أقامت منطقة جزين في “القوات اللبنانية”، قداسا على نية ضحايا تفجير مرفأ بيروت، وراحة نفسي الضحيتين ميراي جرمانوس وجو حداد.
ترأس القداس المونسنيور الياس الحلو ممثلا راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار، بمساعدة لفيف من الكهنة. وشارك وفد قواتي ضم عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، الوزير السابق ملحم الرياشي، الأمين العام ل “القوات” غسان يارد، مساعد الأمين العام لشؤون المناطق جوزيف أبو جوده ومنسق منطقة جزين جورج عيد، بالإضافة إلى أهالي الضحيتين وأصدقائهما وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات ومحازبين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى الحلو عظة سأل فيها: “هل استشهد أحباؤنا وحلقوا بأرواحهم الى فوق لتبقى أنظارنا مسمرة في الأرض؟ هل استشهد أحباؤنا نتيجة فائض من المحبة عندهم، ليبقى الحقد والكراهية مسيطرين؟ هل استشهد أحباؤنا، ليبقى السفر والهجرة حلمنا الدائم؟ حتما نرغب بأن نحفظ ذكراهم حية بيننا ونرغب بأن نحسن الاستفادة من عطية الدم التي قدموها، وحتما لن ننسى أيا منهم، وهنا لا بد من شكر كل من اهتم وسعى ليحفظ ذكراهما من خلال الصلوات، وزرع أشجار أرز باسمهما”.
وختم مطالبا برفع الحصانات “لكي تتجلى الحقيقة سريعا وتبرد قليلا قلوبنا التي لا تزال تحترق، فأمام هول الكارثة ودماء الشهداء وآلام المصابين وأنين المشردين تسقط كل الحصانات”.
عقيص
بعد القداس، كانت جولة للوفد القواتي ولقاء مع الفاعليات وعدد من أبناء المنطقة في صالون الكنيسة.
وخلال اللقاء قال عقيص: “أنحني أمام دماء الشهيدين البطلين ميراي وجو. العائلة اللبنانية بأسرها مصابة بموت الشهيدين وكل الشهداء الذين سقطوا العام الماضي في 4 آب. بعد أيام، تصادف الذكرى الأولى للانفجار المشؤوم في بيروت، وحتى اليوم لم تظهر الحقيقة، وما زالت التوقيفات تطاول حصرا الموظفين الصغار نتيجة التحقيق. المسؤولون الكبار هم المسؤولون عن إدخال هذه المادة وإبقائها طوال هذه الفترة من دون أي مبادرة لاتخاذ أي إجراء لحماية عاصمتهم وأهلهم، ما زالوا أحرارا طليقين”.
أضاف: “لم ترتح بعد روح كل من ميراي وجو وأرواح كل الشهداء، نتيجة عدم اتضاح الحقيقة، ولأن هناك من في السلطة والنظام يحاولون عرقلة وصول المحقق العدلي طارق البيطار والمحكمة إلى الحقيقة. وعلى الضفة المقابلة، ضفة يجتمع فيها كل الشعب ليواجه نظاما يتهاوى متمسكا بكل قوته ونفوذه وامتيازاته ولو كان ذلك على حساب الناس والعدالة وإحقاق الحق. نحن معكم وعلى الضفة عينها لأننا حزب يحمل هموم الناس ووجعهم وقضاياهم، ويده ممدودة لأي شخص يحمل الهموم عينها بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الطائفي أو المناطقي، فكل سيادي في هذا الوطن حليف للقوات اللبنانية. لسنا بحزب إلغائي أو تقوقعي، نحن حزب انفتاحي يشعر بأن لدينا فرصة أخيرة لإنقاذ هذا البلد معا وتحديدا مع كل المخلصين، لنكون يدا واحدة موحدة إنقاذية”.
وتابع: “كلامي ليس انتخابيا أبدا، نحن ندعو كل الناس لوقفة ضمير. لننس خلافتنا، ونضع يدنا بيد الآخر بهدف إنقاذي بحت. اليوم هناك ثلاثة مشاريع، الأول خارج الدولة وتابع خارجيا بطريقه وحدوده وعقيدته وسلاحه خارج لبنان، انما له تمثيل في لبنان رغم قراره وهدفه. المشروع الثاني يكمن بالسلطة، يهادن ويساير الجميع وهمه أن يصل فقط إلى السلطة ولو سكت على كل الأمور لتقويض سياسته، وهذا لأنه مشروع سلطة ويتهاوى. أما المشروع الثالث، فيكمن في مشروع الناس الذين يريدون السيادة، ومشتاقون لكي يكون خيارهم وقرارهم داخلي وليس على طاولة مفاوضات تعقد في فيينا أو غيرها، مشروع إصلاحي حقيقي لا على الورق لشراء الوقت”.
وقال: “نأتي اليوم لنطلب منكم مناصرة المشروع الثالث، مشروع الدولة، سلاحه الإيمان والتعلق بالأرض، مشروع لا تهمه السلطة. لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، ومن يدعي بالسياسة في هذا الظرف أنه يملك كل الحقيقة، هو إنسان مكابر ويكذب على الناس، ولكن إذا كنا لا نملك الحقيقة بمن كان خياره صائبا بالاستقالة من مجلس النواب من عدمها، لكن نملك التقدير والتقييم ومتابعة الاداء، لذلك نسأل: ماذا حققت الاستقالة؟”
وختم عقيص: “نريد أن ننهي هذا الابتزاز الذي يتعرض له نواب القوات اللبنانية رغم تعبهم وتحملهم المسؤولية ومخاطر المجلس النيابي، في الوقت الذي غادر البعض واتهمونا بأننا غير وطنيين، لذلك أكرر سؤالي: ماذا حققت هذه الاستقالة؟ إذا حققت أي تقدم فليقولوا، أما عدم الاستقالة فحققت الكثير وعلى النحو: القوانين المتعلقة بجريمة المرفأ، وموقفنا منها، والصوت العالي داخل الهيئة المشتركة عند مناقشة ملف رفع الحصانات”.
في الختام، تسلمت عائلتا جرمانوس وحداد هديتين رمزيتين باسم “القوات”.