أحمد منصور
شدد رئيس مجلس ادارة شركة مصنع “أروان” للصناعات الدوائية عبد الرزاق يوسف عبد الله ( ابو يوسف)، على ان مشروع تصنيع لقاح “سبوتنيك 5 ” الروسي في لبنان، مشروع اقتصادي وسياسي هام للبنان، يعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان كدولة محورية في المنطقة، مؤكدا انه خطوة هامة جدا، وله مردود ايجابي بالدرجة الأولى على لبنان، حيث ستفتح المجال امام فرص عمل جديدة، يسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية، من خلال توسيع دائرة العمل والتصنيع والإنتاج.
وأشارعبد الله في ندوة صحافية، عقدها في مصنع الشركة في الشوف الى “ان المردود الإقتصادي لتصنيع “الفاكسين” في حدود 600 مليون دولار، ويتطلب في دعم حكومي في حدود 20 مليون دولار، وقد قمنا بتوسيع مروحة اتصالاتنا ولقاءاتنا، بجهد مشكور من وزير الصناعة عماد حب الله، بهدف تسهيل تنفيذ المشروع، وتحقيقه على أرض الواقع، فالتقينا رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الحكومة حسان دياب، اللذين أبديا دعما كبيرا للمشروع، الى جانب دعم وزارتي الصناعة والصحة”، مؤكدا ان دعم وموافقة الحكومة اللبنانية مهم جدا فهي الجهة السياسية التي تمثل لبنان .
وقال:”ان ما نعانيه هو عدم توفر الأموال، فأموالنا مجمدة في المصارف اللبنانية، لذلك طلبنا من مصرف لبنان والحكومة الدعم لتسهيل انجاح هذا المشروع المفيد للبنان، ولكن على الرغم من ذلك، سعينا لايجاد الحلول لهذه المعضلة، من خلال الخيارات المتاحة امامنا”، مؤكدا “وجود طلب كبير من الدول التي هي بحاجة الى هذه اللقاحات، وهي على استعداد الدفع مسبقاً ثمن “الفاكسين”، لافتا الى ان هذا خيار قد نلجأ اليه، للمساعدة في تحقيق المشروع .”
واضاف” نحن لم نقف امام هذه المعضلة، وكان لدينا عدة خيارات، ولذلك أتممنا كل التفاصيل بالنسبة لتوقيع العقد مع روسيا، ونستعد اليوم للذهاب الى روسيا للتوقيع . كنا نأمل ان يكون هناك تسهيلات ودعم من مصرف لبنان، لأنه مشروع اقتصادي وسياسي للبنان، فهو يعيد الثقة الدولية والعربية بلبنان كدولة محورية وهامة في المنطقة. عندما طرحنا تصنيع هذا اللقاح، كان هدفنا التوفير على لبنان، اذ ان نسبة اللقاحات التي تمت في لبنان تبلغ 10 % فقط، وهذا اللقاح، ليس لمرة واحدة في الحياة، بل هو كل ستة اشهر او سنة، وبالتالي هو مشروع العشر سنوات للمستقبل، ولقاح لا حدود زمنية له. نقوم بجهد كبير لوضع لبنان على خارطة الدول المصنعة للقاحات ضد كورونا، وهذه ليست عملية سهلة، وتكتنفها الكثير من المشقات والصعوبات، لكن ارادتنا قوية للوصول الى النجاح .”
وتابع ” ان شاء الله سنوقع العقد مع الروس قريبا، وسوف نصدّر الى دول المنطقة والعالم هذا اللقاح، وسيكون لدينا فائض كبير للبنان . لقد تكلمنا مع البنك الدولي، الذي يحجز 90 مليون دولار للبنان لشراء “الفاكسين”، فعندما يعتمد اللقاح من منظمة الصحة العالمية، نستطيع تمويل شراء هذه اللقاحات “.
