاق على موعدٍ سريع.
وقال: “الأهم من كل ذلك هو تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، لأنّ كل القوى السياسية تعترف بأنّنا تأخرنا كثيراً في هذا المجال، وهدرنا المزيد من الوقت. واليوم هناك أزمات كثيرة يعيشها اللبنانيّون لحظةً بلحظة، والأهم من كل ذلك انهيار العملة الوطنية”، مضيفاً: “المداولات كثيرة، وهناك كلام عن المداورة أو عدمها، وكل ذلك مدار بحث. المهم أن تتشكّل حكومة فاعلة، ومنتجة، وسريعة، فالبلد لم يعد يتحمّل المزيد من التأخير. فاليوم لدينا أزمة كهرباء قاتلة نتيجة انهيار العملة، والشح في الفيول، وقطع الغيار، فالمولّدات الخاصة بديل غير منطقي، وغير صحي، وغير طبيعي”.
وعن موافقة الثنائي الشيعي التخلي عن المالية في حال الاتفاق على المداورة، قال: “هذا الأمر يقرّره الرئيس نبيه بري”.
في هذه الأثناء، خرق التوتر الحدودي جنوباً المشهد اللبناني، وربما يكون الأخطر منذ حرب تموز. وقد استبعد خواجة حصول حربٍ شاملة بين لبنان وإسرائيل، متوقعاً حصول توترات بين الحين والأخر، لأن ظروف الحرب غير متوفرة حتى الآن.
من جهته، سأل عضو كتلة الجمهورية القوية، النائب وهبي قاطيشا، عبر الأنباء الإلكترونية: “لمن سيتنازل حزب الله، وهل توجد في الجنوب ميليشيات مسلحة غيره؟ أو أنّ ما حصل قد جرى بالتكليف؟” عازياً أسباب هذا التوتر إلى تعثّر المفاوضات الأميركية مع إيران.
وقال: “لن تصل الأمور إلى حرب شاملة، إلّا إذا كانت إيران تريد ذلك”، مطالباً السلطة اللبنانية بفتح تحقيق لمعرفة ما جرى، وسؤال حزب الله عن الموضوع. ومن غير المقبول ترك الأمور على ما هي عليه.