إستجاب عدد من الكنائس الإيطالية لدعوة البابا فرنسيس إلى إقامة الصلوات في الذكرى السنوية الأولى للانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، بالتزامن مع القداس الذي اقامه بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في المرفأ عند السادسة و7 دقائق.
فقد أحيت رعية موناتشيليوني في جنوب إيطاليا ذكرى مرور سنة على انفجار المرفأ الذي حصد نحو 218 ضحية، وخلف وراءه ما لا يقل عن سبعة آلاف جريح، وشرد آلاف العائلات.
وتليت الصلوات وأضيت الشموع من أجل ضحايا الانفجار ومن أجل السلام في لبنان، في مزار سيدة لورد في البلدة. شارك في المناسبة رئيس البلدية ميكايله تورو ورئيس البلدية السابق، وعدد من الكهنة والمؤمنين.
تحدث كاهن الرعية الأب عبدو رعد شاكرا البابا فرنسيس “الذي يحمل في قلبه محبة كبيرة للبنان والذي لا يترك مناسبة إلا ويوجه نداء للعمل والصلاة من أجله، وقد وجه اليوم بالذات في الرابع من آب كلمة تضامنية مع أهالي الضحايا، متمنيا زيارة لبنان قريبا”.
وشكر الأب رعد “جميع المتضامنين والمصلين من أجل إحقاق العدالة ورفع البلاء عن المحزونين والمتألمين”، مذكرا بأن “الانفجار وما سبقه وما تلاه من أزمات سياسية واقتصادية جعل نحو نصف السكان فقراء، يعيشون بدولار واحد فقط يوميا”. وقال: صلاتنا اليوم، نضمها إلى صلاة كثر في إيطاليا والعالم، مجددين إيماننا بقوة الخير ضد الشر، وبقوة النور ضد الظلام”.
وتحدث رئيس البلدية فقال: “علينا أن نذكر كل يوم لبنان لأنه ما زال يعيش مأساة يومية منذ زمن طويل. أمنيتنا أن تتألف حكومة جديدة وأن يتفق أصحاب القرار على إقرار السلام في هذا البلد المعذب”.
أما كاهن رعية توفارا الأب برناردينو، فرأى أن “العالم مع الأسف يعيش لامبالاة وعدم إحساس بالآخر”. وقال: “كم من الأطفال في العالم يعيشون في حاجة شديدة، كم من الفقر والحروب تجتاح البشرية؟ أما حضورنا اليوم لنضيء شمعة فهو عمل مقدس. عندما يضيء كل منا شمعة نستطيع أن نخرق الظلام ونجدد إنسانية العالم. تعالوا نكون أكثر إحساسا مع المتألمين لا سيما في لبنان في هذا اليوم، متحدين بالخير ورافعين الصلاة والدعاء مع اللبنانيين”.
في ختام اللقاء، أضاء كل شمعته أمام السيدة العذراء مصليا بصمت وخشوع.
اوريولو رومانو
كذلك، أقيم في كنيسة سان جوروجيو في بلدة اوريولو رومانو الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمال روما، قداسا إلهيا خصص للبنان ولراحة أنفس شهداء الرابع من آب 2020. ترأس القداس الأب ميكايلي كونتاديني، في حضور الأمين العام لجمعية الصداقة الإيطالية العربية بولو كابوتسو وحشد من المواطنين الإيطاليين.
وذكر الاب ميكيله في عظته، بـ”الكارثة الفظيعة التي حلت باللبنانيين في ذلك الوقت”، وقال: “أردنا هذا القداس في الساعة السادسة وسبع دقائق وقت الانفجار كي لا ننسى الضحايا الأبرياء وكي لا ننسى لبنان أرض الأنبياء. دول عدة تتحدث عن لبنان ولا تقوم بعمل فعلي، لكن نحن نترجم بقداسنا هذا رغبة قداسة البابا بالوقوف إلى جانب الشعب الشهيد”.
وذكر الأب كونتاديني بيوم الصلاة والتأمل الذي نظم في الأول من تموز الماضي لرؤساء الطوائف المسيحية، حين “رفعت الصلاة إلى الله نور الرجاء من أجل تخطي الأزمة الصعبة. وذكر بمناشدة البابا فرنسيس للمجتمع الدولي طالبا منهم “مساعدة لبنان لكي يقوم بمسيرة قيامة ليس بالكلمات وحسب وإنما من خلال تصرفات ملموسة”.
كما ذكر الأب ميكايلي بـ”العلاقة المتينة بين الفاتيكان والبطاركة الموارنة منذ قرون”، متحدثا عن أهمية دور الكنيسة المارونية.