واشار الى “انه بعد توقيع العقد، يفترض ارسال المواد الخام، لتصنيع اللقاح، الذي يصل الينا بشكل مكثف ونقوم نحن بدورنا بتحليله، ومن ثم نقوم بوضعه بـ “vial” ومن ثم نتفق معهم على التسويق ، متوقعا ان يتم الإنتاج بعد شهرين من استلام المواد الخام، على ان يكون هناك فترة 20 يوما بعدها، حيث تجرى على المنتج كل التحاليل، في لبنان وروسيا . ”
واذا اشار الى ان سعر اللقاح الحالي هو 38 دولارا، اوضح ان المنتج الوطني سيكون اقل كلفة، لافتا الى وجود قانون في وزارة الصحة من ان المنتج الوطني، لا بد من ان كون أرخص من 15 الى 30 % من المستورد .
واكد عبد الله ان مصنع شركة “أروان”هو استثمار لبناني وعربي، وبعيدا عن اي صبغة سياسية، ونسعى لوضع لبنان على خارطة طريق الصناعة الدوائية في العالم . لدينا ادوية ننتجها غير اللقاحات، وقد تكون غير موجودة في العالم العربي، اننا نصنع حوالي 40 دواء، ومعظمها غير متوفر في دول العالم، ونصدر الى مصر والأردن وسوريا ودول الخليج في الامارات والسعودية والكويت وقطر وعُمان والبحرين واليمن ودول اوروبا الشرقية وروسيا واوزباكستان وكازخستان وافغانستان وتركمستان وطاجكستان والى افريقيا في نيجيريا والكاميرون وكينيا .
وشدد عبد الله على اهمية وضرورة دعم الحكومة اللبنانية للصناعة الوطنية، مؤكدا ان الأدوية الوطنية متوفرة في السوق اللبناي ولم تنقطع ابدا، على الرغم من اننا نعاني من سوء الدعم من الدولة، التي تدعم الدواء الأجنبي بنسبة 85 بالمئة من قيمة الاستيراد، بينما الدواء الوطني يدعم فقط للمواد الخام المستورد حوالي 30 بالمئة، داعيا الحكومة الى دعم الدواء الوطني بنفس وتيرة دعم الدواء الاجنبي .
وأبدى اسفا كبيرا من انه بلغ دعم المستورد في لبنان حسب تقارير مصرف لبنان 528 مليون دولارا، والدعم الوطني 19 مليون دولار، ويبلغ بالسنة مليار ومئة مليون دولار، والانتاج الوطني مئة مليون دولار .
دهام
من جهتها اكدت المدير العام للمصنع الدكتورة رويدة دهام، ان تجربة وخبرة المصنع بات كبيرة وهامة وهي التي اوصلته الى هذه المرحلة الهامة من الإستعداد لتصنيع لقاح “سبوتنيك 5″، واشارت الى ان الكفاءات الموجودة من الموظفين في المصنع حاليا قادرة على انتاج هذا اللقاح، ولكنها لفتت الى ان انتاج اللقاح قد يحتاج الى يد عاملة اكثر، وأكدت ان المصنع ينتج عددا من الأدوية التي تعرف بالمنقذة للحياة، ومعظمها مازالت تستورد من الخارج، وتتم صناعة هذه الأدوية وفق احدث المعدات والاساليب المتطورة جدا في العالم، واشارت الى ان مصنع اروان ينتج 80 بالمئة من ادوية المستشفيات عاى هيئة حقن، من مضادات حيوية الى بنج وادوية تستخدم في غرف العمليات، وابدت اسفا كبيرا ان بعض المستشفيات في لبنان مازالت تعتمد الادوية والأجنبية .
واكدت ان “أروان” هي الشركة الوحيدة التي صنعت في العام الماضي مستحضرا للكورونا “رامسدفير”، والاسم التجاري هو للمصنع هو “فلكسي فير” وقمنا بتسويقه في لبنان، وهو مسجل في وزارة الصحة، وسعره اقل بـ 40 % من سعر الدواء الأجنبي .