كتبت “الديار” تقول:يتم إلهاء الشعب اللبناني بالأسماء التي قد يتم اختيار منها رئيس لتأليف الحكومة. وهذا الأمرُ هو من الشكليات، لأن الشعب اللبناني أصبح في قعر الانهيار. وإذا دامت الحالة كذلك شهراً إضافياَ، فان الكارثة الكبرى ستقع على لبنان وعلى شعبه.
لا مازوت، والحركة أصبحت مشلولة، ولا بنزين، وأسعار المواد المعيشية ارتفعت بجنون، ولا أدوية في الصيدليات التي أعلنت عن اضراب بسبب عدم تسلّمها الادوية، ولا كهرباء والتقنين يزداد بشكل ظلامي، حتى أنك أصبحت ترى المدن والقرى تعيش في ظلام دامس، كأنه لم يتمّ اختراع الكهرباء منذ أكثر من 100 سنة.
بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، بدأت عملية الهاء الشعب اللبناني بالأسماء، وهي من الشكليات، لأن المهمّ تشكيل الحكومة بأقصى سرعة خلال أسبوعين كحد اقصى والبدء بالإصلاحات في سبيل تلقّي المساعدات الخارجية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي كي نخرج من هذه الازمة الخانقة التي قتلت الروح الإنسانية على صعيد الأمل، وحلّ اليأس في النفوس، وبات كلّ لبناني يسأل ما هو مستقبله ومستقبل عائلته ومستقبل أولاده ودراستهم، فيما البطالة عمّت الشباب والصبايا اللبنانيين، لا بل عمّت البطالة كل الاعمار وانقطعت «رزقة
اللبنانيين من الحصول على مدخول يجعلهم يعيشون بكرامة أو بالحدّ الادنى من الحياة الإنسانية التي توفر للإنسان حالة الفرح والامل وعزة النفس وعدم الحاجة وتأمين المواد الغذائية والاستهلاكية بسهولة، بدل الجوع والفقر وكلّ المصائب التي تلف حياة اللبنانيين.
لا يهمّ من سيأتي رئيساً للحكومة، بل المهم تحديد الاسم بسرعة أسبوع وتأليف الحكومة خلال أسبوعين وإعطاء الحكومة صلاحيات استثنائية، لأن المرحلة خطرة وتحتاج الى سرعة عمل والى الصلاحيات الاستثنائية، مع إبقاء حق النقض للمجلس النيابي لأي مرسوم يصدر عن الحكومة الجديدة بعد تأليفها.
المطلوب حكومة مهمة تنتج بسرعة، والمطلوب حكومة اختصاصيين بكل معنى الكلمة على ان تكون من غير الحزبيين. وألا تتألف الحكومة على قاعدة المحاصصة، مع أن مرض المحاصصة في لبنان من الصعب الخروج منه، ونحن غير متفائلين بتأليف حكومة من خارج المحاصصة، لان النظام السياسي في لبنان بعد انهاء الحرب هو نظام سياسي، حيث اغتصبت المليشيات الدولة اللبنانية واغتصبت الفئات التي قامت بالحروب الدولة اللبنانية وقامت على تنظيم المحاصصة، والا لا تتشكل حكومة، اذا لم تخضع للمحاصصة ولحصة المليشيات التي اغتصبت الدولة اللبنانية والسلطة التنفيذية وادارات الدولة والمراكز المسؤولة على كل المستويات، وللأسف خاصة في القضاء الذي هو سلطة قضائية مستقلة وفق الدستور اللبناني.
لكن المحاصصة أخضعت القضاء لتوزيع الحصص على المليشيات والأحزاب، ولم يعد القضاء مستقلاً، الا من قبل بعض القضاة الشرفاء والنزيهين الذين يحكمون باسم القانون ويجدون في وجههم حرباَ طاحنة عليه.
الى فخامة رئيس الجمهورية والى دولة الرئيس الذي سيكلف لتأليف الحكومة، نتوجه بالدعوة لتأليف الحكومة خلال أسبوعين، والبدء بإعلان الإصلاحات والتفاوض مع المؤسسات الدولية، كي ينهض لبنان من جديد ويتم رفع كابوس القهر والظلم عن الشعب اللبناني.