يبدو أن إحياء الحلم طائرات الركاب الأسرع من الصوت الذي مات مع تقاعد طائرة الكونكورد منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، لا يزال ممكنا، بحسب تقرير لشبكة سي أن أن. فقد كانت طائرة الكونكورد البريطانية الفرنسية تبلغ سرعتها القصوى 2,200 كيلو مترا في الساعة، وكانت إحدى طائرتين تجاريتين فقط تفوق سرعتها سرعة الصوت، وحلقتا من عام 1969 إلى عام 2003 وكانتا باهظة الثمن وتسببا في كارثة بيئية.
لكن مجموعة جديدة من الشركات الناشئة تعمل على مشاريع طائرات تفوق سرعة الصوت. ولم يكن هناك أي اختصار كبير في زمن السفر منذ عصر الطائرات النفاثة في الخمسينيات والستينيات، لكن فريق شركة “بوم” للطائرات الأسرع من الصوت تأمل في تغيير ذلك قريبا. وترى سي أن أن، أن شركة “بوم” هي المرشحة الأوفر حظا لطرح أول طائرة تجارية حقيقية تطير في الجو بحلول عام 2026 وبسعر رخيص.
ومن المقرر أن تستغرق الرحلة في الطائرة التي تصممها الشركة، من نيويورك إلى لندن 3 ساعات و15 دقيقة فقط بينما ستقتطع لوس أنجلوس إلى سيدني إلى 8 ساعات ونصف. ويقول مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي، بليك شول، إن إن الجدول الزمني الحالي هو إطلاق نموذج أولي للطائرة XB1 بحلول نهاية العام الجاري، ووضع حجر الأساس لمصنع أميركي جديد في عام 2022، ثم البدء في بناء أول طائرة في عام 2023.
وتم تصميم الطائرة لتتسع لما بين 65 و88 راكبا، وستبلغ سرعتها أكثر من ضعف سرعة الطائرات التجارية التي هي دون سرعة الصوت اليوم. ويشير شول إلى أن شركته تبدأ من حيث انتهت تجربة شركة “كونكورد”، “لكننا نصلح أهم الأشياء وهي الاستدامة الاقتصادية والبيئية”. وبعكس الكونكورد، التي كانت بحلول التسعينيات تتقاضى حوالي 12 ألف دولار للرحلة ذهابا وإيابا، وهو ما يقابل نحو 20 ألف دولار بسعر اليوم، فإن “بوم” تطمح إلى أن يكون سعر الرحلة التي تبلغ نحو أربع ساعات هو 100 دولار فقط.
لكن شول يعترف بأن هدف جعل الرحلة التي مدتها أربع ساعات بمئة دولار “سوف يستغرق بعض الوقت للوصول إلى هذا الحلم. هو هدف بوم طويل المدى، جيلان أو ثلاثة أجيال من الطائرات”. وتقول شركة “بوم” إن لديها حاليا 6 مليارات دولار من الطلبات المسبقة لطائرتها. والمنافس الأبرز لـ”بوم” هي شركة “أيريون” ومقرها في فلوريدا حيث كشفت في مارس 2021 عن خططها لطائرة تجارية Aerion AS3 والتي ستكون قادرة على نقل 50 راكبا.