عرض رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ في تصريح اقتراحات “قد تساهم في تجديد الخطاب الاعلامي في ضوء المستجدات الناجمة عن المتغيرات في المنطقة وبعد انتفاضة القدس والحرب على غزة ودعم الداخل الفلسطيني للانتفاضة وغزة معا”.
وقال: “اي مقاربة اعلامية ترمي الى تجديد الخطاب الاعلامي ينبغي ان ترى ان صفقة القرن رمت الى تثبيت دولة اسرائيل في المنطقة والاجهاز على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ووضع حد لقرار مقاطعة اسرائيل وفتح ابواب التطبيع كليا معها. وفي الحسابات صفقة القرن هي امتداد طبيعي للقرار الذي اتخذ بنقل السفارة الاميركية الى القدس باعتبارها عاصمة لدولة اسرائيل. وواقع الامر ما كان من الممكن للادارة الاميركية ان تمضي بقرار نقل السفارة والمبادرة الى صفقة القرن لولا الخلافات العربية – العربية وتوتر العلاقات الخليجلية مع ايران والتنافس السعودي – التركي والسعودي – المصري – التركي وما يسمى خطأ بالربيع العربي الذي كان هدفه تمزيق وتفتيت المنطقة ولولا سعي بعض الانظمة العربية الى كسب ود واشنطن بأي ثمن ولو كان على حساب المصالح العربية والفلسطينية”.
أضاف: “بعد انتفاضة القدس وهمجية العدوان الاسرائيلي على غزة حدثت متغيرات في الرأي العام العالمي والغربي لصالح القضية الفلسطينية والسبب ان الحدث الفلسطيني الممزوج بدم الاطفال وتهديم البيوت وحرق المزروعات واجتياح الاقصى وغزوات المستوطنين استحضر الاعلام. وهنا لا بد من الاشارة الى دور الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل وحركة S.D.B الاوروبية التي تدعو الى مقاطعة البضائع الاسرائيلية ورموز بعض الشخصيات الاميركية من اصل فلسطيني مثل بيللا وجيجي حديد عارضتي الازياء اللتين نجحتا في تكوين لوبي اميركي متعاطف مع الفلسطينيين”.
وتابع: “نجح الاعلام المقاوم في تعريف الرأي العام على حقيقة الجيش الاسرائيلي واسقاط النظرية الاسرائيلية الخاطئة القائلة بأنه “الجيش الذي لا يهزم” والحقيقة هنا ان للكلمة احيانا فعل أقوى من الرصاص”.
وقال: “لا يمكن تجديد الخطاب الاعلامي على مستوى كل المؤسسات الاعلامية. فالطرف الذي يمول هو الذي يتحكم بسياسة المؤسسة الاعلامية. كما ان اعلام الانظمة العربية هو في خدمة الحاكم”.
ولفت إلى أن “الاعلام الموضوعي الذي يرتكز الى صحة المعلومة ودقتها ونسبها الى مصدر موثوق هو الاساس لاي تجديد في الخطاب الاعلامي. كما أن التركيز على ان التناقض الاساسي في المنطقة هو مع الكيان الصهيوني. وبالتالي معالجة التعارضات الثانوية بالحوار. والمثال ان انتفاضة القدس وفرت وحدة فلسطينية نادرة وتجاوبا عربيا ملحوظا وبالتالي لا بد من الحفاظ على هذا المكسب بالترويج له اعلاميا.
أضاف: “يمكن للاعلام ان يساهم في علاج ما تعانيه المخيمات الفلسطينية في لبنان على صعيد البنى التحتية من مشاكل في الصرف الصحي وامدادات المياه والكهرباء. كما في الاستفادة من خبرات الكادرات الفلسطينية من اطباء ومهندسين خصوصا في ظل هجرة النخب اللبنانية. كما المطلوب ترتيب العلاقات على اساس التعاون بين المخيمات ومحيطها مع التركيز على رفض التوطين. على الصعيد الداخلي اللبناني استبعاد الخطاب الطائفي وتقديم التنازلات المتبادلة والترويج لضرورات الاصلاح ومواجهة الفساد المستشري والدعوة الى تعزيز فكرة المواطنة. ان تكون المؤسسة الاعلامية صوتا للجميع، فتعرض الرأي والرأي الاخر، وتحاول تحديدا كسب الآخر ومخاطبته بلغة عاقلة، لان اغلب المؤسسات الاعلامية تخاطب نفسها من دون التركيز على الآخر وكسبه. ينبغي ان تميز المؤسسات الاعلامية في خطابها الاعلامي بين مخاطبة الداخل اللبناني والعربي وبين مخاطبة الغرب حيث تترصد مؤسسة “ممري” اليهودية بالخطاب الاعلامي العربي والاسلامي وترفع تقاريرها الى الادارة الاميركية مصورة هذا الخطاب بأنه خطاب الكراهية. وهنا ثمة حاجة للتمييز بين سياسة الولايات المتحدة الاميركية وبين الشعب الاميركي الذي بدأ بالتعاطف مع القضية الفلسطينية”.
ومن الاقتراحات أيضا، “المساهمة الاعلامية في ترتيب العلاقات العربية – العربية، والخليجية – الايرانية والتركيز على المصالح المشتركة وعودة سوريا الى الجامعة العربية”.
وختم: “ايا يكن الامر تعريف الاعلام يرتبط بالوظيفة التي نريدها له. فإما أن يكون بناء او ان يكون هداما وفقا لتوصيف الامام السيد موسى الصدر. فلتكن هذه الوظيفة هي البناء، بناء المواطن وتحديد من هو الصديق ومن هو العدو على مستوى الوطن والأمة.