تمسكوا بأعماركم الخضراء …
احرصوا على ألا تغادروا الحياة دون أن تمروا بهذه المرحلة الجميلة التي قد تعادل العمر بأكمله…
ليس بالضرورة أن يكون العمر الأخضر هو أول العمر أو منتصفه.. قد يبدأ في المرحلة الأخيرة من حياتنا .. المرحلة التي نترقب فيها إسدال الستائر وإطفاء المصابيح … واغلاق الأبواب…
الحب قد يأتي في آخر محطات العمر …
الأحلام قد تتحقق في آخر مراحل العمر …
والشمس قد تُشرق في مغيب العمر …
الورود قد تزهر في خريف العمر..
والأمطار قد تهطل حين نظن أن الشتاء قد مضى …
لا عمر أخضر للذين يعيشون في جلباب سواهم ..
يتقبلون ما ورثوا من حياة تقليدية بأبيضها وأسودها ، ويجمدون عقولهم ..
ولا عمر أخضر للذين يتملكهم المال أكثر مما يتملكونه …
لاعمر أخضر لأولئك الذين يستهلكون أعمارهم في حكايات مستحيلة .. حكايات عارية .. لا جدران ولا أسقف لها ..
حكايات لا يرفرف عليها الأمان .. ولايقترب الأمل من أسوارها .. فتنتهي أعمارهم وهم تائهون في منتصف البحر ..
لا عمر أخضر للذين يعيشون وأعينهم على أبواب سواهم يحصون النعم على المحيطين بهم .. ويجحدون بما يحيط بهم من نعم ..
فتمضي سنواتهم بين حقد وحسد ..
لا عمر أخضر للذين يحرقون حكاياتهم الجميلة في محرقة العادات ويكملون ماتبقى لهم من عمر شبه أحياء .. يعيشون أسرى في سجون شيدتها لهم الظروف..
فيخذلون انفسهم.. ويخذلون احلامهم .. ويخذلون آخرين وثقوا بهم وقاسموهم عمراً . بعد ان كانوا حكاية العمر كله.
رنا اسعد / حكايا شهرزاد