وضع شيريش دات، مراسل صحيفة Huffington Post، الرئيس الأمريكي، الخميس 13 أغسطس/آب 2020، في وضع محرج، بعد أن وجَّه إليه سؤالاً عما وصفها بـ”الأكاذيب على الشعب الأمريكي”، وهو السؤال الذي “صعق” ترامب، فلم يجد من طريقة سوى عدم الرد عليه، والانتقال إلى صحفي آخر وسؤال “عادي”، وذلك خلال الندوة الصحفية التي يعقدها عادة في البيت الأبيض.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، فإن الصحفي دات وجَّه السؤال التالي إلى الرئيس الأمريكي: “سيدي الرئيس، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة [من رئاسة ترامب]، هل تندم على الإطلاق؟ هل تندم على كل تلك الأكاذيب التي ألقيتها على الشعب الأمريكي؟”.
كيف ردَّ ترامب؟ الصحفي المذكور انتظر أزيد من خمس سنوات؛ من أجل توجيه هذا السؤال إلى الرئيس الأمريكي، وهو الذي يتابع تصريحاته ووعوده التي أطلقها للشعب الأمريكي منذ انتخابه رئيساً.
أما ترامب الذي فوجئ بسؤال دات في إحاطة البيت الأبيض، جاء ردُّه على السؤال: “كل ماذا؟”.
ليجيب دات مؤكداً: “كل الكذب، كل الأضاليل”.
فيردُّ ترامب: “التي قالها من؟”.
أول فرصة: في يوليو/تموز الماضي، ذكرت صحيفة The Washington Post في تقرير لها، أن ترامب قال أكثر من 20 ألف “ادعاء كاذب أو مضلل” خلال فترة رئاسته.
تحدثت صحيفة The Guardian إلى دات، الذي قال إنه طرح السؤال الآن، لأنها كانت المرة الأولى التي تُتاح له فيها هذه الفرصة.
وأضاف دات: “لا أعرف لماذا التفت إليَّ، لأنني حاولت أن أسأله من قبلُ [في مارس/آذار]، وقد قطع كلامي وقتها في منتصف السؤال. ربما لم يتعرف عليَّ هذه المرة”.
كما أردف قائلاً: “فكما تعلم، هو لديه هذه المجموعة من الأشخاص الذين يسمح لهم بطرح الأسئلة عليه عادة”.
وقع الدور على دات في قرعة أسئلة الصحافة بالبيت الأبيض، ولذلك كان له مقعد بارز في هذا اللقاء الصحفي. ويقول دات: “لطالما اعتقدتُ أنه إذا دعاني في يوم من الأيام، لتوجيه سؤال إليه، فإن هذا السؤال سيكون الشيء الوحيد الذي كان محورياً حقاً بالنسبة إليَّ في رئاسته”.
لَم يفاجأ: يوضح دات بالقول: “أكاذيب ترامب هي الشيء الوحيد من رئاسته الذي سيتذكره الناس بعد 10 سنوات”.
مع ذلك، فلم يُفاجأ دات بردِّ ترامب على السؤال، إذ لطالما اعتقد أنَّ تجاهل ترامب لسؤاله سيكون ردَّ الفعل الأرجح.
“دات”، عندما سُئل عما إذا كان سيُسمح له بتوجيه سؤال إذا وقعت عليه القرعة في مرة قادمة، أجاب: “نعم، بالتأكيد”.
أما السؤال المُلح المطروح الآن، فهو: ما السؤال الذي سيُوجِّهه دات إلى ترامب إذا جاءت له الفرصة مرة أخرى؟
يقول دات إنه بالنظر إلى أن ترامب امتنع عن الرد، فسيكون الأمر في المرة القادمة على النحو التالي: “سيدي الرئيس، لم ترد على سؤالي في المرة الأخيرة. هل تبيَّن لك لماذا قلت.. أياً كان الرقم الذي ستكون أكاذيبه وصلت إليه بحلول ذلك الوقت”.