أطلقت رابطة كاريتاس لبنان، في مؤتمر صحافي عقدته في مقرها العام في سن الفيل، مشروع صندوق الائتمان للتعليم من أجل دعم المدراس الكاثوليكية، بالتعاون مع جمعية L’OEUVRE D’ORIENT الفرنسية، التي تعنى بدعم المسيحيين في الشرق الأوسط في ظل الأزمات الخطيرة التي تتوالى على لبنان وانهيار أغلبية المؤسسات من ضمنها التربوية.
شارك في المؤتمر السفير البابوي المطران جوزيف سبيتاري، المدير العام للجمعية الفرنسية المونسنيور باسكال غولنيش، رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود، راعي أبرشية جبيل المارونية المشرف العام على أعمال كاريتاس المطران ميشال عون، رئيس أساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، في حضور الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم وأعضاء مجلس إدارة الرابطة ومدرائها ووفد من الجمعية الفرنسية.
عبود
بداية قال عبود: “الكنيسة تكمل ما بدأه يسوع برسالته، ورسالة كاريتاس هي رسالة الكنيسة، لذلك لن تبقى مكتوفة الأيدي. في الأيام الفائتة لفتنا عدد من الأساتذة الذين يطلبون المساعدة من الرابطة بسبب التأخير في دفع رواتبهم، ونحن لن نقبل باستمرار هذا المشهد، ولن نسمح للعجز بأن يخنق المدارس الكاثوليكية”.
أضاف: “تحولت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية إلى كارثة تعليمية، بحيث أن 55 في المئة من العائلات تعيش دون خط الفقر، وذلك يشمل جميع الفئات وكذلك اللاجئين. للجميع الحق بالعلم، فالعلم ثقافة الحياة والجهل عدو المجتمع، لذلك لا تتهموننا بالتعصب. نحن ندعم المدارس الكاثوليكية التي تضم بدورها مختلف الفئات والطوائف والفئات المجتمعية لأننا في ضيقة جدية والأزمة لا تفرق فئة عن أخرى”.
وشدد على أن “الهدف العام لكاريتاس إعادة انضمام 120 الف من اطفال لبنان الأكثر فقرا إلى النظام المدرسي من خلال المساهمة في تقوية 235 مدرسة كاثوليكية فرنكوفونية و6 جامعات ودعمها، على أن تبقى مفتوحة”. وقال: “هدف شراكة كاريتاس مع L’OEUVRE D’ORIENT، توسيع نطاق البرنامج ليشمل مزيدا من الأطفال والمدارس من خلال الاستفادة من قاعدة البيانات لدى الجمعية الفرنسية والمعرفة السياقية العميقة التي اكتسبتها في 300 مدرسة”.
واعتبر أن “تأمين العلم للفرد هو تأمين مستقبله وعيشه الكريم ومجتمع سليم له كما هو ضمانة للسلام الداخلي والبقاء في الوطن”.
ألكنز
من جهته، رأى مدير صياغة المشاريع في كاريتاس ديفيد ألكنز أن “لبنان كان دائما حالا منفصلة مميزة عن المنطقة بسبب نظامه التعليمي ومبدأ العيش المشترك والحد من التطرف، فضلا عن كونه يؤمن نوعية تعليم أفضل لكل من يقصده، بغض النظر عن أصله الاجتماعي أو الديني”. وشدد على أن “قطاع التعليم يشهد اليوم حالا من السقوط الحر، وإذا لم تتخذ إجراءات سريعة، فسيفقد لبنان دوره كمنارة للتعليم والثقافة في الشرق الأوسط”.
وقال: “مبادرة كاريتاس و L’OEUVRE D’ORIENT تأتي في إطار الاستجابة لهذه الأزمة وتهدف الى تغطية الرسوم الدراسية جزئيا بمتوسط يعادل 30 يورو لكل طالب بنطاق يتراوح بين 20 و 90 في المئة من إجمالي الرسوم الدراسية، استنادا الى معيار الفقر الذي طورته جمعية L’Oeuvre d’Orient”.
غولنيش
بدوره عرف غولنيش بالجمعية وبأهدافها، واعتبر ان “المشكلة الاولى في لبنان اليوم بعد الازمات الاقتصادية والمالية والاستشفائية والتعليمية هي اليأس”. وقال :”نقدم الدعم للبنانيين حتى يتمكنوا من استعادة كبريائهم وأملهم في لبنان وتحديدا المسيحيين اللبنانيين الذين يجب أن يحبوا بلدهم ويجددوا الثقة به ويكونوا علامة رجاء واعتزاز بلبنانيتهم”.
سبيتاري
وشكر السفير البابوي للقيمين “هذه المبادرة المباركة في خضم الأزمة، لتكون بجانب العائلات المتألمة جراء العجز في القطاع الاستشفائي والتربوي”، معربا عن فرحه “بالمشاركة في هذا المشروع، فتضافر الجهود سيكسر اليأس الكبير المسيطر على قلوب اللبنانيين، والأهم الا ننسى أننا أبناء القيامة والرجاء”.
وأعلن ان “الكنائس والبطاركة والأساقفة، يقومون باتصالات ومشاورات محلية ودولية من أجل دعم لبنان وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس، الذي يعمل بإصرار على مساعدتنا وأيضا أمين سر الفاتيكان الذي طلب من الدول والاتحاد الأوروبي دعم لبنان بشتى الطرق، وما تقوم به الكنيسة هو من أجل الحفاظ على الهوية اللبنانية لأنها في خطر ونحن بلد الرسالة والتنوع والتعايش على أرض واحدة ووطن واحد”.
وشدد على أن “هذا المشروع التربوي هو لإنقاذ هذه الهوية، فسلاحنا هو الحرف والفكر. الحرف هو غذاؤنا الأساسي وإذا هاجرنا الوطن بانتمائنا، لا جسديا، يعني اننا خسرنا كل شيء”.
سويف
وشدد سويف على “أهمية الدعم الذي توفره الجهات المانحة والخيرون والكنيسة في هذه الأوقات العصيبة”، آملا أن “تتمكن هذه المبادرة من المساعدة قدر المستطاع”.
عون
أما عون فلفت إلى أن “الجهود والثقة التي تضعها L’OEUVRE D’ORIENT من خلال هذه المبادرة، ليست لإعلان مساعدة المدارس وتوزيع الأموال عليها، إنما لإطلاق نداء صارخ للمجتمع الدولي وللكنائس والمغتربين في كل أنحاء العالم لمساعدة مدارس لبنان لئلا تنهار”.
وشدد على “أهمية مواجهة اليأس والحفاظ على الرجاء والإيمان بوطننا وهي ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الأزمات”.